حمدان بن زايد: الإمارات تولي أهمية رئيسة للشفافية التشغيلية في البرامج النووية. وام

حمدان بن زايد: الإمارات تضع آمالها وتطلعاتها في جيل المعرفة والعلوم الحديثة

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، أن الطاقة النووية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة، سيكون لها دور مهم في مستقبل الإمارت، والمنطقة الغربية خصوصاً، مشيراً إلى أن الإمارات تولي أهمية رئيسة لمبدأ الشفافية التشغيلية في التعامل مع البرامج النووية، وتضع آمالها وتطلعاتها في الأجيال المتسلحة بالمعرفة والعلوم الحديثة.

وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، شهد الاحتفال الذي نظمته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، بمناسبة تركيب حاوية المفاعل في المحطة النووية الثانية في موقع «براكة» بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.

ويعد هذا الإنجاز من المراحل المهمة لمشروع المحطة النووية الثانية، ويأتي بعد التركيب الناجح لحاوية المفاعل في المحطة النووية الأولى في مايو 2014.

تنمية مستدامة

تقدم العمليات الإنشائية

أحرزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومقاولها الرئيس المتمثل في الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، تقدماً كبيراً في العمليات الإنشائية في «براكة» في الأشهر الأخيرة الماضية، إذ جاوزت نسبة إنجاز المحطة الأولى 73%، في حين وصلت نسبة إنجاز المحطة الثانية إلى 50%.

ومن المقرر بدء العمليات التشغيلية التجارية للمحطة الأولى في عام 2017، في حين سيبدأ تشغيل المحطة الثانية في عام 2018، وذلك اعتماداً على الحصول على الموافقات التنظيمية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، باعتبارها الجهة الرقابية النووية المستقلة في الدولة.

وتعتبر حاوية المفاعل من أهم العناصر في محطة الطاقة النووية، إذ إنها تحوي داخلها المفاعل الذي تجري فيه الانشطارات النووية المُراقبة لإنتاج الطاقة، ثم تُحَوّل هذه الطاقة إلى طاقة كهربائية آمنة وموثوقة للدولة، وتعدّ حاوية المفاعل أيضاً إحدى الحواجز الدفاعية العديدة المصممة لضمان سلامة المحطات.

وتفصيلاً، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، أن مشروعات البنية التحتية الكبرى التي يتم تنفيذها حالياً في المنطقة الغربية تنسجم تماماً مع الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية للمجتمع، وتلبي متطلبات التطور الذي يسير بوتيرة متصاعدة في المنطقة الغربية.

وشدد سموه على ضرورة السير قدماً تجاه تحقيق أهداف خطة «الغربية 2030»، والتي ترمي إلى تحقيق التنمية المستدامة، وبما ينعكس على واقع ومعيشة أبناء المجتمع، مذكراً بأن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تؤكد على ضرورة الارتقاء بواقع الخدمات والبنى التحتية في المنطقة الغربية، بالشكل الذي يضمن رخاء واستقرار أبنائها.

وقال سموه: «يسرني أن أكون موجوداً اليوم في محطة براكة للطاقة النووية، لأشهد تحقيق هدف آخر من أهداف البرنامج النووي السلمي الإماراتي على نحو آمن وفي الوقت المحدد».

وأوضح أن الطاقة النووية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة، سيكون لها دور مهم في مستقبل وطننا عموماً، وفي المنطقة الغربية خصوصاً، إذ سيعود البرنامج بالعديد من الفوائد على المنطقة الغربية، مثل توفير فرص وظيفية مميزة، وتطوير قطاعات صناعية حديثة وتقنية لدعم العمليات في محطة براكة.

وأشار سموه إلى أن الإمارات تولي أهمية رئيسة لمبدأ الشفافية التشغيلية في التعامل مع البرامج النووية، لافتاً إلى أن هذا المبدأ يعد أحد العناصر الرئيسة لسياسة الدولة تجاه تطوير برامج الطاقة النووية.

جولة الموقع

وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وصل إلى الموقع المخصص لإنشاء محطة للطاقة النووية السلمية، يرافقه عدد من المسؤولين، واطلع على التقدم الحاصل في الأعمال الإنشائية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، وآخر المستجدات والتطورات الحاصلة في موقع «براكة» منذ زيارة سموه في يوليو من العام الماضي، شاملةً التقدم الذي أحرزته المؤسسة في الإنشاءات والاستعداد لتشغيل المحطات، وتطوير القدرات البشرية، والتطوير الصناعي المتمثل في دعم الشركات الإماراتية المحلية، وتعزيز معاييرها، بهدف إتاحة الفرصة لهم لدعم البرنامج النووي السلمي الإماراتي.

ووقّع سموه على قاعدة حاوية المفاعل قبل رفعها وتثبيتها داخل مبنى احتواء المفاعل بالمحطة الثانية، بحضور أعضاء مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وممثلي الجهات المحلية.

والتقى سموه بالمهندسين والإداريين الإماراتيين المسؤولين عن التحضير والاستعداد للعمليات التشغيلية لأولى محطات الطاقة النووية في الإمارات، ونقل لهم تحيات قيادة الدولة وفخرها بالمكانة العلمية والعملية التي وصلوا إليها، وأشاد بالتطورات الإيجابية التي أحرزها البرنامج.

وقال سموه إن الإمارات تضع آمالها وتطلعاتها في الأجيال المتسلحة بالمعرفة والعلوم الحديثة أمثالكم، فالإنسان الإماراتي هو المحور الأول والرئيس لهذه الخطط، ولذلك، فإنه فليس من الغريب أن تكون الكوادر البشرية المؤهلة علمياً وثقافياً هي محل الاهتمام الأول لقيادة الإمارات.

ونوّه سموه بدور مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تطوير القدرات البشرية الإماراتية القادرة على تشغيل البرنامج النووي السلمي الإماراتي، لتوفير طاقة آمنة وفعالة ومستدامة وصديقة للبيئة للإمارات.

طراز عالمي

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المهندس محمد إبراهيم الحمادي، إن «تنفيذ عملية تركيب حاوية مفاعل المحطة الثانية بنجاح وأمان، يعد تتويجاً للجهود التي كرّسها فريق عملنا طوال الأشهر الماضية في الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة، إضافةً إلى أنه يمثل عنصراً مهماً جداً من العمليات الإنشائية الجارية في (براكة)، في الوقت الذي نستعد فيه لبدء العمليات التشغيلية في عام 2017، حين تبدأ المحطة الأولى بإنتاج الكهرباء التي نحتاجها لتلبية المتطلبات المتزايدة من الطاقة، ولنُسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة».

وتابع: «تلتزم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتقديم برنامج ذي طراز عالمي للطاقة النووية السلمية، وذلك في مراحل الإنشاءات والتشغيل»، معرباً عن فخره بالجهود التي يبذلها جميع الموظفين للعمل وفق أعلى معايير السلامة والجودة في كل الأوقات، مع تقدّم البرنامج ووصوله إلى مراحل حاسمة تتطلب سرعة التنفيذ ودقة التركيز.

وأوضح أنه «كما حققنا هدفنا في تركيب حاوية المفاعل الأول عام 2014، حسب الخطة الزمنية المحددة، فها نحن الآن نعمل على تركيب حاوية المفاعل الثاني بالمعايير العالية للسلامة والجودة والأداء نفسه».

الأكثر مشاركة