بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة

«ميداف».. مشروع يطلق طاقات الفن والإبداع لدى الأطفال والشباب

صورة

بحثت رائدتا الأعمال نورة بن كلبان، وعالية لوتاه، في عام 2016، عند بدء مشروعهما الخاص، عن فكرة جديدة، ومبتكرة، ويحتاجها الناس، بحيث تساعدهم على إيقاظ الحسّ الفني داخلهم، ولأنهما يعشقان الفن كثيراً، وتريا أنه ضرورة للحياة كالطعام والشراب، استلهمت نورة وعالية، فكرة لأول مشروع يمكن الناس من التعبير عن آرائهم، ويشعل جذوة الإبداع لدى الأطفال والشباب، من خلال مجموعة من الممارسات الفنية التي تسهم في بناء المهارات والمواهب وتطويرها.

وفي العام التالي، بدأتا على الفور في تأسيس مشروع «ميداف»، بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، وهو يستهدف كل من يمتلك الرغبة في إطلاق العنان لمواهبه من دون التخوف، من خلال منح تلك المساحة التي يحتاجونها، وتكفيهم لتفجير طاقتهم الإبداعية، وتوفير الفرصة لترجمة ما يشعرون به إلى صور فنية متعددة.

اكتشاف المواهب

ويستند المشروع، الذي أقيم في منطقة «أب تاون مردف» بدبي، إلى مبدأ أن الناس يحتاجون إلى الفن، وأن الإبداع ربما يكون ماثلاً داخل كل إنسان، لكنه فقط يحتاج إلى المناخ الذي يستطيع من خلاله اكتشافه، وبلورته وتحسينه ليظهر بالصورة التي تلاقي طموحاته وتمنحه السعادة والإحساس بالاختلاف والتميز.

وتم اختيار اسم «ميداف»، وهي كلمة إماراتية مرادفة لكلمة «مجداف»، لأنها تعبر عن الطموح، حيث يستهدف المشروع أن يدفع الأطفال والشباب قدماً للنمو والتطور واكتساب المهارات الجديدة، وإخراج طاقاتهم الفنية الكامنة، التي ربما لم يكتشفوا أن لديهم تلك الموهبة التي يمكن أن تمتعهم وتمتع الآخرين إذا تم صقلها.

إيقاع سريع

وقالت نورة بن كلبان، إن «الإنسان يحتاج إلى المساحة التي تمكنه من التعبير عن نفسه، لكنه عادة لا يجدها مع الإيقاع السريع للحياة، ونمطها الذي يخلو أحياناً من استخدام أدوات الجمال التقليدية كالرسم والألوان»، مضيفة أننا «أصبحنا نعتمد على الهواتف الذكية وتسيّر حياتنا، أدوات تكنولوجية وماكينات تبعدنا عن الإحساس بالجمال وانتهاج الفن كوسيلة للترفيه والتخفيف من ضغوط الحياة».

وأشارت إلى أنها عندما بحثت عن استوديو إبداعي لتدريب المواهب والأطفال والمهتمين بالفن على استخدام أيديهم في الرسم، لم تجده، فقررت مع صديقتها (عالية) بناء استوديو إبداعي، وغرفة للتعبير، لافتة إلى أن في الاستوديو الإبداعي المفتوح، يمكن استقبال الزوار في أي وقت خلال أوقات العمل الرسمية، حيث يمكنهم ممارسة مهاراتهم والاستمتاع بهواياتهم، سواء كانت عبر الرسم على لوحة بطول مترين أو ممارسة تغليف الكتب أو استكشاف الصلصال والفن التلصيقي، ونحت التماثيل، وصناعة العطور، وغيرها من الهوايات والممارسات الفنية التي تنمّي روح الفنان لدى الأشخاص.

غرفة التعبير

وأوضحت أن كل شيء في غرفة التعبير متاحة للزوار، حتى الجدران والأرضيات يمكن لها أن تكون لوحة فنية، تعبر عنهم بأسلوبهم الخاص، وبكل الألوان التي تلهم مخيلتهم ومن دون القلق من الإزعاج أو الخوف من آثار الطلاء أو بقايا الألوان، وأن نتائج الإقبال على المشروع فاقت كل التوقعات. ولفتت بن كلبان إلى أن «ميداف» ينظم ورش عمل لمرتاديه لتعليمهم الرسم وفنوناً أخرى، إذا تتم مساعدتهم على مهارة استخدام الأيدي في التلوين، وربما يرسمون لوحة رائعة، أو يشعرون بالسعادة من الألوان المنتشرة حولهم في الاستوديو دون خوف من أن تتسخ ملابسهم أو تصطبغ أيديهم بالألوان، مبينة أن «ميداف» لا يقدم فقط ورش عمل للتعليم، بل يمنح المتعامل معه فرصة للتعبير عن نفسه بالألوان، من خلال غرفة التعبير، فربما يود أن يخط لوحة، أو يرسم شيئاً يعبر عن خياله، أو يبلور حلماً من خلال الفرشاة والألوان.

من جانبها، قالت عالية لوتاه، إن «غرفة التعبير فكرة رائعة لإفراغ طاقات الأشخاص الإبداعية، إذ إنه عندما يمسك أحدهم الفرشاة والألوان ربما يفكر في تصورات مختلفة أو صور ملونة، لم يكن يراها من قبل، لكنه إذا تعلم المبادئ العامة للرسم، فإنه قد يستطيع إفراغها في صورة لوحة جميلة يشعر معها بالسعادة»، مضيفة أن «الفن يسعد البشر، ونحن نوفر الفرصة ليصبح كل شخص فناناً». وأضافت لوتاه، وهي فنانة تعشق الرسم، أنها نظمت من قبل ورش لتعليم الرسم لصغارها، ولأنها تعرف وتلمس عن قرب، تأثير الفن في حياة الأطفال، قررت أن توسع التجربة لمن يود أن ينضم أو يعلم أطفاله فناً جديداً.

وقالت «دراسنا المشروع جيداً، وعندما اتضحت الرؤية تماماً، تم إطلاقه باسم (جداف القوارب) المعروف باللهجة الإماراتية المحلية (ميداف)، وهو الذي يدفع القارب إلى الأمام، وكذلك نحن نود أن ندفع الأشخاص إلى الأمام من خلال الفن».

فنون أخرى

قالت عالية لوتاه: «إلى جانب تعليم الرسم، وغرفة التعبير، يمكن أن يتعلم الأشخاص فنوناً أخرى مثل تغليف الكتب، وصناعة العطور، وغيرهما»، لافتة إلى أنها ونورة بن كلبان، وضعتا خطة عمل وخطة مالية، بعد أن حصلتا على الترخيص اللازم من «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة»، إذ نجحت المؤسسة أيضاً في توفير التمويل اللازم للمشروع، وتقديم الدعم الفني والتوجيه، ونقل الخبرات الأخرى إلينا.

تويتر