الدراما الخليجية أصبحت تحظى بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأولوية في مختلف الدورات البرامجية للقنوات التلفزيونية. الإمارات اليوم

‏«ندرة النص» عائق أمــام الدراما الخلـيجية‏

‏‏حققت الدراما الخليجية نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية، واصبحت حاضرة بقوة، ولم يعد ينطبق عليها الوصف النقدي الصادم «غريبة في بيتها»، الذي يشير إلى القنوات الفضائية الخليجية. ولكن تطور الدراما الخليجية تحقق عبر سنوات، واتجاه كثير من تلك القنوات لدعم الممثل والدراما في الخليج العربي، وبشكل خاص عبر اتباع بعضها سياسة المنتج المنفذ، التي لم تستطع رغم ذلك تخليص مسيرة الدراما الخليجية من معوقات مزمنة، تطرق إليها عدد من الممثلين من الإمارات ودول الخليج الاخرى.

مستقبل

سيدة الشاشة الخليجية، التي عاصرت مراحل صعود ومعاناة الدراما الكويتية، وأيضاً ازدهارها، حياة الفهد، أكدت من أن «ندرة النص الجيد هي العقبة الأساسية أمام تجويد المنتج الدرامي الخليجي»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» «نمتلك طاقات ومواهب وخبرات تمثيلية رائعة في ما يتعلق بمختلف الأجيال التي يتطلبها العمل المسرحي».

واكدت «مستقبل الدراما الخليجية في أمان بسبب كثرة المواهب الشابة التي بدأت تتجه للاحتراف مبكراً عبر معهد الفنون في الكويت وأيضاً الاحتكاك بجيل المخضرمين». وجددت الممثلة الكويتية رأيها بأن الدراما الخليجية «لا تنقصها الإمكانات الفنية والمادية اللازمة، لكن الإشكالية الأساسية تبدو في ندرة النص الجيد، ما يجعل الكثير من الممثلين الذين يربطهم التزام فني مع جمهورهم يجدون صعوبة في الحضور أحياناً ولو بعمل وحيد على مدار العام».

من جهته، وافق الفنان القطري عبدالعزيز جاسم، الفهد في قراءتها الأولية لأبرز المعوقات، لكنه نبه أيضاً إلى ثقافة المشاهَدة العربية، وتعود الجمهور العربي من الخليج إلى المحيط على المسلسلات المصرية، مضيفاً أن أحد أهم أسباب صعوبة منافسة الدراما المصرية «ليس لأنها تنتمي إلى الصناعة الأعرق عربيا في هذا المجال، أو جماهيرية نجومها فقط، بل أيضاً إلى اعتياد المشاهدين على نمطها ولهجتها». ورغم أن الدراما السورية تمكنت من منافستها أخيراً، إلا أن هذا الوضع «لم يكن بالمستوى نفسه في ما يتعلق بالدراما الخليجية التي أصبحت مطالبة بإيجاد مكان يليق بما حققته من إنجازات، بجانب كل من نظيرتيها المصرية والسورية في منافسة بدت شديدة الصعوبة».

جهود أجيال

الفنانة البحرينية هيفاء حسين «متفائلة كثيراً» بما ينتظر الدراما الخليجية على الساحة العربية في المرحلة المقبلة فيما اعتبرته «جنياً لثمار جهود الأجيال المتلاحقة من الممثلين المخضرمين والشباب» في تلك الدراما، إلا أنها اعترفت بأن الإشكالية الأساسية في تحقيق مزيد من النجاحات للخليجية «هي ندرة عدد المجيدين من كتاب الدراما الخليجيين»، لافتة إلى لجوء بعض شركات الإنتاج والقنوات الفضائية إلى ما اصطلح على تسميته «تخليج النص» العربي بسبب تلك الندرة، مضيفة أن «كل إمكانات العمل الدرامي القوي متوافرة للمسلسل الخليجي الذي حقق انجازا مهماً بتغلبه على حواجز اختلاف اللهجات البينية، وأصبح مشاهدا بدرجة جيدة لدى الجمهور العربي».

من جانبها، أقرت الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بإشكالية «غياب النص الجيد»، كأحد أبرز معوقات الدراما الخليجية، فيما رأت أن «جهدا مضاعفا يجب أن يبذل سواء من قبل الفنانين أو شركات الإنتاج الخليجية، وأيضاً الفضائيات من أجل توفير شروط المنافسة القوية»، للمسلسل الخليجي أمام نظيريه السوري والمصري، مضيفة «لاشك في أن تفضيل القنوات الفضائية الخليجية لجماهيرية المسلسلين المصري والسوري وبشكل خاص في الموسم الدرامي الأهم وهو شهر رمضان، لا يخدم تطور وانتشار المسلسل الخليجي الذي يجب أن يحظى بأولوية في مختلف الدورات البرامجية للقنوات الخليجية».

ورأى الممثل مروان عبدالله أن العامل الحاسم لانتشار الدراما والممثل الخليجيين يتمحور حول مدى «الفرص الحقيقية التي تتيحها له جهات الإنتاج والفضائيات الخليجية» في الأعمال الدرامية الكبرى، مضيفاً أنه «رغم الأهمية الكبرى في تاربخ الدراما العربية بشكل عام لمسلسل (صراع على الرمال) وهو من انتاج اماراتي، إلا أنه خلا من أي ممثل خليجي أو إماراتي»، الأمر الذي يرى مروان أنه تكرر مع مسلسل «أبواب الغيم» الذي لم يكن به سوى ممثل خليجي وحيد هو السعودي عبدالمحسن النمر، وهو أيضا «أمر يعني بالنسبة للمنتجين العرب أن هناك حالة من انعدام الثقة بقدرة الممثل الخليجي على الوصول إلى الجمهور العربي، لذلك علينا أولا أن نكتسب مزيداً من الثقة بقدرات الممثل الخليجي قبل أن ننشدها من الآخرين». ولم يخرج الفنان الإماراتي مرعي الحليان عن هذا الإجماع، وقال ان «غياب النص الجيد هو أهم معوقات الدراما الخليجية»، مستشهداً بندرة عدد كتاب الدراما الإماراتيين، و«تأثر نتاجهم برحيل الفنان وكاتب الدراما سالم الحتاوي».

ورش عمل

كاتب الدراما وعضو مسرح دبي الشعبي يوسف يعقوب، أكد أن «أحد الحل المهم يتمثل في اللجوء إلى ورش عمل يكون ثمرتها قصة وسيناريو مسلسل مهم، على نحو يبتعد بالكتاب الناشئين عن رتابة التلقين النظري الذي رأى أنه لا يخلق كاتباً دراميا»، مضيفاً «لدينا إشكالية أساسية تتعلق بأن بعض كتاب الدراما الذين يقومون بمهمة الكتابة ليسوا متعايشين مع التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المحلي، ومن ثم تفتقر كتاباتهم إلى الالتصاق بالواقع»، لافتاً إلى أن الدراما الخليجية «من الممكن أن تستفيد من التجربة الأنجح عربياً في هذا المجال وهي تجربة الدراما المصرية التلفزيونية».

وقال المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بلال البدور أن «هناك الكثير من الجهود المؤسساتية والرسمية التي تبذل في هذا الصدد مثل توفير دورات على مستوى رفيع من الحرفية يتم الإعلان عنها في مختلف مسارح الدولة، تهدف إلى تنشئة جيل متميز من الكتاب في مجال الكتابة الدرامية، لكنها لا تجد إقبالاً مهماً من المهتمين بهذا المجال»، طالباً من وسائل الإعلام والمسارح «القيام بدور من أجل تسليط الضوء على تلك المشروعات التي تخدم مسيرة الدراما الإماراتية».

من جهته، رأى رئيس مهرجاني دبي والخليج السينمائيين، عبدالحميد جمعة، أن «هناك ضعفاً كبيراً لمسته اللجان الفنية للمهرجانين في كتابة السيناريو تم على أثره إيلاء مزيد من العناية بهذا المجال» الذي تخصص له دائماً مسابقة يتم عبرها التواصل مع كتاب السيناريو الشباب للوقوف على أبرز إشكالاتهم الفنية وتصحيحها، مضيفاً أن هناك «ورشة متخصصة يجري الإعداد لها، ومحاولة تعريب البرامج الأجنبية الخاصة بفنون كتابة السيناريو لتكون متاحة أمام المتدربين». ‏

الأكثر مشاركة