سكان في رأس الخيمة يطالبون بالتأكّد من مصادر المياه المعبأة
أكد سكان في مناطق من رأس الخيمة عدم اطمئنانهم إلى سلامة المياه التي يشترونها من المحطات التجارية، معربين عن شكوك تساورهم حول مصدرها، ورجح بعضهم أن تكون من مياه الآبار الجوفية المستخدمة في ريّ الحقول الزراعية، بعد تحليتها، «لأن مذاقها يميل إلى الملوحة، وتنبعث منها رائحة غير مريحة».
وذكر مصدر في بلدية رأس الخيمة أن الجهة التي تجلب المياه من الآبار الجوفية، تعد مخالفة، وتشملها إجراءات رادعة، مؤكدا أن المحطات التي تمارس نشاط تحلية مياه الشرب تعتمد على مياه شبكة التوزيع الرئيسة، لأنها تتمتع بضمانات الجودة، وتخلو من احتمالات التلوث.
كما أكد أن المحطات تخضع لرقابة صارمة، من فرق التفتيش التابعة لإدارة الرقابة الغذائية.
وقال المواطن عبدالرحمن النعيمي إنه ذهب ـ قبل فترة ـ إلى محطة التحلية التجارية، لشراء عبوات مياه الشرب، وأثناء وجوده هناك شاهد شاحنة تحمل صهريجا معبأ بالماء يتم تفريغه في صهريج تابع للمحطة، وعندما استفسر من السائق عن مصدر الماء أكد له أنه من إحدى الآبار الجوفية التي تستخدم في ريّ المزارع.
وأضاف: «انتابني الخوف على صحة أطفالي وأسرتي، عند سماعي ذلك، فغادرت المحطة فورا، من دون أن أحصل على عبوات الماء التي كنت أرغب في شرائها».
وتابع: «منذ تلك اللحظة تساورني شكوك حول مصادر المياه التي تتعامل بها محطات التحلية التجارية، فربما كان بعضها يلجأ إلى مياه الآبار الجوفية لأنها أقلّ كلفة من المياه التي يتم ضخها عبر شبكة التوزيع الرئيسة».
وأعرب المواطن بدر عبدالله عن قلقه من احتمال وجود مياه غير صالحة في العبوات البلاستيكية التي يشتريها، مضيفا انه اعتاد ـ كغيره من سكان رأس الخيمة ـ شراء المـياه من محـطات التحلية التجارية، لاستخدامها في أغراض الشرب والطبخ، لكن وجود مذاق مالح فيها، مع رائحة مميزة، يعززان قلق كثيرين من مصادرها.
واعتبر عبدالله أن الفرصة متاحة أمام محطات تحلية المياه، لتمارس ما تشاء من الغش، «فالسكان جميعا ليسوا على ثقافة كافية تؤهلهم لتحديد صلاحية المياه التي يستخدمونها، كما أنه لا تتوافر في الأحياء السكنية مختبرات متخصصة، لفحص المياه التي يمكن اللجوء إليها إذا ما ساورت المرء شكوك حول المياه التي تبيعها له محطات التحلية، وهذا ما نطالب به».
وتطرق المواطن سالم الشحي إلى ضرورة توعية المجتمع بطرق تمكنه من التأكد من سلامة المياه، أو تلوثها، فالمياه الجوفية ليست بمنأى عن التلوث حينما تكون الظروف مهيأة لذلك، مثل حدوث عيوب في الآبار الجوفية أو وجود الآبار قرب بواليع ومجاري سيول وفيضانات.