حلم الطواف حول العالم في مركب شراعي.. يتجدّد في «إكسبو دبي»

بطموح وعزيمة، وفي مركب شراعي مسجل بالإمارات، يسعى البحّار الهندي أبهيلاش تومي إلى تحقيق حلمه بالطواف حول العالم، عبر سباق «غولدن غلوب» الذي سينطلق من المحيط الأطلسي عبر مدينة لي سابلز دي أولون في فرنسا قريباً.

ويأمل الضابط الهندي المتقاعد - كما كشف خلال مؤتمر الإعلان عن تفاصيل رعاية شركة «بيانات» الإماراتية لرحلته في «إكسبو 2020 دبي»، أمس - أن تنجح محاولته الثانية في إكمال سباق 2022 حتى نهايته، بعدما تعرض لحادث في مشاركته الأولى بنسخة 2018.

وسيبحر أبهيلاش في المركب الذي يحمل اسم «بيانات» والرقم 71 - إشارة إلى عام 1971 - العام الذي تأسست فيه الدولة، إذ تعد هذه المهمة مصدراً للاستفادة من أسرار المحيطات ومجال الشركة التابعة لمجموعة «جي 42» المتخصصة في التحليل الجيوفضائي المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

ويعد سباق المراكب الشراعية «غولدن غلوب» أصعب وأطول سباق في العالم، وهو بمثابة رحلة شاقة بلا توقف حول العالم، إذ يبحر المشاركون بمفردهم دون استخدام أي تقنية حديثة، فقط لديهم أداة السداسي لتحديد الجهات والرسوم البيانية الورقية، ويمتد السباق لمسافة تقدر بنحو 48 ألف كيلومتر، ويبدأ في الرابع من سبتمبر المقبل، من لي سابلز دي أولون الواقعة على الساحل الغربي لفرنسا، وتستغرق مدته ثمانية أشهر.

السباق الأهم

وأبدى أبهيلاش تومي سعادته البالغة بتمثيله دولة الإمارات في الحدث العالمي، مؤكداً أن الإعلان عن خوضه مجدداً سباق غولدن غلوب العالمي، من قلب «إكسبو دبي» جعله يشعر بفخر كبير بأن ينطلق من الحدث العالمي الأهم دولياً إلى السباق الأهم على مستوى العالم لسباقات المراكب الشراعية.

وقال البحار الهندي لـ«الإمارات اليوم» على هامش المؤتمر، إن تجربته الأولى في نسخة 2018 كانت صعبة للغاية، موضحاً: «لقد تعرضت لحادث مأساوي عندما حاولت المنافسة في (غولدن غلوب)، إذ كافحت بشدة، وتدربت للعودة مجدداً، وفخر كبير أن أشارك في (نسخة 2022) من السباق بدعم من (بيانات)، وهي شركة تتمتع بإيمان راسخ بتمكين التقدم البشري».

وأضاف: «الإبحار حول العالم دون توقف في مركب شراعي هو أحد الإنجازات الأكثر تحدياً التي يمكن للفرد أن يحاول القيام بها، خصوصاً أنه تاريخياً تمكن 79 شخصاً فقط من إكمال السباق بنجاح».

وتقاعد أبهيلاش من عمله كضابط متخصص في الاستطلاع في البحرية الهندية لسنوات عدة، حصل خلالها على العديد من الأوسمة. وقطع أكثر من 100 ألف كيلومتر من الإبحار، وشارك في تحديات عالمية أخرى، بما في ذلك سباق كيب تاون إلى ريو في 2011، وسباق كوبا ديل ري الإسباني في 2014، وكأس كوريا في 2015 و2016.

أهداف علمية

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة بيانات، حسن الحوسني: «فخورون برعاية أبهيلاش تومي في سباق غولدن غلوب العالمي، إذ نسعى لأن نحقق أهدافاً علمية بصفتنا شركة تقدم حلولاً جغرافية مكانية تقود التحول الرقمي الوطني، مع التركيز على التنقل والاستدامة وحماية البيئة، وهي الجوانب التي تعد من أبرز القضايا التي يركز عليها (إكسبو دبي)، لذا نرى أن شراكتنا مع أبهيلاش مثالية».

وأضاف: «نسعى دائماً إلى خوض التحديات، وانتهزنا الفرصة لدعم أبهيلاش في محاولته للإبحار حول العالم بنجاح، إذ إن العزيمة والشجاعة اللازمتين للقيام بهذا الأمر كان لهما صدى كبير لدينا، ويمثل دعمنا لمشاركة أبهيلاش محطة بارزة بالنسبة لنا كمؤسسة، حيث نواصل تمكين الإنجازات البشرية غير العادية، خلال رحلته، إذ سيساعد أبهيلاش في العمل العلمي المستمر، بما في ذلك جمع عينات المياه التي يمكن تحليلها للحصول على نظرة ثاقبة حول وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في محيطات العالم، إلى جانب أنه سيتم طلاء جزء صغير من مركب أبهيلاش الشراعي بطلاء خاص، الذي سيكون بمثابة هدف انعكاس للأقمار الاصطناعية، ما يمثل فرصة فريدة من نوعها لجمع البيانات المطلوبة للبحث العلمي أثناء السباق».

فرصة لـ «بيانات»

ستستخدم «بيانات» السباق فرصة لنشر خدمات المراقبة البحرية عالية التقنية، وجمع البيانات عن المواد البلاستيكية الدقيقة في المحيط، إذ توفر الشركة حلولاً شاملة للذكاء الاصطناعي الجغرافي - الفضائي على مستوى عالمي لعدد متزايد من القطاعات، مثل الدفاع والبيئة والطاقة والموارد والمدن الذكية والنقل، وتستخدم حلول بيانات كميات هائلة من البيانات المتميزة والفريدة من مجموعة من مصادر مراقبة الأرض، مثل الأقمار الاصطناعية أو الأقمار الاصطناعية ذات الارتفاعات العالية، إضافة إلى مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار الأخرى المقترنة بالذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات ذكية.

• 100 ألف كيلومتر من الإبحار، قطعها الضابط الهندي المتقاعد الذي خاض تحديات عدة.

• 4 سبتمبر المقبل ينطلق السباق الذي يستمر 8 أشهر.

الأكثر مشاركة