العلاج سيسمح لـ«مريم» بممارسة حياتها الطبيعية. من المصدر

«دبي الإسلامي» و«دبي الخيرية» يتكفّلان بعلاج الطفلة «مريم» من «ورم في القلب»   

تكفّل بنك دبي الإسلامي وجمعية دبي الخيرية بسداد 186 ألف درهم، قيمة النفقات العلاجية للطفلة (مريم) التي تعاني مرض الورم العضلي المخطط (ربدومايلوما)، ويسبب لها سكتات قلبية.

ونسّق «الخط الساخن» بين البنك والجمعية والمستشفى الذي تتلقى فيه علاجها، لتحويل قيمة التبرع إلى حساب المريضة.

وأعرب (أبومريم) عن سعادته وشكره العميق للبنك والجمعية، لتكفّلهما بالنفقات العلاجية لطفلته، مشيراً إلى أن هذا التبرع ليس بغريب على مجتمع الدولة الذي يضرب أروع الأمثال في تكاتفه وتعاضده ومساندته لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.

وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لم أتوقع سرعة الاستجابة لحالة (مريم)، وفوجئت حينما تلقيت اتصالاً من فريق (الخط الساخن) يفيد بأن بنك دبي الإسلامي وجمعية دبي الخيرية تكفّلا بسداد النفقات العلاجية لحالة طفلتي».

وأضاف أن «التبرع أفرح كل أفراد الأسرة، وأعاد لنا الأمل بنجاة (مريم) التي تعاني إصابة بورم في القلب، وأكد أن لديها فرصة للعودة إلى ممارسة حياتها الطبيعية، وأنا عاجز عن شكر هذا الموقف النبيل».

وقال الأب إن «مبادرة البنك والجمعية تترجم سياسة العمل الخيري الإنساني في الدولة، وتُجسّد قيمة العطاء وعمل الخير التي تُمثّل نهجاً في مجتمع الإمارات».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في 25 من الشهر الماضي قصة (مريم) مع المرض، في ظل عدم استطاعة والدها التكفّل بعلاجها، وتبلغ الطفلة من العمر ثلاث سنوات، وهي مصابة بمرض الورم العضلي المخطط (ربدومايلوما) الذي يسبب لها سكتات قلبية بين فترة وأخرى، فضلاً عن إصابتها بالشلل الرباعي، الذي يمنعها من الجلوس، والتحرك، ويرغمها على تناول الطعام عن طريق الأنبوب.

وكانت (مريم) خضعت لعملية جراحية تمثّلت في تركيب جهاز مقوم نُظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال.

ووفقاً لتقرير طبي، فهي «تحتاج إلى علاج طبيعي مُكثّف ووظيفي لمدة ستة أشهر، تبلغ كُلفته 186 ألف درهم»، لكن ظروف والدها المالية المتواضعة، تحول دون تلقي العلاج.

وشرح والد الطفلة أنها عانت المرض قبل ولادتها، إذ كانت أمها في الشهر الخامس من الحمل، عندما أكّد لنا الأطباء أن الجنين يعاني وجود كتلة عضلية أو ورم في القلب، وعندما جاء موعد ولادتها، نُقِلت مباشرة إلى مدينة الشيخ خليفة بن زايد الطبية في أبوظبي، ورقدت في وحدة العناية المركزة لمدة 15 يوماً.

وأضاف: «أُجريت لها أشعة لتصوير الدماغ والقلب، للتأكد من حالتها الصحية ومن حجم الورم، وخضعت للإجراءات الطبية اللازمة، وأكّد لنا الطبيب ضرورة نقلها إلى المستشفى مباشرة في حال تغيّر لونها وأصبح أزرق، أو تعرّضت لارتفاع في درجة الحرارة، وخلال الفترة الماضية تابعنا حالتها مع الطبيب بانتظام، وكنا نجري له زيارة كل 15 يوماً، للاطمئنان إلى حالتها واستقرار حجم الورم، وكانت النتائج باعثة على التفاؤل، وطلب منا الطبيب جعل المراجعة الطبية كل شهر، ثم كل شهرين، وبعدها كل ثلاثة أشهر، ما أشعرنا بأن (مريم) في الطريق إلى الخروج من محنتها، وأعطانا أملاً في أن حالتها الصحية آخذة في الاستقرار، لكن بعد مرور عام تقريباً، بدأت الأعراض تتوالى عليها شيئاً فشيئاً، إذ تعرّضت لوعكة صحية وانتكاسة، تمثّلت في تغيّر لونها إلى الأزرق، وعدم قدرتها على الحركة، وظنت والدتها حينها أنها فارقت الحياة».

وأكمل: «لكنها رجعت إلى حالتها الطبيعية بعد مرور 20 دقيقة تقريباً، وحينما أكملت من العمر سنتين عادت إليها الحالة نفسها مرة أخرى، فتغيّر لونها إلى الأزرق ولم تعد تتحرك، فسارعتُ بنقلها إلى المستشفى، لكنها رجعت إلى حالتها الطبيعة بعد مرور نحو 25 دقيقة، وحينما أكملت من العمر سنتين ونصف السنة تقريباً انتكست حالتها بشكل أكبر، إذ توقف قلبها لمدة أربع دقائق، نتيجة إصابتها بسكته قلبية، فنقلتها بالإسعاف إلى مستشفى قريب، حيث أُدخلت إلى وحدة العناية المركزة، وبقيت في المستشفى لمدة 34 يوماً تحت الملاحظة الطبية».

وأوضح (أبومريم) أنه تم تشخيصها من الأطباء بأنها تعاني وجود أضرار بسبع مناطق في الدماغ، لا يصل إليها الدم، ما تسبب في فقدانها القدرة على الكلام، وإصابتها بشلل رباعي، أفقدها القدرة على الجلوس والتحرك والأكل إلا عن طريق أنبوب التغذية، وقال: «أكّد الأطباء أنها تعاني رض الورم العضلي المخطط، ما يُسمى بـ(ربدومايلوما)، وأنها تحتاج إلى عملية جراحية في القلب، لتركيب جهاز يُسمى مقوم نظم القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة، لمنع إصابتها بالسكتات القلبية المفاجئة، فنقلتها إلى مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، وخضعت لعملية جراحية».

وأفاد الأب بأن ابنته تحتاج حالياً إلى علاج طبيعي مُكثّف لمدة ستة أشهر، ومن ثم تقييم حالتها مرة أخرى.

وتابع: «أدخلتها مستشفيات متخصصة في التأهيل، وتبين أن هناك أملاً كبيراً في أن تسترجع القدرة على الحركة والتكلم، وممارسة حياتها الطبيعية».

الورم العضلي المخطط

الورم العضلي المخطط هو ورم حميد في العضلات المخططة، قد يكون قلبياً أو خارج القلب، وتُصنّف الأشكال خارج القلب من الورم العضلي المخطط إلى ثلاثة أنواع فرعية: النوع البالغ، والنوع الجنيني، والنوع التناسلي.

والأورام العضلية المخططة القلبية هي الورم الأولي الأكثر شيوعاً في القلب عند الرضع والأطفال، وترتبط بالتصلب الدرني لدى المصابين بالتصلب الدرني، وقد يتراجع الورم ويختفي تماماً أو يظل ثابتاً في الحجم.

ومن السمات النسيجية الشائعة وجود خلايا العنكبوت، وهي خلايا عضلية قلبية ذات فجوات جليكوجين متضخمة، ومفصولة بخيوط حمضية تشبه أرجل العنكبوت.

وتُعرف أورام العضلات الهيكلية الخبيثة باسم ساركوما العضلات المخططة، ولم تُسجل سوى حالات نادرة من التغيّرات الخبيثة المحتملة في أورام العضلات المخططة الجنينية.

ويشمل التشخيص التفريقي في اللسان ورماً غضروفياً مخاطياً خارجياً.

«أبومريم»:

• لم أتوقع سرعة الاستجابة لحالة «مريم»، وفوجئت باتصال فريق «الخط الساخن»، لإعلامي بأن «البنك» و«الجمعية» تكفّلا بسداد النفقات العلاجية لطفلتي.

• 7 مناطق في دماغ «مريم» لا يصل إليها الدم، ما تسبب في فقدانها القدرة على الكلام وإصابتها بالشلل.

الأكثر مشاركة