سائق أجرة يقود سائحين إلى استعادة حقوقهما من محل مجوهرات في دبي
قاد سائق سيارة أجرة، في دبي، سائحين ألمانيين لاستعادة 36 ألف درهم، قيمة خاتم زواجهما الذي قررا شراءه من محل مجوهرات في دبي، لكن تبين بعد الشراء أن الخاتم غير مطابق للمواصفات التي يريدانها، جراء خطأ فني ناجم عن سوء فهم.
وأفادت اقتصادية دبي بأن جهود السائق أسفرت عن إرشاد السائحين للشكوى إليها، وأنها استدعت بدورها صاحب المحل لإبلاغه بضرورة إعادة قيمة الخاتم، مشيرة إلى أن صاحب المحل استجاب لطلبها، كما قرر دعوة السائحين إلى زيارة دبي مرة أخرى، والإقامة ثلاثة أيام شاملة تذاكر الطيران والإقامة في الفندق.
وكرمت اقتصادية دبي السائق عبدالمسيح يوسف صادق (مصري الجنسية)، والذي يعمل بشركة «الوطنية للتاكسي» منذ نحو عامين، على جهوده لمساعدة مستهلكين في إعادة حقوقهم، ما يعزز سمعة قطاع التجزئة وحماية المستهلك في دبي. كما كرمت صاحب محل المجوهرات، الذي بادر بتفهم شكوى السائحين وقرر إعادة قيمة الخاتم إليهما.
وأبدت السائحة الألمانية انبهارها بمستوى حماية المستهلك في دبي، وزيادة الوعي بحقوق المستهلكين في الإمارة، مؤكدة أنها ستطلق اسم المفتش الذي حل شكواها على أول طفل ذكر ترزق به، بعد إتمام الزواج.
شكاوى المستهلك
| السائحان أكدا رضاهما عن مستوى الخدمة التي حصلا عليها من اقتصادية دبي. |
وتفصيلاً، قال مدير شعبة العناية بالمستهلكين في قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك باقتصادية دبي، جاسم المرزوقي، إن «قسم شكاوى المستهلك استقبل سائحين ألمانيين، قدما شكوى ضد أحد محال المجوهرات في دبي بعد أن اشتريا خاتم زواجهما منه، حيث تبين لهما بعد الشراء أن الخاتم مخالف لما كانا يرغبان»، مشيراً إلى أن «السائحين حضرا إلى اقتصادية دبي بمساعدة سائق سيارة أجرة يدعى عبدالمسيح صادق (مصري الجنسية)، يعمل بشركة الوطنية للتاكسي بدبي».
وأضاف المرزوقي أنه «عند التحقق من الشكوى، تبين أن الألمانيين قدما من رأس الخيمة إلى دبي، وعند توقيفهما سيارة أجرة التقيا السائق وسألاه عن كيفية الشكوى ضد محل، قبل أن يقودهما إلى اقتصادية دبي ويقرر انتظارهما حتى إنهاء الشكوى لاستعادة حقوقهما».
وأفاد بأنه «جرى على الفور التحقق من الشكوى، واستدعاء صاحب المحل»، مشيراً إلى أن «صاحب المحل أقر بحدوث خطأ فني في تفاصيل عملية الشراء، ناجم عن سوء فهم بين مسؤولة المبيعات في المحل والسائحين».
دعوة مجانية
وذكر المرزوقي أنه بناء على ذلك، «قرر صاحب المحل على الفور إعادة قيمة الخاتم إلى السائحين، وتبلغ 36 ألف درهم (نحو 8000 يورو)، وتعويضهما بمنحهما دعوة مجانية لزيارة دبي تتضمن تذاكر الطيران والإقامة الفندقية لمدة ثلاثة أيام، كما أصر على دعوتهما لتناول الغداء، والاعتذار لهما بتوصيلهما إلى المطار في طريق عودتهما إلى بلادهما». وقال إنه «جرى تكريم السائق وصاحب المحل، لسرعة تفاعلهما مع شكوى المستهلكين»، مشيراً إلى أنه «تأكد من رضا السائحين عن مستوى الخدمة التي حصلا عليها من اقتصادية دبي، حيث أبلغته السائحة بأنها ستطلق اسم المفتش خالد رابح، الذي حل شكواها، على أول مولود ذكر ترزق به بعد إتمام الزواج».
حقوق المستهلكين
من جهته، قال السائق عبدالمسيح صادق، إنه «فوجئ بأن السائحين يشكوان إليه تعرضهما لهذا الموقف، وكانا في حالة غضب من أنهما ربما لا يستطيعان استعادة حقوقهما». وأضاف صادق: «أخبرتهما بأنهما في دبي، ويجب ألا يشعرا بالخوف من ضياع حقوقهما». واستطرد: «هنا بلاد لا تضيع فيها الحقوق، خصوصاً حقوق المستهلكين، حيث إن دبي تعزز سمعتها أمام السياح بأنها وجهة التسوق الآمنة، مع الجهود التي تبذلها اقتصادية دبي لحماية حقوق المستهلك».
وأفاد بأنه «يعمل في شركة (الوطنية للتاكسي) منذ نحو عامين بوظيفة سائق، لكنه عمل كمندوب مبيعات في دبي قبل ذلك منذ عام 2004»، مشيداً بـ«تكريم اقتصادية دبي له، خصوصاً أنه يمثل حافزاً له ولكل زملائه على تعزيز الوعي بحماية المستهلك».
وأكد أنه «قام بما اعتقد أنه واجبه، لاسيما أن السائحين كانا يودان حل مشكلتهما قبل السفر في اليوم نفسه»، قائلاً: «تفاعلت مع شكواهما، وعملت على مساعدتهما للرجوع إلى بلادهما بانطباع إيجابي عن دبي».