«ينابيع الأمل» فيلم يطرح علاقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة السعادة بالزمن ولم يتخل عن مواقف طريفة. أرشيفية

«ينابيع الأمل».. سعادة تتجــدّد في الستين

الحياة الزوجية والكبر في السن، موضوع فيلم «ينابيع الأمل» الذي يبحث في تفاصيل حياة زوجين بلغا سن الستين، ويؤكد الفيلم أن المتعة لا ترتبط بالعمر، إذ أن هناك أساليب عدة لتجدد الحياة.

ميريل ستريب القادرة على التعبير في مختلف المواقف والشخصيات التي قدمتها، تتناول موضوع العلاقة الزوجية في فيلم «ينابيع الأمل» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وهو من إخراج ديفيد فرانكل، وشارك ستريب البطولة تومي جونز في ثنائية أعادت ملامح البطولة الجماعية في الأفلام العائلية الأميركية التي غابت عنها بسبب سيطرة الافلام الثلاثية الأبعاد على ذهنية صناع سينما كثر.

تؤكد الشخصية التي تؤديها ستريب أن السعادة تتحقق بعلاقة الزوجين التي لا يجوز ربطها بشباب العمر، ضمن أحداث كوميدية وطريفة حول زوجين تعدا منتصف العمر، وقررا بعد 30 عاماً من الزواج أن يستشيرا طبيباً نفسياً حول كيفية إعادة الحياة إلى علاقتهما الزوجية الحميمية.

الفيلم حصل على العلامة التامة مع بعض التحفظ حرجاً من بعض المشاهدين الذين اكتفوا بإعطاء هذه الدرجة دون تعليل، على أن الغالبية أكدت أن السبب وراء تجاوز موضوع الفيلم هو ميريل ستريب القادرة على منح الدور أبعاداً إنسانية عميقة.

روح جديدة

تقرر ستريب في شخصيتها التي تؤديها بدور (كاي) أن تمنح زواجها الذي تعدى 30 عاما توني جونز بدور (أرنولد) روحاً جديدة، خصوصاً بعد أن فترت العلاقة الجنسية بينهما، واصبحا حسب تعبيرها في الفيلم كالأخوة، فتقرر قصد مستشار نفسي متخصص في إنجاح العلاقات الزوجية التي سيطر عليها الروتين.

عمر قاسم (31 عاما ) قال «الفكرة جميلة، والذي خفف من الجرعة الحميمية هو أداء ستريب الذي دائماً ما يقدم الجديد في فن التمثيل»، مؤكداً «لم أشعر بالحرج ولا التأفف من الموضوع، لأن السعادة ليس لها عمر محدد».

في المقابل، قالت نيرمين سعادة (44 عاما): «سمعت عن الفيلم من صديقاتي اللاتي نصحنني بمشاهدته، مع أنني لا أحب مشاهدة الأفلام التي تتحدث عن الجنس بهذا الشكل المباشر»، مؤكدة «أنا مع استيراد هذه النوعية من الأفلام الى الوطن العربي الذي لايزال غضا في التعاطي مع هذه المسائل».

أثناء تخطيط كاي لبدء رحلة العلاج المكثفة التي لا تتجاوز الاسبوع تبدأ بمحاولة إقناع زوجها غير المبالي بالفكرة، ضمن مقدمة طويلة تعود بها ستريب الى اول لقاء بينهما، مسترسلة بقصة حب جمعتهما دون التطرق الى أي ظرف عكر صفو مسيرة الـ30 عاماً.

المحك هنا بالنسبة الى رائدة صبري (39 عاماً) هو «دور المرأة في البدء في التعبير عن حاجاتها، وهذا الشيء غير موجود في مجتمعاتنا العربية، والواضح أنه ليس بالجرأة أيضاً في المجتمعات الغربية التي نعتقد أنها منفتحة بشكل كامل في مثل هذه الأمور»، مضيفة أن «الدليل يكمن في طريقة التمهيد التي اتبعتها كاي لاقناع زوجها بضرورة استئناف علاقتهما الجنسية التي انتهت تقريباً»، مؤكدة أن «الفيلم مهم جداً وأنصح بمتابعته».

سن الـ60

الجانب غير المتوقع بالنسبة لمعظم المشاهدين هو التركيز على الجانب الجنسي بين بطلين تعدى عمرهما 60 عاماً، فهو يناقش ببساطة أن العلاقات الحميمية ليست مقتصرة على الشباب فقط، لان هذا النوع من العلاقات هو مثل الطعام والشراب. وهنا يظهر دور الدكتور فيلد (ستيف كاريل)، وهو الممثل الكوميدي بطبيعته، والذي لم تفلت منه بعض الدعابات أثناء الجلسات بين الزوجين الكبيرين في السن.

كوميدية الفيلم حسب ربا خليل (28 عاماً) أسهمت في تخفيف وطأة الجرعات الحميمة وتقبلها بصدر رحب «أعتقد أن على كبار السن أن يشاهدوا هذا الفيلم لما يحمله من معنى السعادة الحقيقية التي لا تتوقف عند عمر وزمن معينين».

فالنص كوميدي بامتياز، وردود فعل جونز كانت مضحكة أكثر من جرأة ستريب التي لم يخل أداؤها أيضاً من روح الفكاهة والهزلية، لكنها كانت تحمل موضوعا جديا، لذلك مزجت بين الضحك والجد في أداء مميز كعادتها.

بدورها قالت اينا علي (29 عاماً) إن على الجميع أن يشاهد الفيلم لما فيه من ذكاء في طريقة ايصال المعنى الحقيقي للأشياء التي تدور من حولنا في كل لحظة، مؤكدة أن «الفيلم مهم ومبدع، وفيه الكثير من الضحك الذي ينتهي بفكرة مفيدة».

في المقابل، قال عبدالله ابراهيم (36 عاما) إن «الفيلم مضحك جداً، وانا تابعته بسبب كوميديته وليس لشيء آخر». وقال ايهم اسماعيل (47 عاما) «ضحكت من كل قلبي، فكوميدته سيطرت على جرأته وأعتقد ان موضوع الفيلم لا يلقى استحسانا عربيا».

النهاية

بعد المد والجزر والمحاولات الدؤوبة بين الزوجين للعودة الى احساس الشباب، تقع نهاية الفيلم في المحك حول دور الطبيب النفسي فعلاً في إنجاح مثل هذا النوع من العلاقات، كما أن القصة كلها لا تحتاج الى علاج بقدر ما هي بحاجة الى تغيير ثقافة تريد وأد الحب في سن معينة من الزمن.

نهاية يتركها فيلم «ينابيع الأمل» للمشاهد الذي يجب أن يقرر كيفية البحث عن السعادة.

عن قرب

عندما قصد المخرج ديفيد فرانكل الفنان تومي جونز في مزرعته في تكساس، توقع مقابلة شخص عصبي ومزاجي، لكنه فوجئ برجل مرح في منزله ومتحدث جذاب.

شبّه فرانكل جونز بالشخصيات التي ترد في روايات همنغواي، وأضاف «لقد أدهشني السحر الذي يتمتع به. كان فصيحاً ومنفتحاً وخبيراً جداً، يسهل الجلوس معه والإصغاء إليه وهو يسرد القصص من دون توقف».

بحسب قول فرانكل، كان أمام جونز خيارات عدة لتجسيد الشخصية: أسلوب ملابس أرنولد، وما يجب أن يقوله، وطريقة تعامله مع زوجته. لم يشأ أن يتعامل جونز (أرنولد) بقسوة مع ستريب (كاي)، مع أن شخصيته الأصلية كانت تقضي بذلك. أراد جونز أن يرتدي أرنولد سترته دوماً لتجسيد الجدران النفسية التي بناها من حوله، فكان يرتدي مثلاً سترة رياضية خلال اجتماع عائلي أو سترة ضد الريح خلال جلسات العلاج النفسي. عندما وردت جملة تعبّر عن هذه الصفة الواضحة في الشخصية، اقترح جونز شطبها.

قال فرانكل «يريد إبقاء الأمور بسيطة دوماً. في بداية كل مشهد، كان يقول: «حسناً، لنبدأ التصوير لكن يجب ألا نقول هذه السطور أو تلك الكلمات بحسب رأيي. كان محقاً دوماً».

كذلك طرح أفكاراً معينة حول النسخة النهائية. في بداية ،2012 كان فرانكل يحاول إنهاء الفيلم، لكن ليس قبل عرضه أمام جونز، فانتقل من ميامي حيث يقيم إلى مزرعة جونز في ولينغتون، فلوريدا، حاملا معه الفيلم.

تحدث جونز عن المشاعر التي اختبرتها الشخصية التي يجسّدها في تلك اللحظة فقال: «إنها متعة الإحراج، والتشويق الذي يرافق تجربة أمر مميز، والخطر الممزوج بالملذات، ما يولّد متعة إضافية». ختم جونز كلامه وقال بابتسامة ماكرة: «هذه المتعة بالذات أفضل عنصر في المشهد لأن الشخصيتين تختبران مجموعة واسعة من المشاعر والتطلعات والخيبات».

ديفيد فرانكل.

حول الفيلم

-- بلغت ميزانية الفيلم نحو 30 مليون دولار أميركي.

-- تم تصوير بعض المشاهد في جيلفورد، كونيتيكت، الولايات المتحدة.

-- احتل الفيلم عند نزوله إلى صالات السينما في الثامن من أغسطس الماضي المرتبة الرابعة في إيرادات شباك التذاكر محققا إيرادات قيمتها 15.6 مليون دولار في أول أسبوع لعرضه بصالات السينما الأميركية.

-- نال الفيلم تقديراً ممتازاً من النقاد في موقع «روتن توموتوز» المتخصص بالنقد السينمائي، وحصل على إشادة جماعية بأداء ستريب وجونز.

كليك

أعرب نجم هوليوود تومي لي جونز عن سعادته بالوقوف مجددا أمام الكاميرات إلى جانب الممثلة الأميركية ميريل ستريب في فيلم «ينابيع الأمل».

وذكر جونز في تصريحات لمجلة «سينما» الألمانية، أنه وافق على تجسيد دور زوج حاد الطباع لأنه سيكون أمام ميريل ستريب، وقال: «أعجبني جدا السيناريو في أول الأمر، لأنه يدور حول شخصيات في الحياة اليومية تواجه مشكلات صادفتنا جميعاً بشكل أو بآخر، لكن عندما سمعت أن ميريل ستلعب البطولة النسائية في الفيلم لم أفكر أكثر من ثانيتين ووافقت على الفور، ميريل ستريب كانت دافعي، فالعمل معها ممتع دائماً».

أبطال الفيلم

ميريل ستريب

ولدت عام 1949 في نيوجيرسي.

درست الدراما في جامعة يال وتخرجت فيها عام ،1971 وتعد الممثلة الأكثر ترشيحاً في تاريخ جوائز الأوسكار بـ 14 ترشيحاً فازت بثلاث منهم. الأولى جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها في فيلم «كرامر ضد كرامر» والثانية جائزة أفضل ممثلة رئيسة عام 1982 عن دورها في فيلم «اختيار صوفي» ودورها في فيلم العام الماضي «السيدة الحديدية».

تعد ميريل ستريب واحدة من أفضل الممثلات حالياً، وتعرف بقدرتها العجيبة على اتقان جميع اللهجات، وإن كانت تكرر دائما أنها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربي اللغات الذين تتعامل معهم. تميزها في العديد من الأدوار جعلها تستحق لقب الأسطورة.

 

تومي جونز

ولد عام 1946 بسان سابا، تكساس، الولايات المتحدة الأميركية.

تخرج جونز عام 1969 في جامعة هارفرد، يعمل والده في مجال البترول ويدعى كلايد سي جونز، وتعمل والدته شرطية، وتدعى لوسيل ماري، وقد انتقل جونز إلى مدينة نيويورك حتى يتمكن من تحقيق امنيته في أن يصبح ممثلاً، وبدأ التمثيل في مسارح برودواي وفي 1970 وكان اول دور سينمائي قام بتمثيله بفيلم «قصة حب»، وفي عام 1976 شارك في حلقة من مسلسل «شيرلز انجلز»، وتنوعت ادوار تومي في السينما التي غاب عنها تسع سنوات على الاقل، حيث اتجه إلى الدراما التلفزيونية وقدم العديد من الاعمال التلفزيونية، وهو الحاصل على جائزة أكاديمية عام 1993 لأفضل ممثل مساند عن دوره في فيلم الهارب.

 

ستيف كاريل

ولد عام 1962

يعد واحداً من أشهر الكوميديين الأميركيين خلال العقد الأخير، وذلك عبر بطولته للمسلسل الشهير «المكتب»، إضافة إلى عدد من الأفلام الكوميدية، مثل «ذا فورتي ييرز اولد فيرجين» و«ليتل ميس» وغيرهما.

الأكثر مشاركة