مسؤولون: أبوظبي وجهة استثمارية ومالية بفضل التنويع الاقتصادي
قال مسؤولون مشاركون في منتدى «بلومبرغ لأسواق رأس المال»، إن أبوظبي تعد وجهة استثمارية ومالية نجحت في وضع اسمها بفضل المبادرات، والتنويع الاقتصادي الذي ركز على تطوير جميع القطاعات غير النفطية والاستثمار في العنصر البشري، بجانب تعزيز القيمة المضافة المتأتية من النفط.
وضم المنتدى، الذي عقد دورته الأولى في أبوظبي، أمس، نخبة من القادة وصناع القرار وأصحاب القرار حول العالم، من مجتمع المال والأعمال الدولي، تجمعوا من أجل مناقشة الدور المهم الذي تلعبه منطقة الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي، والعوامل التي تؤثر في أسواق رأس المال بالمنطقة.
شراكات جديدة
وتفصيلاً، قال وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، سلطان الجابر، إن «(أدنوك) تعمل على ترسيخ شراكاتها الحالية وبناء شراكات جديدة، وتنفيذ المزيد من الاستثمارات المشتركة الجديدة مع شركائها، لإيجاد مصادر تحقق إيرادات إضافية من أعمالها في جميع مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز»، وأضاف الجابر في كلمته أمام منتدى «بلومبرغ لأسواق رأس المال»، أمس، إن «الشركة نجحت، خلال الـ12 شهراً الماضية، في تنفيذ العديد من المبادرات، وإنجاز عدد من الاتفاقات التي تستفيد من قدراتها الأساسية، شملت: إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية مع (بيكر هيوز) لتقديم خدمات حفر متكاملة، إضافة إلى تأسيس منصة عالمية لتكرير وتداول المنتجات على المستوى العالمي، من خلال شراكة استراتيجية مع شركتي (إيني) و(أو إم في)، فضلاً عن حصول (أدنوك) على حصة في شركة (ڤي تي تي آي)، العاملة في مجال تشغيل محطات تخزين المنتجات النفطية، التي تدير عمليات في 14 دولة، علاوة على إنشاء أكبر منصة لتصدير الأسمدة النيتروجينية في العالم من خلال إنشاء مشروع مشترك مع شركة (أو سي آي)».
مزيد من الفرص
وأشار الجابر إلى أن «(أدنوك) تعمل على الاستفادة من التصنيف الائتماني المستقل، الذي حصلت عليه الشركة من وكالة (فيتش)، لدعم الميزانية العامة للشركة، كما تعمل على توفير المزيد من الفرص أمام المستثمرين من المؤسسات العالمية، الذين يملكون القدرة على الإسهام في تحسين وزيادة الإيرادات من رؤوس الأموال المستثمرة في قاعدة أصول (أدنوك)».
كما لفت إلى إنجاز اتفاقية للاستثمار في مجال البنية التحتية لأنابيب نقل وتوزيع النفط، مع شركتي «بلاك روك» و«كي كي آر» وصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي وصندوق الثروة السيادية المملوك للحكومة السنغافورية، لاستثمار خمسة مليارات دولار في هذه الأصول.
وأوضح الجابر، أمام المستثمرين، أن «أدنوك» تستثمر بالتعاون مع شركائها 165 مليار درهم (نحو 45 مليار دولار)، لتطوير أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد بالعالم في الرويس، مؤكداً أن الشركة منفتحة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات لإنشاء منظومة متكاملة للصناعات التحويلية والمشتقات البتروكيماوية، بما يلبي الزيادة السريعة في الطلب على البتروكيماويات والمنتجات المكررة عالية القيمة حول العالم.
القطاع المالي
بدوره، قال وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، أحمد علي الصايغ، إن «قطاع الخدمات المالية يسهم في تسهيل السيولة وتدفق والاستثمارات نحو كل القطاعات الرئيسة الأخرى، حيث إن قوة القطاع المالي لا تسهم في عملية التنمية فقط، بل تساعد على توزيع رأس المال على نحو أكثر فاعلية، وتقلل المخاطر وتسهم في تعزيز الاستهلاك والإنتاجية في المشهد الاقتصادي».وأضاف الصايغ: «بدورنا في سوق أبوظبي العالمي عملنا على تحويل وريادة هذا القطاع من خلال رؤية، ومنهج عمل متكامل يرتكز على ثلاثة مبادئ رئيسة، هي التمويل والابتكار والتواصل».
وذكر أن «سوق أبوظبي العالمي يعد من المنصات الرئيسة ضمن مبادرة (الحزام والطريق)، بالنسبة للصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، مشيراً إلى أن «السوق تمكن من إرساء شراكات مع أكثر من 100 مؤسسة مالية صينية متخصصة في مجالات عدة، منها التكنولوجية المالية».
صناعات المستقبل
من جهته، قال مؤسس شركة «بلومبرغ إل.بي» ومؤسسة «بلومبرغ الخيرية»، مايكل ر. بلومبرغ: «إذا أرادت إمارة أبوظبي الاستمرار في بقائها بالمركز المالي للقرن 21، يجب أن تستمر في تنويع اقتصادها من خلال الاستثمار في صناعات المستقبل، مثل الطاقة النظيفة»، وأضاف أن «من العوامل الأساسية التي يتوق إليها الناس أن ينعموا بالأمن والأمان والصحة، إضافة إلى سهولة الوصول إلى فرص العمل، ووسائل النقل العام الجيدة التي بدورها توفر جودة حياة عالية، لذا فإن بناء بنية تحتية مستدامة آخذة بالتوسع في أبوظبي، سيساعد على النمو والازدهار».
وأشاد بلومبرغ بجهود حكومة دولة الإمارات بشأن المناخ، لافتاً إلى أن «اجتماع أبوظبي للمناخ» جمع خبراء عالميين وصناع قرار في مكافحة التغير المناخي.
اتفاقية لتدريب المواطنين في أسواق المال وتداول السلع
وقّعت وزارة التربية والتعليم، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، و«بلومبرغ إل.بي»، أمس، مذكرة تفاهم لتنفيذ برنامج لتدريب وتطوير مهارات الطلاب المواطنين في دولة الإمارات، وتطوير قدراتهم، وذلك تحت اسم «مبادرة أدنوك - بلومبرغ التعليمية»، الهادفة إلى تزويد جيل الشباب بالمهارات والقدرات المتخصصة.
وتهدف المبادرة إلى دعم خطط «رؤية الإمارات 2021» و«مئوية الإمارات 2071»، لبناء وتطوير كوادر مواطنة تعتمد على المعرفة والابتكار وتمتلك قدرات تنافسية عالمية، وذلك من خلال تدريب الشباب المواطن على أساسيات أسواق المال العالمية، وتعريفهم بالدور الذي تلعبه المعلومات المالية والتحليلية في مجتمع التجارة والاستثمار العالمي.
وبموجب الاتفاقية، سيتم اختيار 10 جامعات من مختلف أنحاء دولة الإمارات للمشاركة في المبادرة، عبر طرح مجموعة من برامج التدريب المكثفة. ويشمل ذلك تفعيل برامج تدريبية مخصصة لطلبة الجامعات، وتقديم الدعم لأعضاء هيئة التدريس والأساتذة الجامعيين، بهدف تعزيز المناهج الدراسية بمعلومات وبيانات حول أسواق رأس المال.
كما تهدف المبادرة إلى تركيب 200 من المنصات المعروفة باسم «بلومبرغ تيرمنال» في هذه الجامعات. وتوفر هذه المنصات بيانات مالية في الوقت الحقيقي، بما يتيح تدريب الطلاب على تحليل البيانات والأخبار والتعامل مع أدوات التداول، وذلك باستخدام المنصات نفسها التي تستخدمها جهات صنع القرار الأكثر تأثيراً في قطاع الخدمات المالية وغيرها من القطاعات.