عبدالحميد جمعة: المشروع تناغم مع توجهات المهرجان. تصوير: تشاندرا بالان

«دبي السينمائي» يطلق استفتاء حول أفضل ‬100 فيلم عربي

أيعتزم مهرجان دبي السينمائي الدولي بمناسبة دورته العاشرة، التي ستعقد خلال الفترة من السادس وحتى ‬14 ديسمبر المقبل، إجراء استفتاء موسّع، هو الأول من نوعه في العالم العربي، لاختيار ‬100 فيلم في تاريخ السينما العربية، تشكل تيارات واتجاهات مختلفة يمكن اعتبارها جدلاً من أهم ما أنتج، والعمل على توثيقها في موسوعة سينمائية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، عبر إطلاق استفتاء يشمل: نقّاد السينما، والعاملين في الحقل السينمائي في اختصاصات مختلفة، إضافة لكتّاب وروائيين وأكاديميين، وغيرهم من شخصيات ثقافية متصلة بواقع السينما العربية وتاريخها من العرب وغيرهم.

واعتبر رئيس المهرجان، عبدالحميد جمعة، أن «المشروع يشكل فرصة استثنائية لمعاينة تاريخ السينما العربية ومنجزها وإشراقاتها بواسطة نخبة من الاختصاصين، بما يتيح لعشّاق السينما في العالم العربي والعالم أجمع التعرف إلى تجليّات هذه السينما، من خلال ما سيختاره المختصون»، مضيفاً أن «هذا المشروع متناغم تماماً مع توجهات (مهرجان دبي السينمائي الدولي) الحريص على الدوام على تفعيل العمل السينمائي العربي المشترك، سواء على صعيد مشاركاته ودعمه للإنتاج العربي المشترك، أو على الصعيد الثقافي والمعرفي».

وستوجه دعوة عبر البريد الإلكتروني لأكثر من ‬1000 شخصية سينمائية وثقافية عربية، إضافة إلى عدد من المختصين المتابعين للسينما العربية من غير العرب للمشاركة في هذا الاستفتاء، عبر نظام تصويت خاص يتيح لكل مشارك اختيار ‬10 أفلام يعتبرها الأهم في تاريخ السينما العربية، سواء كانت أفلاماً روائية طويلة أو وثائقية طويلة، بغض النظر عن سنة الإنتاج، بما يشمل كل إنتاجات السينما العربية في البلدان العربية كافة، وأفلام الإنتاج المشترك العربي، وأفلام الإنتاج المشترك العربي الأجنبي، على أن يكون موضوع الفيلم عربياً ومخرجه من جنسية عربية أو أصول عربية. هذا وسيكون فرز نتائج التصويت قائماً على عدد المرات التي يتكرّر فيها الفيلم في قوائم المصوّتين المشاركين يحتل المرتبة الأولى، وهكذا يتوالى ترتيب الأفلام في قائمة الـ‬100 فيلم وفق عدد الأصوات التي نالتها.

من جانبه، أشار المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، مسعود أمر الله آل علي، إلى تطلعه لأن يقدم هذا المشروع مرجعاً مهما لأجيال السينمائيين العرب، وقال إن «آليات هذا الاستفتاء والموسوعة التي سيفضي إليها، تشكل إعادة اكتشاف لكل ما حققته السينما العربية، وركيزة أساسية لتأسيس علاقة جديدة بين الفيلم العربي والمتلقي يستعيد من خلالها المغيّب منها، ما يمنح التجارب السينمائية العربية المعاصرة والمستقبلية سياقاً تاريخياً، بحيث تكون العلاقة بين ما أنتج في الماضي والحاضر علاقة متصلة ومتكاملة»، مؤكداً أن المهمة الأولى التي سيحققها هذا المشروع تكمن في «فتح الباب أمام مقاربات معرفية مغايرة لتاريخ السينما العربية، والإضاءة على منجزاتها ما ينعكس إيجاباً على مستقبلها». ويُعد الاستفتاء الخطوة الأولى في هذا المشروع، التي ستتبع بعد اختيار الـ‬100 فيلم الأفضل في تاريخ السينما العربية، بإصدار موسوعة سينمائية تحتوي قائمة الـ‬100 فيلم، والقوائم الخاصة لأبرز المشاركين فيه.

من جهته، قال مدير تطوير المحتوى في مهرجان دبي السينمائي، زياد عبدالله، إن «المشروع معبر أكيد نحو التأسيس لتقليد مفقتد في الحياة السينمائية العربية، خصوصاً أنه يتأسس على الشفافية والفعل التشاركي من خلال التصويت الحر، وهكذا ستكون مقاربة منجز السينما العربية للمرة الأولى غير قائمة على انحياز لذائقة بعينها، أو مقاربة نقدية أحادية، بل ستكون مفتوحة أمام جميع الاتجاهات النقدية والفكرية ومن شتى أنحاء العالم العربي، هذا عدا النقاد والسينمائيين غير العرب المتابعين للسينما العربية»، داعياً جميع من سيشملهم التصويت إلى الإسهام الفاعل فيه «ذلك أن كل مشارك في هذا الاستفتاء يصنع فرقاً، ويسجل من خلال قائمته رؤيته السينمائية والفكرية لواقع السينما العربية وتاريخها».

 

الأكثر مشاركة