رفع «المُستقبِل الشمسي» على أعلى برج شمسي عالمياً ضمن «مجمع محمد بن راشد»

شهد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، إنجازاً جديداً للإمارة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، برفع وتركيب «المُستقبِل الشمسي» على أعلى برج شمسي في العالم، بارتفاع 262.44 متراً، في أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة على مستوى العالم، ضمن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بقدرة 950 ميغاواط، وباستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم وفق نظام المنتج المُستقِل، وذلك بحضور العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير.

وتفقّد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، يرافقه سعيد محمد الطاير، تقدّم سير الأعمال الإنشائية للمرحلة الرابعة، وذلك بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي، أحمد بطي المحيربي، والنواب التنفيذيين للرئيس في هيئة كهرباء ومياه دبي، وعدد من مسؤوليها.

واطّلع سموه على تقدم الأعمال في المشروع من المدير العام التنفيذي لشركة «نور للطاقة -1»، عبدالحميد سليمان المهيدب، التي تضم كلاً من هيئة كهرباء ومياه دبي، وصندوق طريق الحرير المملوك للحكومة الصينية، وشركة «أكوا باور» السعودية.

وقال الطاير: «نبارك لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هذا الإنجاز التاريخي لدبي، والمتمثل برفع (المستقبِل الشمسي) لأعلى برج شمسي في العالم، حيث وصل ارتفاع البرج إلى 262.44 متراً، ونسعى إلى زيادة هذا الارتفاع، وذلك في أكبر مشروع طاقة شمسية مركّزة في العالم، ضمن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وباستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم».

وأضاف: «نعاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على مواصلة تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة؛ مسترشدين برؤية سموه وتوجيهاته السديدة لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، للوصول إلى إنتاج 75% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050».

وأعرب الطاير عن جزيل الشكر والعرفان لسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، لدعمه هذا الإنجاز التاريخي الذي يأتي ضمن مشروع ضخم يعزز ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، ويؤكد مكانتها بين مصاف الدول ذات البصمة الإيجابية الواضحة في صنع مُستقبَل العالم بحلول ومبادرات صديقة للبيئة تدعم التنمية المستدامة.

وأكّد انسيابية واستمرارية الأعمال الإنشائية خلال الفترة الماضية لهذا المشروع الاستراتيجي، وذلك على الرغم من الأوضاع الاستثنائية الراهنة الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد عالمياً، حيث وصلت نسبة إنجاز وحدة برج الطاقة الشمسية المركّزة لنحو 60%، وتمت دون أي إصابات خلال فترة 18 شهراً. وجرى الانتهاء من الجزء الخرساني للبرج الشمسي على ارتفاع 222 متراً. وفي الوقت نفسه تم إنشاء وتجميع المُستقبِل الشمسي لتجري عملية رفعه وتثبيته على رأس البرج في عملية إنشائية نوعية اكتملت أمس.

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة «أكوا باور»، محمد أبونيان: «تفخر (أكوا باور) بالشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وصندوق طريق الحرير، لدعم جهود تحويل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 إلى واقع، حيث احتفلنا بإنجاز تاريخي جديد في مشروع (نور للطاقة -1)، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم. ولله الحمد تم رفع (المستقبِل الشمسي) على البرج بتوقيت قياسي في عملية معمارية فريدة مع المحافظة على أعلى معايير الصحة والسلامة، بالرغم من التحديات العديدة في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وهذا يدل على التزام (أكوا باور) في مجال الطاقة الشمسية والجهود المبذولة في المنطقة للوصول إلى مستقبل طاقة نظيفة».

ويعتبر «المستقبِل الشمسي»، قلب المحطة وأهم جزء فيها، حيث يتم فيه استقبال أشعة الشمس وتحويلها الى طاقة حرارية. فيما تم إنجاز ما نسبته 50% من الأعمال الكاملة للمرحلة الأولى للمشروع والمتضمنة لوحدة برج الطاقة الشمسية، ووحدة عاكسات القطع المكافئ، ووحدة الخلايا الكهروضوئية.

المرحلة الرابعة

تُعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم، يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركّزة، والطاقة الشمسية الكهروضوئية، وفق نظام المُنتِج المستقل، وبقدرة تصل إلى 950 ميغاواط. وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميغاواط باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميغاواط، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميغاواط؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميغاواط. وعند اكتماله سيكون من أكبر مشروعات تخزين الطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة. وستوفر هذه المرحلة الطاقة النظيفة لنحو 320 ألف مسكن، وستسهم في خفض 1.6 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.

ويتميز هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 44 كيلومتراً مربعاً، بأرقام قياسية عالمية عدة، منها أدنى سعر للطاقة الشمسية المركزة بقيمة 7.3 سنتات أميركية للكيلوواط ساعة، وأدنى سعر للكيلوواط ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية بقيمة 2.4 سنت للكيلوواط ساعة.

مشروع استراتيجي

يُعدّ مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميغاواط بحلول عام 2030 باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم. وبدأت المرحلة الأولى من المشروع بقدرة 13 ميغاواط في عام 2013 باستخدام تقنية الألواح الكهروضوئية. وتم افتتاح المرحلة الثانية بقدرة 200 ميغاواط من الكهرباء بتقنية الألواح الكهروضوئية في مارس 2017. وتبلغ القدرة الإنتاجية للمرحلة الثالثة بتقنية الألواح الكهروضوئية 800 ميغاواط. كما تم توقيع عقد شراء الطاقة لمشروع المرحلة الخامسة من المجمع (بقدرة 900 ميغاواط) وبتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية ووفق نظام المنتج المستقل خلال مارس 2020، على أن يتم تشغيلها على مراحل بدءاً من الربع الثالث من عام 2021.

262.44

متراً ارتفاع «البرج» في المرحلة الرابعة من «المجمع»، وقدرتها 950 ميغاواط.

15.78

مليار درهم استثمارات المرحلة الرابعة من المجمع.

1.6

مليون طن سيتم خفضها من الانبعاثات الكربونية سنوياً.

- المرحلة الرابعة توفر الطاقة النظيفة لنحو 320 ألف مسكن.

الأكثر مشاركة