«البلدة».. سطو على البنوك والقلوب
الممثل بن أفلك أراد أن يخوض تجربة إخراجية ثانية بعد فيلمه المعنون Gone Baby Gone «لقد رحلوا يا طفلتي رحلوا»، والنتيجة جديده The Town «البلدة» الذي له أن يكون مقاربة للقتلة من جوانب قتالية واخرى نفسية إن صح الوصف، وبناء فيلم «أكشن» لا يراهن بالمطلق على هذه الصفة، لا بل يمكن وضعه بين فيلم مثل Heat «حرارة» وفيلم آخر هو The America الأمير كي، بين كون الأول يأتي عصابات الجريمة المنظمة من باب علاقات ملتبسة وحركية عالية على صعيد المعارك والمطاردات، بينما يأخذ من الثاني البعد النفسي للقاتل، دون أن يكون أفلك لا روبرت دي نيرو في «حرارة» ولا الشخصية البديعة التي قدمها جورج كلوني في «الأميركي» وكل العوالم الخاصة التي نسجت في ذلك الفيلم.
الفيلم يأخذنا من البداية إلى مساحة جغرافية بعينها، إنها «تشارلز تاون» في بوسطن، ويقول لنا إنها تحتوي من القتلة وسارقي البنوك ما يضاهي كامل أميركا، ولنكون في صدد الجيل الجديد من هؤلاء القتلة، ولنشهد عملية سطو على بنك تضعنا مباشرة أمام إيقاع يسعى إلى إيقاعنا في شباك الفيلم من اللحظة الأولى، وله أن يحقق ذلك، فكل شيء ينجز بحرفية عالية سواء كان سينمائياً أو على صعيد حرفية من يسطون على البنك، لكن ومن البداية فإن القصة التي ستنسج ستمضي نحو مديرة البنك التي يجري التركيز عليها وهي ممددة على الأرض ومن ثم قيامها بفتح الخزنة العملاقة، التركيز يأتي من دوغ (بن أفلك) الذي سيقع في غرامها كما سنرى في ما يلي.
هنا سيبنى الفيلم حول العلاقة الغريبة التي ستنشأ بين الخاطف والسارق ومن خطفها أي مديرة البنك كلير (ريبيكا هول)، سيعود إلى ملاحقتها بعد اطلاق سراحها، هي التي لا تعرفه، ستبادله الغرام وهي لا تعرف أن دوغ هو نفسه من قام باقتحام البنك الذي تعمل فيه، وعلى هذا سيكون رهان الفيلم، على هذه العلاقة، ومعها علاقة دوغ بشريكه جيم (جيرمي رانر الذي رشح لأوسكار أفضل ممثل في دور ثان) وعلى مبدأ أن دوغ هو المخ وجيم هو العضلات. سيعرج الفيلم في مسار أحداثه على حياة كل من دوغ وجيم، والاهتمام بالنفسي بكل واحد منهما، ودوافع وأسباب كونهما كذلك، وبما يجعل سلوكيات كل شخصية متأتية من منشأ وخلفية كل واحد منهما وعلى شيء من المسعى أن يكون الفيلم كما أسلفنا ليس بفيلم «أكشن» لا شيء فيه إلا المطاردات والمعارك مع أنه مملوء بذلك، ولنكون في النهاية أمام فيلم مملوء بالحركة والتشويق دون مجانية، لا بل إن المصائر التي تطال الشخصيات ستكون على التزام صارم بمكونات كل شخصية، فالفيلم ايضاً عن الحب والصداقة، وعن كون الشخصيات وليدة محيطها أيضاً أو كما يقول دوغ لكلير حين يسعى لأن يتغير ويرفض حياة السطو والقتل «مهما تغيرت إلا إن علي أن أدفع ثمن ما اقترفته، وهكذا فإن أمامي طريقاً طويلة، لكنني سآراك مجدداً هنا أو هناك».