خاتم «الكوكب» يضيء الجناح الإيرلندي في «إكسبو دبي»

القيمة والرقي الساحر في صنع خاتم مصمم المجوهرات، نيجل أوريلي، الذي أطلق عليه اسم «الكوكب»، ما هي إلا جزء من حكاية تلك الجوهرة التي اختارت أن تسكن معرض «إكسبو دبي»، قبل أن تعرض ضمن مقتنيات المتحف الوطني الإيرلندي، التي ستشارك لاحقاً في معرض رفيع المستوى يعقد في العاصمة النمساوية فيينا.

وصنع نيجل أوريلي، خاتمه المعروض في الجناح الإيرلندي، من لؤلؤة وردية، تتربّع في عمق كأسين من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، حيث أضاء الكأس الخارجي بـ380 قطعة من الياقوت الزهري والبرتقالي، ليأتي الكأس الداخلي على هيئة شبكة تعامدت خيوطها بأحجار من الألماس باللونين الأخضر والزهري، ليبدو الخاتم وكأنه كوكب تدور في أفلاكه النجوم بألوانها وبريقها الساطع، لكن ذلك يحتاج إلى عدسة فوتوغرافية دقيقة لنقل منمنمات الخاتم بوضوح، لاسيما من خلف البيت الزجاجي الحاضن له في الجناح.

اللؤلؤة الكبيرة

وبحسب التقارير عن الخاتم، التي اطّلعت «الإمارات اليوم» عليها، فإن اللؤلؤة الكبيرة التي تمثل القطعة المركزية في تصميم خاتم أوريلي، هي من نوع يُعرف باسم لؤلؤ بحر الجنوب، الذي يُعدّ من أكبر أحجام اللؤلؤ في العالم، التي يتطلب نموه شهوراً عدة، ما يجعله من أغلى أنواع اللؤلؤ.

ويُعدّ لؤلؤ بحر الجنوب، الذي يمتد بين الساحل الشرقي لأستراليا والساحل الجنوبي للصين، من الجواهر الفريدة، ليس بسبب كبر حجمه فحسب، بل بقدر ما ينفرد به من سطح أملس ناعم يتميز بسماكة قشرته الخارجية، التي ممكن أن تصل إلى ستة ملليمترات.

فكرة التصميم

ووفقاً لوصف الموقع الإلكتروني الخاص بأوريلي، فإن فكرة تصميم الخاتم قامت على نظرية الانتقاء الطبيعي في زراعة بذور النباتات، التي تظهر في بعثرة كريستالات الياقوت والألماس بشكل غير منتظم على سطح الكأسين الذهبيتين الحاملتين للؤلؤة، فيما تسمح القاعدة المفرغة للكأسين لمتأمل الخاتم، للغوص في تفاصيله.

«عُسر القراءة»

أما الفنان الشاب صانع ومصمم الخاتم، الذي لا يزيد عمره على 40 عاماً، تروي التقارير عنه أنه كان خلال طفولته محط تعجب من المحيطين فيه، إذ ظنت عائلته وأساتذته أنه لا يريد التعلّم والقراءة، لأن والدته هي من تقوم بشكل أساسي بتدريسه، ليتبين لاحقاً أن لديه إحدى مشكلات ما يُعرف بـ «عُسر القراءة»، وهو ما جعله يبتعد تماماً عن قرار الالتحاق بالجامعة واختيار مهنة هندسية في صناعة الأدوات الدقيقة المستخدمة في عمليات ترميم الأوعية القلبية، التي أجادها قبل أن يتجه لتعلّم صنع وتصميم والمجوهرات، إثر لقائه بالفنانة التشكيلية الإيرلندية تريسي سويني، التي صنع لها أول خاتم في حياته من مادة الصلب التي كان يشكل منها المشارط الجراحية.

براعة

وقال أوريلي: «إنه حين التحق بالدراسة في أولى دورات صناعة المجوهرات، لم يكن في منزله ما يتعلق بالمجوهرات سوى خاتمين فقط لخطوبة وزواج والدته، إلا أنه استطاع خلال سنوات قصيرة، أن يكون أول إيرلندي يصل بفن مجوهراته الفريد إلى معرض (سوثبي) الشهير في نيويورك، وذلك بعد سنوات من إقناع سويني له، التي أصحبت زوجته بعد أربع سنوات من لقائهما، بأن يعتني بقدراته الفنية، وأن يصقل براعته في صنع وتصميم المجوهرات».

القيمة الحقيقية

تقدير الإيرلنديين لقيمة الإنسان ومكنوناته الثقافية، حملتهم على عرض الخاتم ضمن مجموعة من الإبداعات العلمية والفنية المعروضة في جناحهم دون التطرّق إلى القيمة المالية لأحجار الياقوت والألماس، التي تُعدّ جزءاً مهماً من مكونات خاتم نيجل أوريلي، وهو ما ينسجم مع قناعة راسخة بأن القيمة الحقيقية للأشياء تقدر بما ممكن أن تختزنه من تاريخ وفن وإرث واتقان وبراعة وإصرار وجمال، أو باجتماع كل تلك العناصر فيها، ما يجعل من الصعب تقديرها على معادلته بأي ثمن مالي.

• من المقرر عرض الخاتم لاحقاً في معرض بالنمسا.

الأكثر مشاركة