الشركات تستهدف توسيع علاماتها التجارية باستخدام «الميتافيرس»

شهدت الآونة الأخيرة، الكثير من النقاش حول تكنولوجيا «الميتافيرس»، حيث تحاول الشركات فهم ما يعنيه لها فيما يتعلق بالتعامل مع العملاء والموظفين، وكيف يمكن توسيع علامتها التجارية من خلاله.
و«الميتافيرس» يشير إلى أن تفاعلات الإنسان ستصبح مزيجاً من معايشة تجارب افتراضية وآنية وثلاثية الأبعاد ومادية، وستتغير بشكل جذري طرقنا في العمل والإبداع والشراء والاستهلاك، وسيكون التأثير في حياتنا أكبر من ذلك الذي أحدثه الهاتف الذكي.
ولا شك اننا ما زلنا في المراحل الأولى عندما يتعلق الأمر بعائد الاستثمار الحقيقي للمؤسسات كالشركات وغيرها، ولكن حان الوقت الآن للتجربة والاستثمار والابتكار في حالات الاستخدام القائمة على «الميتافيرس».

والأمر المهم للمؤسسات هو التركيز على نتائج أعمال إنشاء تجارب «الميتافيرس» والهدف من هذه التجارب بغض النظر عما إذا كانت تحدث عبر الإنترنت أو في مساحة مادية رقمية مختلطة؛ فبينما يوجد هناك تركيز قوي من الأعمال ووسائل الإعلام على إمكانات التسويق وتوليد الإيرادات من هذه التقنية، هناك أيضاً اتفاق متزايد بمجموعة متنوعة من حالات أخرى يمكن فيها استخدامه؛ حيث نجد أنه بالإضافة إلى الترفيه يمكن على سبيل المثال أن تستخدمه مؤسسة ما لتحسين العمليات التجارية، وإثراء تعاون الموظفين وخبرات التدريب.
ومن المهم أيضاً معرفة كيفية تطور التجارب البشرية «المفعّلة رقمياً»، وتوقع مدى استمرارها في التطور، وهذا من أجل التخطيط الاستراتيجي؛ حيث نجد أن معظمنا معتاد على التفاعلات ثنائية الأبعاد القائمة على واجهة المستخدم في الأجهزة اللوحية والهواتف وأجهزة الكمبيوتر والشاشات، والآن سنرى المزيد مما نسميه واجهات المستخدم الطبيعية أو المكانية، والتي يتفاعل فيها المستخدمون مع البيئة المادية، وتتضمن بعض التقنيات التي تدعم الواجهات الطبيعية قياسات حيوية وبيئات الواقع الممتد ثلاثية الأبعاد التي يعيشها المستخدم من خلال سماعة رأس، وربما تساعده في بعض المهام كتخطيط ديكور الغرفة.
كما تدعم الابتكارات التكنولوجية تطوّر الأعمال وانتقالها إلى الرقمنة. وقد شكّل ميتافيرس نقلة نوعية في عالم الأعمال حيث وفّر العديد من الفرص والاستراتيجيات الجديدة. وزادت الشركات الكبيرة والمتوسطة أبحاثها بشكل كبير على فرص لبداية الاعمال في عالم ميتافيرس حيث يتمتع العالم الافتراضي بمميزات تسمح للأشخاص باستكشاف المزيد من المساحات الرقمية والتفاعل مع مستخدمين آخرين ومشاركة المزايا والخدمات معهم.
ويؤكد الخبراء أن الميتافيرس هو مستقبل الأعمال للمؤسسات والشركات في السنوات القليلة المقبلة،حيث يوفر فرص متنوعة للترويج والتسويق للخدمات والمنتجات من خلال نقل التجارة الإلكترونية لإنشاء مجموعة جديدة من وجهات التسوق عبر الإنترنت.
بدورها، قالت رائدة الأعمال، فيروز داوود: "في غضون السنوات المقبلة سيحتل (الويب 3) العالم ويغزوه تماماً كالإنترنت وأكثر، نظراً لسهولته وتميزه بتداخل تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية ومستشعرات حسية وتقنيات أخرى كالبلوك تشين لضمان تخزين البيانات والتعامل معها بما يضمن الحماية والخصوصية للمستخدمين، ليس ذلك وحسب إنما يعتبر فرصة ذهبية لرواد الأعمال في تأسيس عملهم الخاص والانتقال من مرحلة التفاعل عبر شاشات الهاتف إلى التواجد بصورة حقيقية".
وأضافت: "لهذا السبب لم يقتصر دوري على المشاركة فيه ولكن أردت صنع بصمتي الخاصة في عالم الميتافيرس المليء بالمفاجآت الجديدة وتحقيق الأحلام، دخولي فيه لم يكن خطوة عادية أو بسبب الفضول والتجربة، بل بعد رحلة طويلة من البحث والاستكشاف والتعمق لتحديد طبيعة عملي وعليه أنشأت عالمي الافتراضي الذي يحمل اسم (لالافيرس) ليشمل جميع المجالات بما نحتاجه في حياتنا اليومية، وبالفعل أنا في صدد نقل علامتي التجارية الخاصة بالمجوهرات لتحتل مكانها في هذا العالم".
ويمثل الميتافيرس، الإنطلاقة الجديدة في الإنترنت ثلاثي الأبعاد الذي سيكون بوابة العالم الجديدة مهما أردنا إنكاره فهي حقيقة لايمكن التغاضي عنها، وأكبر دليل على ذلك تفاعل كبرى الشركات العالمية في استخدامه خاصةً انه سيؤمن طريقاً لاستكشاف وتعلم كل ماهو جديد لنبدع أكثر وأكثر ونخلق فرص استثمارية كبرى بعيدة المدى تساعد على انتعاش الاقتصاد التقليدي والرقمي.

الأكثر مشاركة