الإمارات نموذج ملهم في دعم وتيسير سياحة أصحاب الهمم

يشكل أصحاب الهمم جزءاً أساسيا من مجتمع دولة الإمارات وتوليهم قيادتها كل الاهتمام والرعاية والتمكين، ولا يختلف القطاع السياحي في الدولة عن سائر القطاعات في هذا المجال، إذ توفر الدولة، انطلاقا من موقعها الريادي إقليمياً وعالمياً، كل المرافق والخدمات التي تمكن أصحاب الهمم من المقيمين فيها أو السياح، من ممارسة الأنشطة السياحية بشكل طبيعي، حيث تعتبر الإمارات نموذجاً ملهماً في دعم وتيسير سياحة أصحاب الهمم، نظراً لحرصها على تبني الحلول المتطورة وتقديم كل وسائل الراحة للمسافرين من أصحاب الهمم منذ وصولهم إلى مطارات الدولة وحتى مغادرتهم إياها.

وتستجيب الحلول المتطورة في دولة الإمارات للتغيرات الكبيرة عالميا، إذ تقدّر منظمة الصحة العالمية أن نسبة من يحتاجون إلى نوع من أنواع المساعدة في العالم يتراوح بين 10 إلى 15% من عدد السكان في العالم، ومن المتوقع أن تتزايد هذه النسب بحلول عام 2050، وسيشكل أصحاب الهمم بالتالي نسبة مرتفعة من السياح عالمياً.

ويجد السياح من أصحاب الهمم ما يلبي احتياجاتهم في دولة الإمارات، بدءاً من المطار، ووسائل النقل، وكذلك المنشآت الفندقية، وصولاً إلى أشهر المعالم ومناطق الجذب السياحي التي تراعي هذا الجانب في منشآتها، وذلك إلى جانب تبني الدولة للتكنولوجيا الحديثة التي تسهم في جعل حياة أصحاب الهمم أكثر سهولة، أثناء تنقلهم في مختلف إمارات الدولة سواء كمقيمين أو زوار أو سياح دوليين.

وعززت الإمارات جملة من التشريعات والقوانين والبنى التحتية والخدماتية التي تلبي احتياجات وتطلعات وحقوق أصحاب الهمم في اكتشاف جمال الإمارات بسهولة ويسر. وتلبي المرافق السياحية في الدولة احتياجات هذه الشريحة أثناء سفرهم وتنقلهم من مكان لآخر، وبالتالي العمل على توفيرها لجعل الأماكن والمرافق التي يستخدمونها أو يقصدونها مثل الفنادق والمنتجعات والمطارات ووسائط النقل والاتصال ومراكز التسوق والشواطئ والمتنزهات والمتاحف متاحة أمامهم.

وتحرص البرامج التدريبية المخصصة للعاملين في القطاع السياحي على مراعاة الاحتياجات الخاصة لأصحاب الهمم من خلال التدريب على تقديم الخدمات الممتازة لهم والإجابة عن الاستفسارات والمساعدة في إجراء ترتيبات السفر إذا لزم الأمر. وفي ظل ما يشهده القطاع السياحي من تطور مستمر، تعزز دولة الإمارات بشكل متواصل موقعها على خريطة السياحة العالمية، كواحدة من أبرز الوجهات السياحية المتميزة التي تتمتع بسمعة عالمية المستوى جعلتها وجهة استثنائية لأصحاب الهمم ونقطة تواصل وتعايش بين الثقافات وشعوب المنطقة.
كما تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من بين أفضل 10 وجهات سياحية عالمية، وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 تحقيق ناتج محلي إجمالي قدره 122.6 مليار دولار بحلول عام 2031.
في هذا السياق أعلنت شركة أمسان أكسيسبل للسياحة (Amsaan Accessible Tours) عن اطلاق خدماتها والتي تركز على أصحاب الهمم  حيث أن 80٪ من موظفي الشركة من الصم أو ضعاف السمع.
وتعمل الرموز الدولية للغة الإشارة كوسيلة قيمة لسد فجوة الاتصال وتعزيز التفاهم بين أفراد مجتمع الصم من خلفيات لغوية مختلفة. ومع ذلك، فإن لكل دولة لغة الإشارة الخاصة بها، مثل لغة الإشارة الإماراتية في الإمارات العربية المتحدة ولغة الإشارة البريطانية في المملكة المتحدة. 
ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، يعاني ما يقرب من 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم من ضعف السمع الجزئي أو الكلي. يبرز هذا الرقم الهائل إمكانات السوق غير المستغلة ويكشف عن الحاجة الملحة لمواجهة التحديات التي يعاني منها هذا العدد الكبير من الأفراد في مجال السفر والسياحة.
وتعليقاً على إطلاق خدماتها في دولة الإمارات، صرّح فيتالي ميخالشوك، الرئيس التنفيذي لشركة أمسان أكسيسبل للسياحة، قائلاً: "نحن نفتخر بتقدّيم حلولنا التي تأخذ في الاعتبار الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة من السياح. لقد اجتهدنا منذ عام 2020 في العمل على تطوير خدمات بمنظومة أمسان أكسيسبل للسياحة تشمل أحدث حلول تكنولوجيا المعلومات لنقدّمها لسوق الإمارات العربية المتحدة. نفتخر بتعاوننا المثمر مع الشركات والدوائر الحكومية، فنجاحنا وتدفق السياح يعتمد بشكل كبير ومباشر على هذا التعاون. نحن نؤمن بأهمية تعزيز الوعي بالتحديات التي يواجهها الأفراد الصم في المجتمع وإدراك متطلباتهم وتمكينهم من السفر براحة وحريّة وأن ذلك خطوة مهمة نحو الاندماج".
وعبّر بيني نجو، أحد السياح في دولة الإمارات، عن تجربته في السفر قائلاً: "يواجه الصم حواجز طوال حياتهم، حتى في أبسط الأمور اليومية. يحرمنا حاجز التواصل الشفوي من فرصة العيش والسفر بحرية وننتهي بمواجهة صعوبات مختلفة في كل مرحلة، من محاولة التخطيط للعطلة لمحاولة شرح نوع الرحلة التي أرغب بها لوكيل المبيعات، ناهيك عن كيفية الوصول إلى الوجهة المرغوبة أو طريقة التواصل في بلد أجنبي. نأمل أن تقدم صناعة السفر حلولاً شاملة تدريجياً وأن تسخّر التقنيات الحديثة لإثراء فرص وتجارب السفر لمجتمع الصمّ".

الأكثر مشاركة