«السنافر».. لن «تسنفروا» بحياتكم من هذا الفيلم
«سنّفرو بحياتكم».. علينا أن نبدأ بهكذا عبارة أصبحت على اتصال مع تلك الكائنات الخيالية المسماة «سنافر» أو The Smurfs «السنافر»، الفيلم المعروض حالياً في دور العرض المحلية، كما لو أنه استعادة لتلك الكائنات الكرتونية التي حملتها الشاشة الصغيرة، وكامل تلك الشخصيات التي عليها أن تسبق بسنفور، وعليها فإننا سنكون حيال سنفور غضبان، وسنفور شجاع، والسنفورة الوحيدة إضافة لبابا سنفور وصولاً إلى الشرير شرشبيل وقطه اللعين الذي يكره السنافر لا لشيء إلا للطاقة الإيجابية التي تتحلى بها، وقدراتها الاستثنائية على الانحياز دائماً إلى الفرح وكامل قيمك الحياة الايجابية.
استخدام في ما سبق كل المسميات التي عرفها المشاهد العربي مع النسخة المعربة لسلسلة «السنافر»، ولعل من ذهب لمشاهدة الفيلم سيكون مستعداً نفسياً لكل ما تتمتع به هذه الكائنات من صفات وهنا أتكلم عن الكبار، وفي الوقت نفسه هناك شعور بأن الأمر مدعاة للملل إن كان سيبقى في نطاق عالم السنافر المتمثل بالبيوت التي يعيشون فيها، والتي تكون عبارة عن فطر عملاق، ومعها ما يعرف شرشبيل به من مخططات شريرة للقضاء على مملكتهم التي لا يعرفون فيها إلا الفرح والغناء والاحتفاء بالطبيعة. لكن الفيلم سرعان ما سيبدد تلك المخاوف في أخذ السنافر إلى نيويورك ومعه شرشبيل وقطه بحيث يتيح لهم أن يكونوا على مقربة من البشر العاديين، وبالتالي اتاحة الفرصة أمام مفارقات جديدة، خصوصاً مع الثنائي غريس وباتريك. وبالتأكيد، فإن وقوعهما على السنافر سيسبب لهما صدمة، لكنهما سرعان ما يتعافيان منها، خصوصاً غريس «جايميا مايس»، بينما يحتاج زوجها باتريك «نيل باتريك هاريس» إلى زمن أطول، خصوصاً لما يتسببون به في ما يتعلق بعمله، لكن كما هو معروف فإن كل ما يقوم به السنافر هو خيّر، على العكس من شرشبيل، والذي يبدو مظهره في شوارع نيويورك كما لو أنه خارج من مصح عقلي، هو الذي يعود بنا إلى كهنة القرون الوسطى مظهراً ولغة ومنطق.
كل ما يتقدم سيوسع مساحة المفارقات، وسيكون وجود كل تلك الكائنات العجيبة في مدينة كنيويورك أمراً يحقق ذلك، مثلما هي الحال حين انكشاف أمر السنافر في محل للألعاب وهم يسعون للحصول على تيلسكوب، وقيام الأطفال بملاحقتهم على اعتبارهم دمى جديدة، وفي الوقت نفسه يقوم شرشبيل بملاحقتهم، وكذلك الأمر مع مواقف كثيرة أخرى.
ينتظر السنافر أن يمسي القمر أزرق ليعود إلى مملكتهم، وهذا ما يتحقق، الأمر الذي ينتقل إلى حملة باتريك الإعلامية التي تحمل صورة قمر أزرق بالخطأ، وحين يقرروا العودة يكون شرشبيل لهم بالمرصاد، لكن هناك حرب طريفة ستجري بين شرشيبل والسنافر، وخاصة بعد اقدام الأول على احتجاز بابا سنفور ليستخلص منه جوهر الأشياء.
«السنافر» فيلم لطيف له أن يوفر متعة للصغار والكبار من دون منغصات، وله أن يقول لنا أيضاً إن التقنية ثلاثية الأبعاد تحضر بقوة مع الرسوم المتحركة، وتؤكد نجاحهما سوية في توفير أجواء ممتعة تتسق ومملكة السنافر السحرية، من دون أن «نسنّفر بحياتنا» من هذا الفيلم.