الإمارات تتضمن 1450 شركة قائمة على تقنية "الويب 3"

قال أتول هيدج، مؤسس شركة "ياب" إن العالم يترقب بتفاؤل النتائج المبهرة المرجوة من تقنية الويب 3، مثل أي ابتكار آخر واعد بتحقيق نقلة نوعية في العالم، حيث تساهم هذه التقنية في تحقيق التوازن بين المنتجين والمستهلكين في الوسط الرقمي، في ظل هيمنة مجموعة محددة من الشركات على مشهد الإنترنت الحالي، والمعروف باسم (ويب 2). وتجمع منظومة "الويب 3" بين نماذج لامركزية قائمة على تقنية البلوك تشين وتعاملات اقتصادية برموز (التوكن) المشفرة مع توافقية عالية، مما يضمن تغيير الوضع الراهن للإنترنت ويتيح فرص عادلة لابتكار القيمة وتوزيعها. وبدأ اليوم اعتماد الويب 3 على مستوى المؤسسات في عدد من المنظومات الاقتصادية القائمة على الابتكار، بما فيها اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتتضمن دولة الإمارات حوالي 1450 شركة قائمة على تقنية الويب 3، والتي تضم حوالي 7 آلاف من الموظفين والعاملين(1)، كما تشير تقديرات الحكومة إلى أن مساهمة قطاع الويب 3 في الاقتصاد الإماراتي تبلغ اليوم 500 مليون دولار. ويترافق انتشار الويب 3 مع مجموعة من المزايا، بما فيها ارتفاع أمن البيانات وإمكانية توسيع العمليات على نطاق كبير، مع المرونة التشغيلية وتعزيز الانسجام الاجتماعي. وفي ظل هذا التطور، أطلقت دبي استراتيجية دبي للميتافيرس، بهدف تطوير منظومة الميتافيرس ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني إلى 4 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، مع توفير 40 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. كما تشهد تقنية الويب 3 انتشاراً متزايداً بين العلامات التجارية على مستوى العالم، إلا أنها ما تزال تتقدم بخطى حذرة.

وبحلول مارس 2022، استثمرت حوالي 17% من شركات تكنولوجيا المعلومات في عالم الميتافيرس الذي يستند إلى تقنية الويب 3، بما فيها أبرز شركات القطاع مثل ميتا وألفابت. ومن الطبيعي في هذه المرحلة التساؤل حول المكاسب التي تطمح إليها هذه الشركات. إلا أن المستثمرين أنفسهم لا يستطيعون تحديد الإجابة لأن الويب 3 يقدم رحلةً مليئة بالإمكانيات والفرص الواسعة. ولذا، تتنافس العلامات التجارية اليوم لتأمين مزايا تنافسية في مجال الويب 3، انطلاقاً من اعتقادهم المؤكد بأن هذه التقنية هي الواقع المستقبلي. وقد تواجه العديد من الشركات صعوبةً في الموازنة بين التحول الجديد وأولويات أعمالها. وفيما يلي أهم الاعتبارات اللازمة للتعامل مع هذه المشكلة.

تحديد أهداف العلامة
ينبغي على العلامات، قبل الاستثمار في تقنيات الميتافيرس والبلوك تشين، أن تنظر إلى الويب 3 باعتباره مرحلة التطور القادمة التي تتيح للعملاء وصولاً أكبر من قبل، بدلاً من كونه مجرد تحول تكنولوجي. ولذا، يجب على هذه العلامات إعادة النظر في ثقافتها المؤسسية ورؤيتها بعيدة المدى ومتطلبات العملاء التي تهدف منتجاتهم وخدماتهم إلى تلبيتها، مع تحديد الهدف الفعلي للعلامة وكيف تخدم منظومة الويب 3 هذا الهدف. وتساعد هذه التساؤلات في تحول الشركات بصورةٍ مدروسة إلى الاعتماد على الويب 3، في الوقت الذي قد يؤدي فيه الانقياد المتسرع نحو هذا التحول إلى نتائج كارثية بسبب اعتماد منظومة الويب 3 على مبادئ ثابتة تشمل السجلات غير القابلة للحذف والعقود الذكية وغيرها.

ثقافة الابتكار
يوفر الويب 3 للعملاء مجالاً واسعاً للمشاركة في الابتكار، مما يحتم على العلامات التجارية تبني ثقافة الابتكار المستمد من المستخدمين ومنح عملائهم فرص المشاركة في الابتكار. وقدمت العلامات المواكبة للمستقبل، مثل أديداس ونايكي ووينديز، أمثلة يحتذى بها في هذا المجال، حيث تتيح لعملائها مساحةً إبداعية لتحديد مفهوم العلامة وخارطة طريقها من وجهة نظرهم، مما يعزز الترابط الاجتماعي بين العلامة والعملاء ويتفوق على أية وسائل تسويق يقدمها الويب 2.

السلامة والأمن
يضمن الويب 3 بطبيعته مستويات أمن عالية بفضل اعتماده على نماذج البلوك تشين، مما يتيح للعلامات الاستفادة من مزايا العقود الذكية لتوقيع اتفاقيات حقوق الملكية ووضع الأسعار وتعزيز مستويات الثقة في التعاملات التجارية. كما تقدم شبكات المحاسبة حمايةً عالية ضد جهات الوساطة والجهات الفاعلة الخبيثة، مع بقاء تفاصيل التعاملات الخاصة بالمنتجات والخدمات ظاهرةً بوضوح في سجلات البلوك تشين للرجوع إليها في المستقبل. ويجب أن تستعد العلامات لإظهار هذه الشفافية العالية عند تحولها إلى منظومة الويب 3.

التوافقية العالية
تعتمد منظومة الويب 3 على التداخلات بين جوانبها المبتكرة، بما فيها المنظمات المستقلة اللامركزية والرموز غير القابلة للاستبدال والميتافيرس والتمويل اللامركزي والأصول الرقمية، والتي يمكن للعلامات استخدامها بطرق متعددة لتضمن تميّز خدماتها ومنتجاتها. وعلى سبيل المثال، ساهمت استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (بلوك تشين) بتعزيز الكفاءة الإدارية من خلال تعيين أرقام تعريفية مميزة للمقيمين. ولذا، يمكن للشركات تعزيز جهودها التسويقية بالاستفادة من التوافقية العالية التي تقدمها تقنية الويب 3.

التعلّم والتطوير
تستقطب الاستخدامات الحالية للويب 3 المستخدمين من محبي التكنولوجيا بصورةٍ رئيسية، مما يؤكد أن رحلة التحول الجديد على نطاق واسع تضم عقباتٍ عديدة. ومع ذلك، اعترضت العديد من التحديات رحلة الانتقال من الهواتف السلكية إلى الهواتف الذكية المعقدة التي نشهدها اليوم على نطاقٍ واسع، مما يؤكد أهمية مواصلة التعلم وتطوير هذه التقنيات المبتكرة بصورةٍ منتظمة. كما نشهد اليوم توجه الحكومات إلى الحد من العراقيل التنظيمية من خلال إطلاق أطر عمل تواكب المستقبل، مثل سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة التي أطلقتها إمارة دبي. وما تزال الرحلة طويلة أمامنا نحو إتاحة وصول العملاء إلى عالم الويب 3 بكل سهولة، إلا أنه على الشركات الانطلاق بهذه الرحلة بدءاً من هذه اللحظة.

الأكثر مشاركة