سكان وصفوا الآبار المكشوفة بـــ «المصائد غير المرئية» التي تشكل خطراً على حياة الأشخاص. الإمارات اليوم

سكان في الذيد يطالبون بردم الآبار الجـوفية المهجورة

طالب سكان بمدينة الذيد التابعة لإمارة الشارقة الجهات المختصة بردم أو تسوير الآبار الجوفية المهجورة، التي تنتشر في بعض المزارع والأحياء القديمة غير الآهلة بالسكان، لافتين إلى أنها أضحت كالمصائد التي تشكل خطراً على حياة الناس والحيوانات، إضافة إلى أنها مخبأ تتجمع به الحشرات والزواحف السامة مثل العقارب والثعابين، مضيفين أن بعض تلك الآبار تحولت إلى مكبات لنفايات مجهولة المصدر قد تتفاعل بواسطـة حرارة الشـمس، وتنتج عنها مواد سامة تسبب تلوثاً بيئياً، معربين عن قلقهم من تأخر تدخل الجهات المعنية، لتقديم الدعم لهم لإنهاء المشكلة.

في المقابل، أكد رئيس مجلس بلدي الذيد، محمد بن هويدن، أن المجلس يسعى إلى التعاون مع وزارة الداخلية، متمثلة في إدارة الدفاع المدني لتنظيم حملة في شهر أكتوبر المقبل، سيتم من خلالها حصر أعداد الآبار الجوفية الجافة بالمنطقة الوسطى وتسوية أوضاعها، مضيفا أن «الحملة ستسعى إلى إنهاء مشكلة هذه الآبار والتخلص من النفايات المتراكمة فيها، إذ سيتم استخراجها ومعرفة ماهيتها، وتحليلها وتالياً التخلص منها».

وتفصيلاً، ذكر المواطن محمد الطنيجي، من مدينة الذيد، أن هناك الآلاف من الآبار الجافة لا جدوى من وجودها، تنتشر في المزارع التي جف ماؤها وهجرها أصحابها، وفي أماكن البيوت التي أزيلت في الأحياء القديمة غير الآهلة بالسكان، موضحاً أن «الآبار الجافة التي توجد في الضواحي القديمة مثل (شريعة الذيد)، بعضها تم طمرها في حين تم تسوير البعض الآخر منها، بينما بقيت أعداداً كبيرة من تلك الآبار والحفر العميقة مكشوفة»، لافتاً إلى أنها تشكل خطراً لا يمكن تجاهله على سلامة الناس وحيواناتهم، موضحاً أن بعض الحيوانات تقع فيها ما يؤدي إلى بقائها أياماً داخل تلك الآبار وتالياً نفوقها، وانبعاث روائح كريهة منها.

أهداف الحملة

قال رئيس مجلس بلدي الذيد، محمد بن هويدن، إن من ضمن أهداف الحملة التي سيطلقها المجلس أيضاً، التخلص من النفايات المتراكمة في تلك الآبار، إذ سيتم استخراجها ومعرفة ماهيتها، وتحليلها قبل التخلص منها، حرصاً على سلامة سكان المنطقة، لافتاً إلى أن تلك الآبار تنتشر بأعداد كبيرة في المزارع القديمة وتشكل خطورة على سلامة السكان وحيواناتهم، إذ سيتم دفنها أو تسويرها خصوصاً المكشوفة منها.

وتابع أن وجود آلاف الآبار المهجورة شجع الكثير من أصحاب شركات البناء على رمي مخلفات بقايا الردم والحجارة فيها، فتحولت إلى مكبات لكميات كبيرة من النفايات مجهولة المصدر، موضحاً أن «أعداداً كبيرة من المركبات تلقي بحمولتها من النفايات في تلك الآبار خلسة، من دون أن يكون لديها أي تصريح من الجهات المختصة».

وطالب البلدية بردم الآبار أو تسويرها بطريقة تجنب المارة في تلك المناطق من الوقوع فيها، محذراً من أن تركها قد يحولها إلى مخبأ لتجمع الحشرات والزواحف السامة كالعقارب والثعابين.

وأيده في الرأي المواطن محمد سعيد، من مدينة الذيد، مؤكداً وجود الكثير من الآبار الارتوازية التي جف ماؤها وبعدها بقيت مكشوفة، خصوصاً داخل الأراضي الزراعية غير المسورة، واصفا تلك الآبار بـ«المصائد غير المرئية»، التي تشكل خطراً على حياة الأشخاص الذين يمرون بتلك المناطق في ساعات الليل، مضيفاً أن البعض اتخذ منها مكباً لمخلفات المشروعات الإنشائية، مطالباً الجهات المختصة بـ«القضاء على هذه الظاهرة، التي تهدد السلامة العامة لأفراد المجتمع، وتسبب حوادث بليغة ومؤسفة، وإلزام ملاكها بتنفيذ الشروط الوقائية أو العمل على ردمها، حال عدم الاستفادة منها».

وقال المواطن (خالد.م)، إن الآبار الجوفية المهجورة لاتزال موجودة في مناطق عدة من مدينة الذيد، إذ كان أصحابها في السابق يزاولون الزراعة، مشيراً إلى أن معظم الآبار في المنطقة الوسطى تحتاج إلى ردم، كونها أصبحت جافة أو مهملة، وهي بمثابة فخ قد يتعرض له أي عابر سبيل، لافتاً إلى وجود نوع آخر من الآبار وهي الارتوازية، التي تنتشر خارج المزارع، إذ كان أصحاب البيوت يحصلون على الماء من خلالها، وبعد أن طالها الجفاف بقيت حفراً عميقة ومكشوفة.

وتابع أن «هذا النوع من الآبار يتعين التعامل معه بسـرعة، لخطورته على السكان، واستغلاله لإلقاء الفضلات والمواد السامة التي قد تتفاعل بسبب حرارة الشمس، وتالياً تنتج عنها مواد خطرة تسبب تلوثاً بيئياً». وترى المواطنة (أم سعيد)، أن المسألة تحتاج إلى حملة تشارك فيها جهات عدة بغرض اكتشاف الآبار الجوفية المهجورة، وعلى وجه الخصوص القريبة من الأحياء السكنية، والعمل على ردمها بالصورة الصحيحة التي تضمن اختفاءها تماماً، قبل أن تتحول إلى وكر يستقطب العديد من الحشرات والثعابين السامة، مشيرة إلى أن ردم بعض الأهالي لهذه الآبار ربما لا يحقق الغرض المطلوب من ذلك، مطالبة بـ«حل مشكلة الآبار المهجورة في المزارع القديمة، عن طريق تكليف لجنة تختص بحصر هذه الآبار ودفنها، وأيضا وضع آلية لضبط مشكلة النفايات».

وقال (أبوعبدالله)، إن الآبار الجوفية المهجورة لاتزال موجودة بمناطق عدة، وكان أصحابها في السابق يزاولون الزراعة، مضيفاً أنها تشكل خطراً على سلامة الناس وحيواناتهم، إذ من السهل سقوط الحيوانات فيها وتالياً نفوقها وانبعاث روائح كريهة، خصوصاً أن معظم هذه الآبار تكون مغطاة بحشائش، ولا تراها الحيوانات التي ترعى في الأماكن القريبة منها، وهو ما يخفي معالمها تماماً.

وطالب بحملة تشارك فيها الجهات المختصة، بهدف حصر هذه الآبار الجوفية المهجورة، خصوصاً القريبة من الأحياء السكنية، التي تكون أكثر خطورة والعمل على التخلص منها بطريقة صحيحة تضمن التخلص منها تماماً، بدلاً من أن تتحول إلى أوكار تستقطب الثعابين، مؤكداً أن «تنفيذ سكان المنطقة لهذه المهمة قد لا يحقق الغرض المطلوب، لأنهم ليسوا على دراية كافية بالأساليب العلمية للتخلص من هذه الآبار».

وأوضح رئيس مجلس بلدي الذيد، محمد بن هويدن، أن المجلس حريص على صحة سكان المنطقة، فضلاً عن عدم تعرضهم لأي مخاطر من هذه الآبار، من أجل المصلحة العامة، مؤكداً وجود تعاون بين مجلس بلدي الذيد ووزارة الداخلية متمثلة في إدارة الدفاع المدني، إذ سيتم إطلاق حملة في شهر أكتوبر المقبل لحل مشكلة الآبار الجافة، للحفاظ على سلامة سكان المنطقة وممتلكاتهم، مبيناً أنه سيتم حصر أعداد الآبار المهجورة المـستهدفة بمدينة الذيد والمناطق التابعة لها، والعمل على تسوية أوضاعه، إما عن طريق إلزام أصحابها بتسويرها أو ردمها بالتتابع، وفق خطة زمنية وضعت لهذا الشأن.

الأكثر مشاركة