مرض مركب يهدد حياة «فاطمة».. وعلاجــها في لندن
تعاني «فاطمة»، وهي طفلة سودانية، البالغة من العمر خمس سنوات، منذ ولادتها مرضا مركبا معقدا يتمثل في ضعف بعضلات الجسم، إضافة إلى أن أحد أضلع الظهر يضغط باستمرار على القلب، ما سبب لها قصوراً في التنفس، وجعلها تتألم طيلة الوقت، وبدأ المرض يهدد حياتها ولا يوجد لها علاج في مستشفيات الدولة، إنما يتوافر في أحد المستشفيات في لندن، وفقاً لمستشفى الشيخ خليفة في أبوظبي، وظروف أسرتها شديدة الصعوبة، ولا تسمح لهم بتوفير نفقات علاجها في الخارج، ولم يملكوا لها سوى البكاء والدعاء.
ووفقاً لتقرير مستشفى الشيخ خليفة الطبي، فإن الطفلة تعاني «جنف متلازمي» على الأرجح متلازمة «ستكلر»، و«جنف حدابي» شديد يزيد على 124 درجة، وتحتاج إلى علاج عاجل في أسرع وقت ممكن، لتحصل على نوع من التصحيح حتى لا تتدهور حالتها ودخولها في خطر يؤدي إلى ضعف شديد في التنفس، وهذه العملية الجراحية لا تجرى في مدينة الشيخ خليفة الطبية والمستشفيات الحكومية في الدولة.
وأكد تقرير طبي، حصلت «الإمارات اليوم»، على نسخة منه، أنه يتعين إجراء عملية جراحية عاجلة وسريعة، للطفلة فاطمة، حتى لا تصل الحالة إلى قصور في التنفس، وضغط أضلع الظهر بشكل كبير على القلب والرئة، ما يشكل خطراً على حياتها، ويهدد بتعرض الرئة والقلب للتوقف في أية لحظة.
وتم ارسال التقارير الطبية إلى أحد المستشفيات في لندن، وأفاد المستشفى بضرورة معاينة الطفلة على الطبيعة، وبعد ذلك يتم تحديد كلفة العملية الجراحية، لكن إمكانات أهل الطفلة المالية لا تسمح بتدبير كلفة علاج الطفلة، بسبب أوضاعها المعيشية الصعبة.
ويروي والد الطفلة أن مرض ابنته لم يكتشف خلال فترة الحمل، على الرغم من متابعة الأم الفحوص الشهرية بصورة منتظمة، إذ كان الأطباء يؤكدون أن حالة الجنين طبيعية وبصحة جيدة، وقبل الولادة واظب على اصطحاب زوجته إلى المستشفى لتلقي الفحوص والتطعيمات اللازمة، ولم يتبين في التحاليل والفحوص الطبية وجود أي مشكلات لدى الطفلة.
وأضاف «كنت سعيداً ومتشوقاً لرؤية طفلتي بعدما رزقني الله بثلاثة أولاد، كانت فاطمة ابنتي الوحيدة وعندما بلغت ثلاث سنوات، تبين أنها تعاني صعوبة شديدة في التنفس بالإضافة إلى تعرق بكثرة».
وتابع أنه اصطحب فاطمة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الشيخ خليفة، وتم إبلاغه بضرورة اجراء عملية جراحية حتى لا تتعرض حياة الطفلة للخطر، حيث تبين أن ضعفاً في العضلات وضلع الظهر بدأ يضغط تدريجياً على القلب والرئة، ما يشكل نقصاً في التنفس وربما يؤدي إلى اختناق في أية لحظة. وأشار إلى أن إدارة المستشفى أرسلت تقريراً طبياً عن حالة الطفلة إلى مستشفى شهير في لندن، ورد المستشفى بأنه يوجد لديه العلاج الطبي في حال إرسال الطفلة لمعاينة حالتها وأخذ الفحوص والعينات.
وتابع والد الطفلة أن (فاطمة) بحاجة إلى عملية مستعجلة قبل أن يتأثر القلب والرئة من ضغط الأضلع عليهما، ولابد من إجراء جراحة تصحيحية لحماية القلب والرئة من الضغط الشديد والخطر الذي يهدد حياة فاطمة.
وقال الأب باكياً «أتمنى من الله عدم حرماني طفلتي فاطمة، وأن يساعدني أهل الخير في دفع تكاليف نقلها للعلاج خارج الدولة»، لافتاً إلى أن المستشفى في لندن لم يحدد كلفة إلا بعد إجراء الفحوص الطبيعية.
وأشار إلى أن «فاطمة لم تعش طفولتها حتى الآن، إذ تقضي معظم الوقت في عيادات الأطباء والمستشفيات، وأنا أقف عاجزاً عن إنقاذ حياتها من الخطر، ولا أملك سوى الدعاء».
ولفت إلى أنه يعمل أمام مسجد في أبوظبي ويتقاضى راتباً لا يتعدى 3000 درهم، ويعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد، والراتب يكفي بالكاد متطلبات الحياة في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، ويناشد أهل الخير مساعدته لعلاج طفلته.