جمعة: «الخليج السينمائي» يعزز ثقة المستثمرين بأفلام الشباب
قال رئيس مهرجان الخليج السينمائي، عبدالحميد جمعة، إن «الإقبال الجماهيري الكثيف الذي شهدته عروض المهرجان من شأنه أن يعزز ثقة أصحاب رؤوس الأموال والشركات في الاستثمار في الإنتاج السينمائي لمواهب خليجية شابة، استطاعت أعمالها أن تحقق حضوراً مهماً في الجانب الأكثر أهمية لدى الكثير من الجهات المنتجة، وهو عدد التذاكر». موضحا أن «الهوة تتجه إلى مزيد من التقلص بين الجهات المرشحة لإنتاج أفلام خليجية والضالعين في صناعة الأفلام الخليجية من جهة أخرى».
وفي سياق مختلف، قال الفنان السعودي عبدالمحسن النمر إن فيلم «الدائرة» الذي يقوم ببطولته « كان أجدر الأعمال الروائية الثمانية المعروضة في المهرجان، بما فيها الفيلم العراقي» الحائز على جائزة المركز الأول «فجر العالم». مشيراً إلى أن «استبعاده من دخول المسابقة الرسمية كان لأسباب غير فنية، بل تنظيمية متعلقة بمشاركة اثنين من أسرة الفيلم في اللجنة المنظمة للمهرجان، هما مسعود أمر الله مدير المهرجان الذي قام بمعالجة سيناريو الفيلم ومخرجه نواف الجناحي الذي شارك هذا العام أيضاً بشكل رسمي في إدارة المهرجان» .
وأضاف النمر في تصريح لـ«الإمارات اليوم» إن «الكثير من الجمهور والمتابعين استغربوا عدم فوز (الدائرة) من دون أن يعرفوا الملابسات الحقيقية لذلك»، راداً اقتصاد أسرة الفيلم الشديد في التعاطي مع الإعلام إلى «عدم الرغبة في استهلاكه إعلامياً، بسبب أن العمل الذي أنتجته «إم بي سي» مرشح للاستضافة في دور السينما الخليجية خلال الفترة المقبلة»، وسوف تشارك في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبوظبي في دورته المقبلة.
تجسير
وتفصيلياً، قال رئيس مهرجان الخليج السينمائي عبدالحميد جمعة إن «المهرجان قام في دورته الثانية بشكل خاص بتجسير الهوة لأول مرة، بشكل ممنهج ومدروس بين صانعي الأفلام من مخرجين وممثلين وكتاب سيناريو من جهة، والمستثمرين المحتملين فيها من أصحاب رؤوس الأموال والشركات التي يمكن أن تقوم بدور الرعاية للأفلام».
وأشار جمعة إلى أن «الخليج السينمائي» الذي اختتم في 15 أبريل الجاري «قدم دعماً متعدد الأوجه للحراك السينمائي الخليجي الناشئ، في مقدمته أيضاً توفير بيئة مثالية خصبة لتلاقح وتبادل الأفكار بين الشباب السينمائي، بينهم من جهة وبينهم وبين متخصصين ورواد في هذا المجال، سواء كانوا مخرجين وكتاب سيناريو يمثلون الرعيل الأول خليجيا، مثل الشخصيات الثلاثة التي كرمها المهرجان هذا العام»، الإماراتي عبدالرحمن شاهين والبحريني خليفة شاهين والكويتي خالد الصديق، «أو ممثلين خليجيين تمثل تجارهم حالات مهمة في الدراما الخليجية بشكل عام، فضلاً عن النقاد السينمائيين الذين قدموا ملاحظاتهم وخلاصة تجاربهم بشكل مباشر للمخرجين الخليجيين الشباب».
ورأى جمعة أن «العزلة التي يعانيها المخرجون الشباب في أثناء إنجازهم أعمالهم، فضلاً عن عدم المعرفة الحقيقية عربياً بالفيلم الخليجي، يفاقمان من صعوبات تعترض الوصول إلى مستوى يؤهل تلك الأفلام للمنافسة الحقيقية إقليمياً ومن ثم عالميا»، وقال «لهذا، كان أحد الأهداف التي سعى إليها مهرجان الخليج في دورته الثانية، فك تلك العزلة التي تعانيها أطراف صناعة الفيلم الخليجي في المقام الأول داخل دول مجلس التعاون الخليجي نفسه، والحرص على إقامة حوارات فاعلة بين السينمائيين الشباب، فضلاً عن إيجاد مساحة للاستفادة من الخبرات الأخرى الأكثر عمقاً في السياق التاريخي والمهني، من خلال أسماء مهمة في هذا المجال».
وطالب جمعة المترقبين للسينما الخليجية بـ«عدم استعجال تلمس آثار مهرجان الخليج السينمائي الذي ما زال في طور مرحلته الأولى»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «المهرجان في طريقه إلى أن يكون قاطرة حقيقية للحراك السينمائي الخليجي، على الرغم من صعوبات كثيرة تعترض العاملين في مجال الفن السابع خليجياً»، معتبراً تلك الصعوبات في جانب منها «طبيعية تتعلق بإرهاصات مراحل البدايات في تاريخ أي فن »، مضيفا أنه « في تلك المرحلة المبكرة، ينصب الاهتمام في المقام الأول على الأهداف المتعلقة بتشجيع المنخرطين في كتابة سيناريوهات أو إخراج أو حتى إنتاج أفلام، لأن الهدف تأسيس قاعدة من الانتشار، تؤدي فيما بعد بشكل تلقائي إلى الوصول للتجويد المنشود».
في هذا الإطار، أكد عبد الحميد جمعة أنه يجب النظر إلى الزيادة الكمية في عدد الأفلام الخليجية المعروضة على أنه أحد الإفرازات الصحية للمهرجان، وأنه تم استبعاد أكثر من 100 فيلم من القبول في المهرجان .
فك ارتباط
ويرى مدير المهرجان مسعود أمر الله إلى أن أحد أهم إنجازات المهرجان «إسهامه في فك الارتباط المنعقد في مخيلة بعضهم بين الدراما التلفزيونية والأخرى السينمائية»، مشيراً إلى أن «سطوة الدراما التلفزيونية خليجياً أفرزت خلطاً شديدً بين المجالين، إلى الحد الذي استقبلت الساحة أعمالا سينمائية كثيرة بمواصفات الدراما التلفزيونية، ما جعل بعض المخرجين يقدمون أفلاماً بنمط المسلسل التلفزيوني فاقدةً شروطا كثيرة للعمل السينمائي».
وعلى الرغم من ذلك، أضاف أمر الله، أن الدراما التلفزيونية القوية «قدمت خدمات جليلة للحراك السينمائي الخليجي الصاعد، لا سيما فيما يتعلق بزيادة هامش التوقع وتهيئة المناخ الجماهيري لاستقبال أعمال سينمائية جيدة تواكب المكاسب المهمة التي حققتها الدراما التلفزيونية الخليجية».
وبرر الحضور القوي للسينما العراقية في مهرجان الخليج السينمائي الذي جعلها تحصد القسط الأكبر من الجوائز، بما فيها ذهبية الأفلام الروائية، بقوله إن « العراق سباق في مجال صناعة السينما، بالكم والكيف، لكنه على الرغم من ذلك غاب لسنوات طويلة عن مواصلة تقديم أعمال سينمائية بالمستوى ذاته، بسبب الظروف السياسية والأمنية هناك». موضحا أن «معظم الأفلام العراقية الجيدة التي تم إنجازها في المرحلة الأخيرة تم خارج حدود العراق من عراقيين في المهجر»، مشيرا إلى أن تلك الخبرة « تساهم في مضاعفة الفائدة والجدوى من تلاقي التجارب الخليجية في المهرجان».
وعزا جمعة وجود أسماء غير خليجية في لجنة تحكيم المسابقات إلى الرغبة في الاستفادة من مختلف الخبرات، مؤكداً أن ذلك «لا يقلل من الهوية الخليجية للمهرجان ». وقال «إذا كان اللحن أو الإيقاع الموسيقي خليجياً صادقاً، فليس عليك غبار أن تعزفه من خلال آلات موسيقية غير خليجية، مع الاحتفاظ ـ بالقطع - بفوارق التشبيه».
| الداعم الأكبر
|
| الجمهور يتابع وقوفا
يرى رئيس مهرجان الخليج السينمائي عبدالحميد جمعة أن جمهور المهرجان هو العنصر رقم 1 في إنجاح «العرس الخليجي السينمائي»، و أن «انتقال عروض المهرجان من مدينة جميرا إلى دبي فيستفال سيتي، كان مشوباً بقلق التجربة الجديدة في أيام المهرجان الأولى، قبل أن يتأكد بلغة الأرقام أن الحضور الجماهيري ظل على مستويات عالية، على الرغم من عدم مواكبة العروض لأيام عطل رسمية. وقال جمعة «حينما تنفذ بطاقات الدخول لأفلام قبل موعد عرضها بخمس ساعات، وتضطر إدارة السينما إلى فتح الأبواب لجمهور تعدى عدده المتاح من المقاعد، لا يجد حرجاً من الاستمتاع بالفيلم وقوفاً، فإنك بلا شك أمام مرحلة جديدة، آخذة في التشكل بين قطبي الفيلم السينمائي الرئيسين : صانعيه والجمهور ». |