منصور بن زايد خلال حضوره معرض ومؤتمر «أديبك 2022». وام

منصور بن زايد: الإمارات سباقة في بناء منظومة متنوعة ومتوازنة من مصادر الطاقة

افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، أمس، النسخة 38 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2022»، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وحضره سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة «أدنوك»، كما حضر الحفل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.

وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إن «دولة الإمارات، وبفضل رؤية القيادة الرشيدة، كانت سباقة في بناء منظومة متنوعة ومتوازنة من مصادر الطاقة، وكانت في طليعة الدول المبادرة إلى بناء مزيج متنوع من مصادر الطاقة عبر تطوير مشاريع رائدة في مجال الطاقة المتجددة، إضافة إلى تطبيق أحدث التقنيات لزيادة كفاءة إنتاج مواردها الهيدروكربونية والحد من انبعاثاتها، مرسخةً بذلك مكانتها كمورد عالمي مسؤول وموثوق للطاقة».

انطلاق المعرض

وأضاف سموه، أن «معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) شكّل منذ انطلاقه قبل 38 عاماً منصة عالمية تجمع أبرز المؤسسات والشركات والشخصيات الفاعلة في قطاع الطاقة، مُرسخاً بذلك مركزه على رأس الفعاليات الدولية المختصة في هذا القطاع الحيوي، ومعززاً مكانة دولة الإمارات الرائدة ومساهماتها المؤثرة في صياغة مستقبل قطاع الطاقة والاقتصاد العالمي».

وحضر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، جانباً من جلسة حوارية ضمن فعاليات افتتاح «أديبك 2022»، شارك فيها كل من وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ووزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، ووزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، وكبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي في الولايات المتحدة، آموس هوكشتاين، ووزير البترول المصري، طارق الملا، ووزير البترول والغاز الهندي، شري هارديب سينغ بوري، إلى جانب نُخبة من قادة قطاع النفط الدولي.

انبعاثات أقل

إلى ذلك، أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن «العالم بحاجة إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات لضمان أمن إمداداتها واستدامتها»، مشيراً إلى توجيهات القيادة الرشيدة باستمرار تعزيز مكانة دولة الإمارات مزوداً مسؤولاً وموثوقاً للطاقة.

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها الجابر، لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2022».

وأشار الجابر في كلمته إلى لقاء جمعه مع صاحب السمو رئيس الدولة، حول انطلاقة (أديبك) ورؤية سموه بشأن التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة «حيث كان سموه متفائلاً وذا رؤية واثقة فقال: (لا يمكننا تجاهل الحقائق، بل يجب أن نواجهها بثبات، وأن نتعامل معها بذهنية إيجابية، ونعمل لإيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع شركاء يتبنّون الرؤى والأفكار والتوجهات نفسها)، وأضاف سموه: (تذكر أن الإيجابية والرؤى البناءة والسعي الدائم إلى تحقيق التقدم هي في صُلْبِ نهجنا وجوهره)».

ظروف معقدة

وأوضح الجابر، أن «(أديبك) ينعقد في ظل ظروف معقدة يواجهها العالم، حيث لاتزال سلاسل التوريد العالمية هشة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيداً وتشتتاً واستقطاباً من أي وقت مضى، ويستمر التضخم في الارتفاع، كما أن أسعار الفائدة تزيد كلفة الاقتراض والاستثمار، ما أدى إلى أن يصبح الاقتصاد العالمي في وضع حرج».

ونوه بالتساؤلات التي يطرحها البعض حول إمكانية حدوث ركود اقتصادي، معرباً عن قناعته بأنه لا يمكن لأحد إعطاء إجابة واثقة فيها تنبؤات مستقبلية حول هذا الموضوع. وبعد استعراض ملامح المشهد الاقتصادي في العالم، أشار الجابر إلى أن «الطاقة هي أولوية قصوى للجميع حالياً، وأن مشهد الطاقة العالمي يمر في هذا الوقت باضطرابات غير مسبوقة».

وقال إن «العالم أصبح مدركاً لحقيقة أن تراجع الاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز قد زاد من التحديات في قطاع الطاقة، وأن البيانات والأرقام واضحة، فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية، سنخسر خمسة ملايين برميل نفط يومياً من الإمدادات الحالية، نظراً للانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية، وهذا يجعل من الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جداً بالمقارنة مع ما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز. وإذا كان هناك درس مستفاد من هذا العام، فهو أن أمن الطاقة يمثل ركيزة أساسية للتقدم في شتى المجالات، الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في العمل المناخي».

وأضاف الجابر أن «العالم بحاجة إلى كل الحلول المتاحة لتأمين احتياجاته من الطاقة، ولا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أو الطاقة النووية، أو الهيدروجين، فنحن بحاجة إليها جميعاً».

وقال إن «العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات، وكانت قيادتنا الرشيدة سبّاقة في التوجيه بتبنّي الطاقة المتجددة قبل ما يزيد على 16 عاماً مع إطلاق (مصدر)، حيث كانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تقوم بتشغيل محطة للطاقة النووية السلمية، وهذا هو ما يدفع (أدنوك) إلى العمل على خفض الانبعاثات في مصادر الطاقة الحالية، وإلى الاستثمار في مصادر الطاقة».

الأكثر مشاركة