أغلبية جوائز هذه الدورة من الأوسكار كانت متوقعة. وكالات

«الملك» و«فيس بوك» في «عالم أفضل»

يراد للملك أن يبقى ملكاً ومعه خطابه، بينما يستيقظ تمثال «الأوسكار» الذهبي لنجده في أياد متوقعة تماماً، إذ ما من مفاجآت كبيرة وقعت أول من أمس، في حفل توزيع جوائز الأوسكار، ونحن في الأصل لم نكن نبحث عنها، مع وجود توصيف له أن يكون عاماً لترشيحات هذا العام، تتمثل في أنها دورة الممثلين، وبعبارة أخرى، دورة الشخصيات المجسدة، التاريخية منها أو الخيالية، وليكون ذلك الخيط الناظم لأغلب الترشيحات، مع استثناء فيلم كريستوفر نولان Inceptiَُ «استهلال»، الذي حصد بدوره أوسكارات تقنية اساسيةمثل التصوير والصوت والمكساج وصولاً إلى المؤثرات البصرية، وفي هذا ما لا يفاجئنا أيضاً، كون الفيلم أولاً وأخيراً فانتازيا بصرية مدهشة تناغمت العناصر سابقة الذكر لتقدم لنا حياة كاملة في الأحلام، وعالماً مجسداً بصرياً في اتساق معها، مع الكثير من «الأكشن» الذي لم يكن من مفر منه، في العرف الهوليوودي.

إنها دورة الممثلين إذاً، لكن تبقى جوائز الممثلين على ما هي عليه، أفضل ممثل في دور رئيس هي لكولين فيرث في «خطاب الملك» لا بل إن الفيلم متمحور حول الشخصية أولاً وأخيراً، والبناء الدرامي لما يقدمه يدور حول تلعثم برتي (كولين فيرث) أو دوق يورك، ومن ثم الملك جورج السادس هو الانتصار على تلعثمه، وبالتالي تمكنه من مواجهة الميكروفون كما يليق بملك يخاطب شعبه، وحوله الكثير من الشخصيات الثانوية التي نالت ترشيحاتها أيضاً، وإن لم تنل الأوسكار عليها مثلما هو الحال مع هلينا كارتر، وهي تجسد دور زوجة الملك اليزابيث، وقد رشحت لأوسكار أفضل ممثلة في دور ثانٍ، كذلك الأمر مع جيفري رش وترشيحه لأوسكار أفضل ممثل في دور ثانٍ، حيث شكل دوره الرهان الأكبر في الفيلم وتحديداً من خلال العلاقة التي تنشأ بينه من جهة وبرتي من جهة أخرى، وابتكاراته التي تقود الملك إلى النجاح في خطابه المصيري.

أهم الأوسكارات

مجموع ما تقدم كان فيلم «خطاب الملك» الذي حصد أول من أمس، أهم الأوسكارات، أوسكار أفضل فيلم، أفضل إخراج لمخرجه توم هوبر، وأفصل سيناريو أصلي للكاتب ديفيد سيدلر، إضافة إلى أفضل تمثيل، وعليه فإنه بنظر أعضاء الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما، أفضل فيلم في عام .2010

الملك لا يعرف إلا أن يكون الملك، ولعل التوجه ملكي، رغم أنه موغل في الاستعادية، التي لن تكون بحال من الأحوال استعادة كونية طالما أن «الأوسكار» عابر المحيطات مثله مثل هوليوود والأفلام الناطقة بالانجليزية، تلك هي الأسباب التي تجعلني غير متعاطف أصلاً مع خطاب الملك، والرهان كل الرهان على قدرة الفيلم أن يشد المشاهد، رغم أن المعضلة الدرامية لا تتجاوز التلعثم، أو التلعثم بوصفه علة تاريخية مع الملك، فما أن يستقيم الكلام حتى ينتهي الفيلم، وعلى شيء من شكسبيرية مقلوبة، وفتح الباب على مصراعيه أمام أن يكون المهرج معلم النطق، الشخصية التي تجسد الفشل والنجاح في آن معاً، بعيداً عن ملكية «الهاكرز» مع ديفيد فينشر و«الشبكة الاجتماعية» الذي نال ثلاث أوسكارات، أولها المونتاج وهذا مستحق بجدارة، ومعها أوسكار الموسيقى التصويرية وأفضل سيناريو مأخوذ عن كتاب، ولعل الانحياز هنا سيكون إلى راهنية فينشر وهو يلتقط نبض العالم اليوم من خلال تعقب تاريخ الـ «فيس بوك» ومؤسسه مارك زوكربيرغ، وفي نبش أيضاً في أخلاقياته، عوالمه، ما يسوده وما يبتعد عنه، وفي اتساق كامل مع ايقاعه، بما يدفع لاعتبار فيلم فينشر أول فيلم يقدم ما كان بعيداً عن السينما، ولم يبق كذلك مع هذا الفيلم.

الفائزون

أفضل فيلم لهذا العام

ذا كينجز سبيتش (خطاب لملك).

أفضل ممثل

كولين فيرث عن فيلم ذا كينجز سبيتش (خطاب الملك).

أفضل ممثلة

ناتالي بورتمان عن فيلم بلاك سوان (البجعة السوداء).

أفضل ممثل مساعد

كريستان بيل عن فيلم ذا فايتر (المقاتل).

أفضل ممثلة مساعدة

ميليسا ليو عن فيلم ذا فايتر (المقاتل).

أفضل فيلم رسوم متحركة

توي ستوري الجزء الثالث (قصة لعبة).

أفضل تصوير

انسيبشن (بداية).

أفضل مخرج

توم هوبر عن فيلم ذا كينجز سبيتش (خطاب الملك).

أفضل فيلم وثائقي

إنسايد جوب (وظيفة داخلية).

أفضل فيلم أجنبي

إن ايه بيتر ورلد (في عالم أفضل) الدنمارك.

أفضل سيناريو مقتبس

ارون سوركين عن فيلم ذا سوشيال نتورك (الشبكة الاجتماعية).

أفضل سيناريو أصلي

ديفيد سيدلير عن فيلم ذا كينجز سبيتش (خطاب الملك).

أفضل موسيقى تصويرية

ترينت ريزنور واتيكيس روس عن فيلم ذا سوشيال نتورك (الشبكة الاجتماعية).

فينشر

الانحياز إلى فينشر لن يدفعنا إلى اعتبار أن أوسكارات أخرى يستحقها الفيلم بعيداً عما ناله، لكن الانحياز سيكون إلى مجمل أعمال فينشر، مثلما هو الحال مع دارين أورنوفسكي و«البجعة السوداء» حيث أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيس كان من نصيب مجسدتها الإسرائيلية نتالي بورتمان، الأمر الذي كان مستحقاً أيضاً منذ سنتين حيث قدم أورونوفسكي فيلمه «المصارع» مع دور استثنائي لميكي رورك، لا بل إن بورتمان مثلها مثل رورك فكلاهما قدم دور العمر، ولعل بنية الفيلمين كانتا حول الشخصية التي يقدم لها أورونوفسكي في كلا الفيلمين مع اختلاف العوالم، فبين المصارعة الأميركية والباليه عشرات العوالم التي لا تصل بينهما، لا بل إن بورتمان بوصفها البجعة السوداء والبيضاء خارجة من بحيرة تشايكوفسكي، كما لو أن أورونوفسكي يبني عالماً مهلوساً من تماهي الفنان مع فنه، والانتصار الكامل للواقع الفني على الواقع الحي، فلا شيء يهزم الواقع مثل واقع متخيل لدرجة التفاني والموت به.

«مصارع» أورنوفسكي سيمسي هو ملاكم مع كريستيان بيل الذي نال أوسكار أفضل ممثل في دور ثانٍ عن تجسيده المدهش لشخصية ديكي في فيلم ديفيد راسل شوم ئىهومْ وهو يجابه كاميرا فيلم آخر يصور عنه، فيلم وثائقي عن حياته. هذه الشخصية جاهزة لأن توقع المشاهدين في شباكها ومن اللحظة الأولى، إنه ملاكم صاخب أمسى مدمن مخدرات ونراه ينتقل في شوارع البلدة يبادل الجميع التحيات وفي الوقت نفسه يرافقه أخوه ميكي «مارك ويلبيرغ» الملاكم أيضاً، الذي لم يفارق مثل ديكي الحلبات، وصولاً إلى أمهما أليس التي جسدت دورها مليشا ليو ونالت عليه أول من أمس، أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانٍ حيث لعبت دور الأم ومديرة أعمال ميكي.

حكاية لعبة

في الأنيماشن انتصر حكاية لعبة شُ سُْ وكم كانت الرغبة في أن يكون الأوسكار من نصيب سيلفان شوميه وفيلمه المدهش «الساحر»، وكذلك الأمر مع أوسكار الوثائقي الذي ذهب إلى فيلم ةَىلم تُق «داخل العمل» الذي وجد فيه أعضاء الأكاديمية ما يفوق فيلم بانكسي «مخرج من متجر الهدايا» الذي كان مرشحاً قوياً لأوسكار أفضل فيلم وثائقي، ولعل مصدر قوة الترشيح متأتٍ من رغبة كاتب هذه الأسطر في أن يكون هو دون غيره الفائز في انحياز للشكل والمحتوى على اعتبار «الغرافيتي» الذي يوثق له الفيلم من أهم المنتجات الفنية المعاصرة وأداة من أدوات التمرد التي أخرجت الفن من جدران الغاليري إلى فضاء الشارع المترامي، لكن مع فيلم «داخل العمل» يمسي الموضوع الذي يتناوله أشد إلحاحاً ربما، خصوصاً أننا نتكلم عن أفلام وثائقية، ففيلم يوثق للأزمة المالية ويمضي إلى كواليس الشركات الكبرى سيحظى باهتمام كبير في هذه الأوقات الاقتصادية العصيبة.

فيلم أجنبي

بالانتقال إلى أوسكار أفضل فيلم أجنبي أو غير ناطق بالانجليزية، فإنه لم يكن من نصيب الجزائري رشيد بوشارب وفيلمه «خارج عن القانون» الذي كان من بين الأفلام الخمسة المرشحة، بل كان من نصيب الفيلم الدنماركي In a Better World «في عالم أفضل» للمخرجة سوزان بير، الذي يضعنا أمام مسارين متشابكين من الأحداث، الأول في الدنمارك والثاني في بلد افريقي غارق بالحرب الأهلية، وفي تبني لحقيقة صارخة مفادها بأن لا شيء يحدث في هذا العالم إلا ويكون على اتصال بنا، ووفق الفيلم فإن ما يحدث في افريقيا لن يكون ببعيد عن الدنمارك، لا بل إن الفيلم يبدأ من القارة السمراء، حيث نتعرف على أنطون «ميخائل بيرسبراندت» الطبيب الذي يعمل في معسكر للاجئين في افريقيا دون أن يحدد الفيلم المكان، لكنه أي أنطون سيكون وسط بلد تتمزقه الحرب الأهلية والمجازر والقتل العشوائي، لا بل إنه يتلقى على الدوام نساء حوامل تم تبقير بطونهن كون أفراد العصابات المسلحة يجدون في المراهنة على جنس الجنين الذي تحمله الأم تسليتهم، وهم لا يترددون في تمزيق أحشاء المرأة لمعرفة ذلك، وبالانتقال إلى الدنمارك، فإن مبادئ هذا الطبيب ستكون على المحك والاختبار هناك أيضاً، وكل ذلك يقدم في إطار فيلم محكم وبديع.

إليزابيث تايلور حصلت على الأوسكار مرتين.  د.ب.أ

إليزابيث تايلور تتابع حفل الأوسكار من المستشفى

احتفلت النجمة الهوليوودية إليزابيث تايلور بعيد ميلادها الـ،79 بمتابعة حفل توزيع جوائز الأوسكار من سريرها في مستشفى «سيدرز سيناي» الذي دخلته في وقت سابق من هذا الشهر، إثر معاناتها قصوراً في القلب. ونقل موقع «بيبول» الأميركي عن المتحدث باسم تايلور قوله، إن الممثلة الحائزة جائزتي أوسكار «تتابع الحفل مع العائلة والأصدقاء المقربين وهي منحازة لفيلم خطاب الملك». وأضاف أن الاحتفال المناسب بعيد ميلادها سيكون بعد عودتها إلى منزلها. وأشار إلى ان تايلور ممتنة جداً للتمنيات التي تلقتها بعيد ميلادها من مختلف أنحاء العالم.

يشار إلى أن تايلور حازت جائزة أوسكار أفضل «ممثلة في دور رئيس» في العام 1960 عن دورها في فيلم «باترفيلد 8»، وجائزة «أفضل ممثلة» في العام 1966 عن دورها في فيلم «من يخاف من فيرجينيا وولف»، وهي تقبع في المستشفى منذ 11فبراير الماضي إثر معاناتها قصوراً في القلب.

وذكر ان صحة تايلور شهدت تقلبات عديدة منذ سنوات عدة حتى انها اضطرت يوم دخلت إلى المستشفى في يوليو الماضي إثر إصابتها بالتهاب رئوي، إلى الطلب من متحدث باسمها التأكيد انها ليست على شفا الموت. وشخصت إصابة تايلور بتصلب شرايين القلب في العام 2004 وخضعت لجراحة لاستبدال وركيها، كما أزالت ورماً دماغياً حميداً في العام .1997 لوس أنجلوس ــ يو.بي.آي

الأكثر مشاركة