فاطمة جاسم: فنانات المــظهر مجرّد «فقاعات»

وصفت الفنانة الإماراتية فاطمة جاسم الممثلات اللواتي يعتمدن على الشكل الخارجي، والمظهر المبالغ فيه، ولا يمتلكن موهبة حقيقية، أو قدرة على التعامل مع الأدوار، بأنهن «مجرد فقاعات، لن يدوم ظهورهن طويلاً على الشاشة، او حتى المسرح، إذ إن الجمهور ذكي، ويمكنه أن يلاحظ موهبة الممثل، ويستطيع بسهولة كشف الزيف».

وأضافت الفنانة الكوميدية المعروفة التي نالت جائزة أفضل ممثلة في دور أول عن مسرحية «بهلول» لفرقة مسرح بني ياس خلال دورة مهرجان أيام الشارقة المسرحية الأخيرة، أن «الممثلات (الفقاعات) لا يمكنهن سحب البساط من تحت أقدام أخريات موهوبات لا يتنصلن من عاداتهن وتقاليدهن لكي يكسبن دوراً، فالشكل ليس مهماً طالما يمتلك الفنان الموهبة الحقيقية التي تؤهله ليجسد شخصية ما، فالعباءة والشيلة واللباس المحتشم لا تعيق أداء أي دور طالما كانت الفنانة متمكنة».

وأشارت فاطمة، التي تطل في رمضان المقبل بمسلسلين وأوبريت، إلى أن هناك صعوبات واجهت مسيرتها الفنية التي امتدت الى نحو 15 سنة، ومنها «نظرة البعض التي لاتزال ترفض تمثيل المرأة الإماراتية وخروجها للعمل، سواء المسرحي أو التلفزيوني أو غيرهما، وتلك النظرة الرافضة لتمثيل المرأة تشدد على رفض التلفزيون أكثر من المسرح، فعلى سبيل المثال لم أكن أتجرأ على التمثيل في الدراما التلفزيونية إلا أخيراً، وتحديداً خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية».

أرفض التصنيف

فرصة

ترى الفنانة فاطمة جاسم أن الفنانات الإماراتيات لا يحصلن على فرصة التمثيل في الأعمال الدرامية القوية، كما أن الفنانة المحلية تضطر الى قبول العرض المقدم لها بالأجر المحدد مسبقاً عن الدور في العمل الدرامي التلفزيوني، على الرغم من أن أجرها أقل بكثير من أجر نظيرتها الخليجية، وحال الرفض أو المساومة غالباً ما تفقد فرصتها في الحصول على الدور.

وقالت إن «توقيت عرض بعض المسلسلات غالباً ما يقتل العمل، هذا ما واجهنا في رمضان الماضي، عندما عرض مسلسل (الغني والبخيل) بالتزامن مع عرض مسلسل (بنات الثانوية) الذي صاحبته ضجة إعلامية وجماهيرية، لدرجة أن كثيراً من المشاهدين لم يعرفوا أن هناك أصلاً مسلسلاً اسمه (الغني والبخيل)، الأمر الذي ضيّع جهد فريق العمل الذي استمر شهوراً».

رفضت الفنانة الإماراتية مسألة لجوء بعض الفنانات إلى تصنيف أنفسهن ضمن مراتب أفضل فنانات في الإمارات، أو حتى ما يعرف بفنانات الصف الأول أو الثاني، موضحة «أرفض تماماً تصنيف نفسي، واترك الحكم للجمهور الذي بيده القرار، خصوصاً ان الفنان يقدم موهبته وقدرته على التمثيل للجمهور الذي إما أن يتذوق فنه، إذا كان صادقاً ومخلصاً في تقديمه، أو أن يرفضه إذا ما لمس تعاليا من الفنان عليه، ومن جهتي لا يمكنني التصنيف، وأكتفي بحب الجمهور، الصغار قبل الكبار».

وتطل فاطمة خلال شهر رمضان المقبل، بعملين تلفزيونيين، أحدهما دراما الجزء الثالث من مسلسل «ريح الشمال»، ومسلسل آخر محلي من انتاج أحمد الجسمي بعنوان «اليحموم»، وفق الفنانة التي تابعت «كما هي الحال منذ نحو أربع سنوات يتم اختياري من قبل القائمين على قناة سما دبي، وتحديداً المخرج أحمد المنصوري الذي أسهم كثيراً خلال السنوات الماضية في انتشاري وحضوري التلفزيوني، وذلك لتصوير أوبريت خاص لرمضان».

«بهلول»

تستعد فاطمة لعرض مسرحية «بهلول»، وذلك بعد اختيارها ضمن عروض الموسم المسرحي، والتي ستقدم في معظم مسارح الدولة، مشيرة إلى أن «المسرحية حصدت أربع جوائز رئيسة في الدورة الثامنة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي، والذي انعقد في مايو الماضي بالمغرب، إذ فازت (بهلول) بجائزة أفضل نص مسرحي للكاتب جمال سالم، وجائزة أفضل إخراج للدكتور حبيب غلوم العطار، وجائزة أفضل ممثل دور أول مناصفة للفنان جمعة علي، وجائزة أفضل سينوغرافيا لمحمد الغص».

وأضافت «ما يدعو الى الاستغراب أن (بهلول) حصدت جوائز عدة خارج الدولة، وعندما عرضت ضمن مهرجان أيام الشارقة المسرحية لم تنل سوى جائزة أفضل ممثلة دور أول والتي حصلت عليها، ونحن نحترم قرار لجنة التحكيم ولا نقف كثيراً عند ذلك، رغم أن فريق العمل تعب كثيراً في التحضير للمسرحية، وكنت شخصياً أتوقع فوز الفنان جمعة بن علي بإحدى الجوائز، خصوصاً أنه بذل مجهوداً واضحاً في العمل، وتحديداً عندما نسيت حواري كاملاً أثناء عرض المسرحية، وهو من أنقذ الموقف».

روابط مشتركة

أكدت فاطمة أنها تفضل العمل، وتشعر بالراحة عند الوقوف بجانب ثلاثة ممثلين: مرعي الحليان، وسعيد بتيجة، وجمعة بن علي، لاسيما أنها ربطتها بالفنانين الثلاثة أعمال مشتركة وبدايات مسرحية، منها مسرحية «عائلة 5 نجوم» مع بتيجة وبن علي. وحول الأدوار التي تحب أن تؤديها، ذكرت أن من أهمها دور ما سمّتها بـ«خرابة البيوت» أو الشخصية المركبة الشريرة، إلا أنها لم تتلقَ أي دور من هذا النمط، لأن المنتجين يعتقدون أنها شخصية كوميدية بالدرجة الأولى، كما أن طبيعتها «طيبة».

وأشارت إلى أنها لم تتعرض لما يعرف بـ«الشللية» في الفن، وإن كانت ظاهرة موجودة في الوسط، وذلك لأنها صديقة الجميع، وتتعامل معهم منذ زمن، فالدور المناسب لها ستحصل عليه، سواء هناك «شللية» أم لا.

الأكثر مشاركة