«الجليلة» و«الإمارات اليوم» تسهمان في إنقاذ 60 مريضاً بعمليات زراعة أعضاء

أعلنت مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـ«دبي الصحية»، و«الإمارات اليوم»، أنها أسهمتا في إنقاذ حياة 60 مريضاً من خلال دعم عمليات زراعة الأعضاء، بكلفة تجاوزت 33 مليون درهم من إجمالي 105 من مرضى الفشل الكلوي ضمن حملة «تبرعكم حياة» بنسختيها الأولى والثانية، في خطوة تجسد التزامها بدعم مرضى الفشل العضوي وترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء كقيمة إنسانية نبيلة، ويأتي هذا الإعلان تزامناً مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، الذي يوافق 13 أغسطس من كل عام.

وتكفّلت مؤسسة الجليلة، منذ انطلاق المبادرة في أبريل 2021، بتغطية تكاليف 60 حالة لزراعة الأعضاء توزّعت بين 53 عملية زراعة كلى وسبع عمليات زراعة كبد، من بينهم 24 طفلاً من مرضى الفشل الكلوي وخمسة أطفال من مرضى فشل الكبد، فيما تواصل جهودها لدعم أكثر من 65 مريضاً، لتوفير حلول مستدامة لمرضى الفشل العضوي من غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.

وتأتي جهود «دبي الصحية» في دعم عمليات زراعة الأعضاء، تماشياً مع مستهدفات البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، وذلك عبر منظومتها الصحية الأكاديمية المتكاملة.

واستطاعت حملة «تبرعكم حياة» في موسميها الأول والثاني، جمع 68 مليوناً و827 ألفاً و970 درهماً، لتشمل 105 مرضى من مرضى الفشل الكلوي، موزعة إلى 22 مليوناً و670 ألف درهم في موسمها الأول لمساعدة 38 مريضاً، و46 مليوناً و157 ألفاً و970 درهماً في موسمها الثاني لمساعدة 67 مريضاً.

برنامج دائم

وأعلن المدير التنفيذي لمؤسسة الجليلة، الدكتور عامر الزرعوني، عن تحويل حملة «تبرعكم حياة» إلى برنامج دائم في المؤسسة تحت مظلة برنامج «عاون»، يُعنى بجمع التبرعات لمرضى الفشل العضوي وتوفير الدعم اللازم لهذه الفئة، لتلبية الطلب المتزايد على عمليات زراعة الأعضاء، بما ينسجم مع عهد دبي الصحية «المريض أولاً».

وقال: «في اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، نؤكد التزامنا بدعم مرضى الفشل العضوي، ونشكر المانحين ورواد العطاء من الأفراد والمؤسسات»، موجهاً الشكر لكل من شارك في دعم حملة «تبرعكم حياة» بنسختيها الأولى والثانية، والتي شكلت نموذجاً ملهماً في التكافل الإنساني، مشيراً إلى أن الحملة نجحت في نسختها الأولى في دعم نحو 30% من إجمالي عمليات زراعة الأعضاء في دبي.

وأضاف الزرعوني: «أتقدّم ببالغ الشكر والتقدير للمتبرعين بأعضائهم الأحياء الذين جسّدوا بعطائهم أسمى القيم الإنسانية، ولعائلات المتوفين الذين وافقوا على التبرع بأعضاء أحبّتهم، مانحين الآخرين فرصة جديدة للحياة، وكذلك لجميع المانحين والداعمين الذين أسهموا في استمرار هذا العمل النبيل».

وقال رئيس تحرير «الإمارات اليوم»، إبراهيم شكر الله: «إن حملة (تبرعكم حياة)، في موسميها الأول والثاني، استطاعت أن توحد الجهود من مختلف القطاعات ورجال الأعمال والأفراد، لتحقيق هدف نبيل بتدبير النفقات العلاجية والدعم اللازم لمرضى الفشل الكلوي المتعثرين، وتخفيف المعاناة عن أسرهم، من خلال توفير أفضل سُبل الرعاية المتكاملة»، مشيراً إلى أن تدفق الإسهامات المجتمعية يؤكد أن عمل الخير فعل متأصل في مجتمع الإمارات، وهو نهج مستدام يسير عليه أسوة جميع أبناء الوطن.

وأضاف شكر الله: «إن إطلاق الحملة ونجاحها في تحقيق هدفها الإنساني كان ثمرة تعاون أسهم في تشجيع مختلف أفراد المجتمع على ترك بصمة، وإقامة دور مميز من أجل تحسين جودة الحياة لمرضى الفشل الكلوي، ومساعدتهم على العودة كأفراد منتجين في المجتمع»، مثمناً دور جميع المؤسسات من القطاعين العام والخاص في دفع عجلة المبادرة وتحقيق أهدافها بالشكل الأمثل، التي استطاعت حتى الآن زراعة الكلى لـ60 مريضاً وإنقاذ حياتهم.

وتابع: «إن المبادرة، في موسميها الأول والثاني، استطاعت جمع 68 مليوناً و827 ألفاً و970 درهماً، لتشمل 105 من مرضى الفشل الكلوي عبر تكاتف الجهود بين مؤسسة الجليلة و(الإمارات اليوم) عبر (الخط الساخن)».

تقييم شامل

من جهته أوضح استشاري جراحة زراعة الأعضاء في «دبي الصحية»، الدكتور أشرف الحناوي، أن الفريق الطبي يعمل بشكل تكاملي لتقييم حالة المتبرع والمتلقي قبل الزراعة، لضمان أعلى معدلات النجاح على المدى الطويل.

وقال: «نُجري تقييماً شاملاً لوظائف الكلى والحالة المناعية بين المتبرع والمتلقي، إلى جانب فحوص طبية وجراحية دقيقة تشمل التحاليل المخبرية والدراسات التصويرية، لضمان نجاح الزراعة، إضافة إلى متابعة المرضى بشكل دوري بعد الزراعة للتأكد من التزامهم بالخطة العلاجية ومراقبة وظائف الكلى بشكل منتظم».

وفي ما يخص المتبرعين، أشار الدكتور الحناوي إلى خضوعهم لفحوص دقيقة تشمل الفحص التشريحي للكلى، واختبارات وظائفها، والتحري عن أي أمراض معدية أو سرطانية، فضلاً عن التقييم النفسي والاجتماعي، مضيفاً أن جميع الحالات تُعرض على لجنة طبية متعددة التخصصات لتحديد مدى أهليتهم للتبرع، بما يضمن أعلى مستويات الأمان لكل من المتبرع والمتلقي.

وتستقبل «مؤسسة الجليلة» التبرعات لدعم مرضى الفشل العضوي عبر برنامج «تبرعكم حياة» الذي استحدثته أخيراً، تحت مظلة برنامج «عاون»، بما يُتيح لأفراد ومؤسسات المجتمع المساهمة في إنقاذ الأرواح.

وأُطلقت النسخة الأولى من حملة «تبرعكم حياة» في أبريل عام 2021، بالتعاون بين جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وصحيفة «الإمارات اليوم»، فيما أطلقت النسخة الثانية في سبتمبر 2024 واختُتمت في ديسمبر من العام نفسه، ضمن شراكة جمعت دائرة الشؤون الإسلامية، و«مؤسسة الجليلة»، و«الإمارات اليوم».

وتتعاون «مؤسسة الجليلة» مع مستشفى دبي، ومستشفى الجليلة للأطفال، و«ميديكلينيك» مستشفى المدينة، لإجراء عمليات زراعة الكلى، بالإضافة إلى مستشفى كينغز كوليدج لندن في دبي لعمليات زراعة الكبد.

الطفل «يوسف».. حياة جديدة

وكان الطفل يوسف جشيم من بين المستفيدين من حملة «تبرعكم حياة»، حيث خضع لعملية زراعة كلى بدعم من «مؤسسة الجليلة» بعد معاناة من آلام متكررة، وكان يخضع لجلسات غسيل كلوي أثّرت بشكل كبير على حياته اليومية، وفرضت عليه قيوداً غذائية صارمة، وعند بلوغه الرابعة عشرة، أبلغ الأطباء أسرته بضرورة إجراء زراعة كلى، باعتبارها الخطوة الحاسمة في مسار علاجه.

وقدمت «مؤسسة الجليلة» في هذه المرحلة دعماً حاسماً، إذ ساعدت الأسرة في تغطية تكاليف العملية المرتفعة، كذلك قدّمت دعماً معنوياً أسهم في تحسين حالتهم النفسية ومنحهم الأمل. وبعد إجراء العملية تغيّرت حياة يوسف جذرياً، حيث استعاد نشاطه وتخلّص من معاناته اليومية المرتبطة بجلسات الغسيل الكلوي.

وعبرت والدة يوسف عن امتنانها لـ«مؤسسة الجليلة» والطواقم الطبية التي شاركت في علاجه، والدعم المجتمعي الذي أسهم في إنقاذ حياة ابنها.

رحلة شفاء رولا طبّاع

وتعد رولا طبّاع من أبرز المستفيدين أيضاً من حملة «تبرعكم حياة» بعد رحلة طويلة من المعاناة مع الفشل الكلوي، حيث كانت تخضع لجلسات غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعياً، ما سبّب لها إرهاقاً جسدياً ونفسياً شديداً. اكتُشف مرضها في عام 2016، وخضعت لعمليات جراحية عدة، وسط ظروف صحية واقتصادية صعبة. وتكفلت «مؤسسة الجليلة» بتغطية تكاليف الغسيل والتحاليل الخاصة بها، وصولاً إلى إدراجها في برنامج زراعة الكلى بمستشفى دبي.

وبعد انتظار دام سنوات، تلقت رولا اتصالاً من الفريق الطبي يفيد بالموافقة على إجراء العملية، التي تكللت بالنجاح بفضل جهود الطواقم الطبية. وبعد إجراء العملية تغيّرت حياتها بشكل كامل، حيث تخلّصت من جلسات الغسيل واستعادت قدرتها على الحركة والسفر والعيش بحرية.

وعبّرت رولا عن امتنانها العميق لـ«مؤسسة الجليلة»، مؤكدةً أن دعمها لم ينقذ حياتها فحسب، وإنما أعاد الأمل والاستقرار إلى عائلتها كذلك.

الأكثر مشاركة