14.68 مليار درهم تجارة دبي مع أميركااللاتينية في 9 أشهر

شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ورئيس جمهورية بنما خوان كارلوس، الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال العالمي لدول أميركا اللاتينية، الذي تنظمه للسنة الثانية على التوالي غرفة تجارة وصناعة دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

• ماجد سيف الغرير:

«مكانة المنتدى تبرز من الأهمية التي توليها الأعمال في دبي للفرص الاستثمارية في أميركا اللاتينية».

• مشاركون: دبي تقدم مقومات تجعل منها بوابة استراتيجية للوصول إلى الأسواق الصاعدة.

 • «صحوة اقتصادية»

أكدت رئيسة المجلس الأعلى للتحليل الدولي وزيرة الخارجية السابقة في الأرجنتين، سوزانا مالكورا، أن «أسواق أميركا اللاتينية باتت تشهد (صحوة اقتصادية) شاملة عقب مرحلة التباطؤ التي أصابتها خلال السنوات الماضية»، مشيرة إلى أنه «من الواجب حصول تغييـــــرات جذرية شاملة تسهم في النهوض بالوضع الاقتصادي العام في أسواق أميركا اللاتينية، وذلك من خلال وضع أطر تنظيمية تسهم في تكامل التجارة بين أسواق المنطقة وإلى الأسواق العالمية».

• فوكس: الإمارات نموذج عالمي مهم في توظيف الابتكار

قال الرئيس السابق للمكسيك ورئيس شركة «سنترو فوكس»، فيسنتي فوكس، إن «دولة الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً مهماً في توظيف الابتكار والتقنيات الحديثة، للارتقاء بأدائها وتعزيز تنافسيتها».

وتحدث فوكس في جلسة خاصة ضمن فعاليات الدورة الثانية من «المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية 2018» عن مكانة أميركا اللاتينية في الاقتصاد العالمي.

وأضاف أنه «لابد أن تكون هناك علاقات متينة وقوية بين الدول لتحقيق النمو المشترك، معتبراً أن المنتدى يشكل منصة مهمة جداً لبحث آفاق العلاقات المستقبلية».

وتابع: «لابد أن نحدث تغييرات في آليات التفكير، وأن نفكر في اقتصادات الضرائب، لتتمكن دول أميركا اللاتينية من المنافسة عالمياً، ولابد من تبادل المعارف والخبرات، وأن نكون جاهزين، ونحن في المكسيك نعمل على مد الجسور مع دولة الإمارات ودول العالم الأخرى».

وأوضح أنه «من الخطأ التعامل مع اقتصاد واحد، ونعمل في المكسيك حالياً على تنويع الاقتصاد».

كما شهد سمو ولي عهد دبي والرئيس البنمي التوقيع على مذكرة تفاهم لافتتاح مكتب تمثيلي لغرفة تجارة وصناعة دبي في العاصمة البنمية.

إلى ذلك، كشفت غرفة تجارة وصناعة دبي، خلال المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية في دبي، أمس، أن حجم تجارة دبي مع دول أميركا اللاتينية بلغ 14.68 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.

وقال مشاركون في المنتدى، إن السوق الإماراتية تضم العديد من المستثمرين الباحثين عن فرص تجارية جديدة، مطالبين بزيادة معدل التجارة بين الإمارات والدول اللاتينية.

وأكد المشاركون أن دبي تقدم لشركات أميركا اللاتينية جميع المقومات التي تجعل منها بوابة استراتيجية للوصول بسهولة إلى الأسواق الصاعدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

مكتب تمثيلي

وتفصيلاً، شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ورئيس جمهورية بنما خوان كارلوس، وأكثر من 500 شخصية حكومية وخاصة من دولة الإمارات وجمهورية بنما وبعض الدول الشقيقة والصديقة؛ الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال العالمي لدول أميركا اللاتينية الذي تنظمة للسنة الثانية على التوالي غرفة تجارة وصناعة دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

كما شهد سمو ولي عهد دبي والرئيس البنمي، التوقيع على هامش المنتدى على مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة دبي وحكومة بنما بشأن افتتاح مكتب تمثيلي للغرفة في العاصمة بنما سيتي.

وبارك سموه والرئيس البنمي المذكرة، واعتبراها خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التأسيس لعلاقات تجارية واقتصادية وصناعية بين الطرفين، وتسهيل تنقل وانتقال رجال الأعمال والتجار من وإلى البلدين دون معوقات لوجستية.

كما شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم والحضور جلسة حوارية شارك فيها رئيس جمهورية بنما، الذي أكد أهمية موقع بلاده الاستراتيجي بين المحيطين الأطلسي والهادي، والذي يشكل همزة وصل بين دول أميركا اللاتينية من جهة ودول العالم من جهة أخرى، مشيراً إلى وجود قواسم مشتركة تجمع بين دولة الإمارات وبنما، أهمها الموقع الحيوي للبلدين، حيث تمثل دول الإمارات موقعاً وسطاً وهمزة وصل بين منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جهة وقارتي آسيا وأوروبا وأميركا من جهة ثانية.

وشرح خلال الحوار الإمكانات المتوافرة في بلاده لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، داعياً شركات القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات لزيارة بنما والتعرف إلى الفرص الاستثمارية والتسهيلات التي يمكن الحصول عليها لإقامة شراكات استثمارية ناجحة ومجدية لجميع الأطراف دون أي شروط أو عوائق.

منصة مهمة

إلى ذلك، قال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، ماجد سيف الغرير، إن «المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية في دبي يشكل منصة مهمة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين المنطقة ودول أميركا اللاتينية، كما أنه سيسهم في توسيع آفاق التجارة غير النفطية بين دبي وهذه الدول، والتي وصلت قيمتها إلى أربعة مليارات دولار (14.68 مليار درهم)، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي».

وأضاف الغرير في كلمته خلال المنتدى الذي بدأت أعماله أمس، وتستمر يومين، أن «مكانة هذا المنتدى تبرز من الأهمية التي يوليها مجتمع الأعمال في دبي للفرص الاستثمارية في دول أميركا اللاتينية، والحرص على بناء العلاقات المستدامة وطويلة المدى، حيث يظهر ذلك من خلال المشاركات من قبل رجال الأعمال والمهتمين بالبحث عن الفرص الاستثمارية».

وذكر أنه «منذ إطلاق أعمال المنتدى في عام 2016، أسهم في تعزيز التوجه نحو منطقة أميركا اللاتينية بين الأطراف المعنية من القطاعين الحكومي والخاص في دبي»، مبيناً أن «ذلك تجلى بوضوح في الأعداد المتنامية من شركات أميركا اللاتينية المسجلة في (غرفة دبي)، التي سجلت زيادة كبيرة على مدار السنوات القليلة الماضية ليتجاوز عددها اليوم 400 شركة».

محور تجاري

وأكد الغرير، أن «دبي بوصفهاً محوراً تجارياً واستثمارياً مركزياً على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ توفر العديد من المزايا الفريدة للمستثمرين مثل البنية التحتية المتطورة والمرافق اللوجستية المتقدمة والمناطق الحرة جاذبة للاستثمارات، إضافة إلى بيئتها الاستثمارية المواتية للأعمال، وهنا تتجسد نقاط قوة دبي التي جعلت منها وجهة مفضلة للشركات والمستثمرين من مختلف أرجاء العالم».

وأوضح أن «دبي تقدم لشركات أميركا اللاتينية جميع المقومات التي تجعل منها بوابة استراتيجية للوصول بسهولة إلى الأسواق الصاعدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، إذ إن هناك نطاقاً واسعاً يمكن للشركات والمستثمرين من كلا الجانبين اغتنامه، مثل الأمن الغذائي والتصنيع والخدمات اللوجستية والسياحة والطاقة المتجددة، فضلاً عن التكنولوجيا المالية وغيرها من التقنيات الصاعدة».

وبيّن الغرير أن «الإمارة توفر الاحتياجات التي تتطلبها الشركات من خبرات وتسهيلات استثمارية لردم الفجوات في أسواق أميركا اللاتينية، ودعم النمو الاقتصادي في المنطقة».

تسهيل التجارة

وفي الجلسات الحوارية للمنتدى، ناقش المشاركون سبل تسهيل التجارة مع دول أميركا اللاتينية، حيث قال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، سلطان أحمد بن سليم، إن «دول أميركا اللاتينية لديها فرص استثمارية ضخمة، فيما دبي عندها فرصة للاستفادة من هذه الاستثمارات، وذلك لأنه لديها ميزة تنافسية بتواجدها في هذه الاسواق منذ 10 أعوام، خصوصاً في الاكوادور»، لافتاً إلى أحد أهم مشروعات موانئ دبي العالمية في الإكوادور، والمتمثل بإنشاء ميناء غواياكيل متعدد الاستخدامات بقيمة تصل إلى 1.2 مليار دولار (نحو 4.4 مليارات درهم).

وذكر بن سليم أن «المشروع سيشكل عند اكتماله مرفأ ومركزاً لوجستياً وصناعياً من شأنه المساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي في الإكوادور». وأضاف أن «أعمال استصلاح الأراضي والحفر وشبكة الطرقات تم البدء بها بالفعل»، مشيراً إلى أن «الميناء الجديد سيمنح مزايا أكثر للإكوادور، حيث ستمتلك ميناء بمياه عميقة لأول مرة، وبالتالي إتاحة المجال لاستقبال البواخر الضخمة كمحفز أساسي للعمليات التجارية في الاكوادور، التي تعد من الأسواق الطموحة».

تعاون

من جهته، قال وزير التجارة الخارجية الإكوادوري بابلو كامبانا ساينز، إن «الاستثمار الذي تقوم به موانئ دبي العالمية مهم للغاية من الناحية الاستراتيجية، ويجسد أهمية التعاون ودمج الطاقات مع الدول الأخرى بغض النظر عن المسافات الجغرافية»، مؤكداً أن «الإمارات من الدول التي يحرص الجميع على التعاون معها، كما أن دبي تقدم لشركات أميركا اللاتينية جميع المقومات التي تجعل منها بوابة استراتيجية للوصول بسهولة إلى الأسواق الصاعدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا».

وأكد ساينز أن «الإكوادور تشكل حليفاً قادراً على المساهمة في فتح آفاق اقتصادية وتجارية مستدامة».

أسواق جديدة

بدورها، بينت رئيسة المجلس الأعلى للتحليل الدولي وزيرة الخارجية السابقة في الأرجنتين، سوزانا مالكورا، أن «الوضع السياسي الذي تشهده أميركا اللاتينية بشكل عامدفع نحو البحث عن أسواق جديدة للتصدير والتعاون التجاري، مثل الصين وأسواق الخليج العربي»، لافتة إلى أن «الإمارات تمتاز بموقع استراتيجي مميز يجعل منها مركزاً إقليمياً يربط أسواق أميركا الجنوبية بأسواق الصين ودول شرق آسيا، إضافة إلى شركات خطوط الطيران العالمية التي تتخذ من الدولة مركزاً رئيساً لها».

فرص استثمارية

من ناحيته، أشار مدير مركز «بريكلاب» من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية، لينو كاتاروزي، إلى أن «أسواق أميركا اللاتينية تضم العديد من الفرص الاستثمارية الجذابة، إذ إن التنوع الاقتصادي فيها يسهم في تنويع المنتجات التي تصدرها من المواد الغذائية، وحتى الطاقة المتجددة، لكن يجب على الحكومات وشركات القطاع الخاص البحث عن الفرص الأكثر جدوى».

وفي السياق ذاته، قال مدير عام مقر شركة «غوغل» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ماركوس ترويجو، إن «أميركا اللاتينية تتمتع بالعديد من الموارد التي تشكل فرصاً استثمارية مهمة، لكن يجب في الوقت الحالي البدء بالنظر نحو آفاق وقنوات جديدة لتعزيز الاقتصاد، مثل الاعتماد على التجارة الإلكترونية وتفعيلها بشكل حقيقي من خلال سن قوانين تنظيمية، وتخفيف القيود التجارية، وتعزيز وسائل التعاون الدولي بين حكومات أميركا اللاتينية وغيرها من قارات العالم».

وذكر ترويجو أن «السوق الإماراتية تضم العديد من المستثمرين الباحثين عن فرص تجارية جديدة، فيما نرى ما تقوم به الصين والهند لجذبهم، ولهذا يجب على حكومات أميركا اللاتينية أن تحذو حذو هذه الأسواق لاستقطاب المستثمرين من المنطقة».

الأكثر مشاركة