"مؤسسة الإمارات": ثقتنا كاملة بـ "بوكر" العربية والقائمين عليها
أكد مصدر مسؤول في مؤسسة الإمارات، الجهة الراعية للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، لـ«الإمارات اليوم»، أن المؤسسة ليست معنية بالتعاطي مع ما يتردد حول الجائزة من «تخمينات وشائعات»، لا تستند إلى أدلة أو براهين صريحة، موضحاً أن دور المؤسسة ينصب بشكل أساس على تقديم الدعم المادي للجائزة، بينما تشكل الجائزة هيئة مستقلة بذاتها عن المؤسسة.
وأكد المصدر «ثقة (مؤسسة الإمارات ) الكاملة في مجلس أمناء الجائزة ولجنة التحكيم، وفي قدرتهما على استكمال عملهما على الوجه الأمثل، وبالصدقية المعتادة، إلى جانب تأكيد (مؤسسة الإمارات) دعمها الكامل لدورة الجائزة لعام 2010». مشدداً على أن «(مؤسسة الإمارات) فخورة بدعمها للجائزة التي تشكل مبادرة مهمة، كان لها دور إيجابي في تنشيط وتحريك المشهد الروائي في العالم العربي، بما يعكس حرص المؤسسة على دعم الأعمال الروائية المتميزة».
ويأتي هذا الرد قبيل الإعلان عن الروايات المرشحة للقائمة القصيرة للجائزة، في مؤتمر صحافي يعقد في بيروت اليوم، ليمثل الرد الاول والوحيد، حتى الآن، من القائمين على الجائزة، منذ اندلاع عاصفة الجدل والشد والجذب التي استهدفت الجائزة وتطورت من بعض الأطراف إلى اتهامات صريحة بانعدام المصداقية، والتشكيك في مصداقية القائمين عليها وآليات الترشيح واختيار الكتب الفائزة، في مقابل غياب لافت لأي ردود من القائمين على الجائزة، أو أي محاولة منهم لتفنيد الاتهامات التي وجهت إليهم.
وعلى الرغم من اقتضاب رد «مؤسسة الإمارات»، إلا أنه قد يكون كافياً لقطع الطريق على أصوات دعت المؤسسة الراعية للجائزة إلى التدخل «من أجل استعادة الصدقية للجائزة، بما يحافظ على قيمتها كإضافة مهمة على الساحة الأدبية العربية».
صفقة سرية
وليس الهجوم الجديد على «بوكر» العربية، وفتح الأبواب أمام الصحافة الثقافية للهجوم على منظومة الجوائز في العالم العربي ككل، ليس الأول الذي تقابله الجائزة، على الرغم من أنها لم تكمل عامها الثالث بعد، ولكنه الأعنف، حيث تركز على نقاط محددة، أبرزها ما أشارت إليه جريدة «الغاوون» اللبنانية، تحت عنوان «فضيحة البوكر» عن وجود «صفقة سرية رباعية» تهدف إلى منح جائزة «بوكر» هذا العام للبنانية علوية صبح عن روايتها «اسمه الغرام»، وجمع هذا الاتفاق السري بين صبح والمديرة الإدارية للجائزة جمانة حداد والشاعر العراقي صموئيل شمعون الذي ترأس لجنة تحكيم الدورة الأولى من الجائزة، إلى جانب الناقد المصري الدكتور جابر عصفور، وهي صفقة تأتي ردا على فوز جمانة حداد بواحدة من جوائز «بيروت 39» التي يشرف عليها صموئيل شمعون، وكانت علوية صبح ضمن لجنة تحكيمها.
وأرجعت «الغاوون» معلوماتها إلى (مصدر مقرب من الجائزة طلب عدم ذكر اسمه)، مشيرة إلى انسحاب الدكتور جابر عصفور من رئاسة لجنة تحكيم جائزة «بوكر» هذا العام بعد كشف الصفقة، وهو ما نفاه عصفور في جريدة «روز اليوسف» المصرية، مؤكداً أنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بـ«بوكر» والقائمين عليها.
واستنكر الروائي المصري جمال الغيطاني حال الجوائز الثقافية العربية التي بات الفائزون بها يُعرفون قبل الإعلان الرسمي عنها بفترة طويلة، متسائلا عن جدوى لجان التحكيم، وكيف يقبل أعضاء هذه اللجان - وهم من الأسماء المعروفة في عالم الثقافة والأدب - على أنفسهم اختيار أسماء محددة لهم سلفاً.
ومال الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد، الذي تقدمت الدار التي نشرت روايته «في كل أسبوع يوم جمعة» للتنافس على «بوكر»، ولكنها لم تدخل القائمة الطويلة (16رواية)، للاتفاق مع ما ذهبت إليه «الغاوون»، مستدلاً على صحته بإقصاء روايات مصرية قوية من القائمة، مثل «أبناء الجبلاوي» لإبراهيم فرغلي و«ملحمة السراسوة» لأحمد صبري أبوالفتوح و«ألم خفيف كريشة طائر» لعلاء خالد بالإضافة إلى روايته.
واختارت لجنة التحكيم التي تعلن اليوم أسماؤها، في القائمة روايتين من مصر هما «وراء الفردوس» لمنصورة عزالدين و«يوم غائم في البر الغربي» لمحمد المنسي قنديل، معتبرا الأخيرة هي القادرة من الروايتين على المنافسة والوصول إلى القائمة القصيرة ( 6 روايات) .
لجنة التحكيم
وعلى الرغم من أنه من المقرر الإفصاح عن أعضاء لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام، بالتزامن مع إعلان اللائحة القصيرة، في مؤتمر صحافي يُعقد اليوم في بيروت، فإن تخمينات طالت اللجنة، وتوقعت جهات ثقافية وصحافية بأن الكاتب الكويتي طالب الرفاعي رئيسها، وأن كل الشاعر سيف الرحبي والكاتبة شيرين أبو النجا عضوان فيها.
وكانت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) العربية لسنة ،2010 قد أعلنت أسماء الروايات ال 16 المرشّحة لنيل الجائزة، في دورتها الثالثة، إثر سلسلة جلسات مناقشة عقدها أعضاء اللجنة في القاهرة. وتمّ اختيارها من أصل 115 رواية تقدمت بها للمنافسة دور نشر عربية، وهي: «الوارفة» -أميمة الخميس، «عندما تشيخ الذئاب» -جمال ناجي، «مائة وثمانون غروباً» - حسن داود، «السيدة من تل أبيب» - ربعي المدهون، و«أمريكا» -ربيع جابر، «حرّاس الهواء» -روزا ياسين حسن، و«أصل وفصل» - رسحر خليفة، «يوم رائع للموت» -سمير قسيمي، «شارع العطايف» - عبدالله بن بخيت، «ترمي بشرر» - عبده خال، «اسمه الغرام» - علوية صبح، «ملوك الرمال» - علي بدر، و«تمر الأصابع» - محسن الرملي، «يوم غائم في البر الغربي» - محمد المنسي قنديل، «من يؤنس السيدة؟» - محمود الريماوي، «وراء الفردوس» - منصورة عزالدين.
ويتم الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة الأولى في احتفال يقام في أبوظبي في الثاني من مارس المقبل، وهو اليوم الأول لمعرض أبوظبي العالمي للكتاب.
وعلّق رئيس مجلس أمناء جائزة «بوكر» جوناثان تايلور على الروايات المرشّحة، بالقول إن اللائحة الطويلة «تبرهن مرّة جديدة على نوعية الكتابة الأدبية العربية المعاصرة وتنوّعها. حيث تتقدّم الجائزة بشكل ملحوظ، من نجاح إلى آخر». مشيراً الى أن أعمال الفائزين ليست وحدها التي تترجَم إلى الإنجليزية ولغات أخرى، ويتم نشرها، وإنما «تحظى أعمال المرشّحين الآخرين أيضاً بذلك الاهتمام. إذ يستحقّ هؤلاء الكتّاب جمهوراً أوسع، وهذا ما تسعى الجائزة إلى تأمينه».