«الاتحاد للطيران»: رحلاتنا إلى أميركا أسهمت في تعزيز المنافسة ولم تضر الشركات الأميركية

أكدت شركة الاتحاد للطيران أن سوق السفر الجوي من الولايات المتحدة إلى منطقة شبه القارة الهندية شهدت نمواً كبيراً خلال الفترة من 2009 وحتى 2014، مع تحقيق شركات الطيران الأميركية وشركائها من شركات الطيران الأوروبية زيادة في أعداد المسافرين بلغت 223 ألف مسافر إضافي خلال تلك الفترة، وذلك على النقيض من المزاعم التي تدعيها شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى (دلتا آيرلاينز، أميركان آيرلاينز، ويونايتد آيرلاينز)، التي كانت اتهمت الناقلات الخليجية، وعلى رأسها «الاتحاد للطيران» و«طيران الإمارات»، بتلقي دعم مادي أخل بميزان المنافسة العادلة وأضر بها.

وأضافت الناقلة، في تقرير جديد صدر أمس، مفنداً وداحضاً مزاعم الشركات الأميركية، وأعدته شركة «إيدج ورث إيكونوميكس»، الاستشارية المتخصصة التي تتخذ من أميركا مقراً، أن الوجهات التي تتنافس فيها «الاتحاد للطيران» مع شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى وشركائها في التحالفات العالمية، شهدت زيادة في أعداد المسافرين التي نقلتها تلك الشركات، على الرغم من فقدانها حصة من السوق في عدد من الوجهات.

نمو المسافرين

وتفصيلاً، أوضحت «الاتحاد للطيران» في تقريرها أن أعداد المسافرين على متن رحلات شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى وشركائها في التحالفات العالمية من الولايات المتحدة إلى منطقة شبه القارة الهندية زادت بنسبة 18%، أو بما يعادل 223 ألف مسافر إضافي، على الرغم من خسارة تلك الشركات حصة سوقية تبلغ 4.4% على صعيد أعداد المسافرين على متن الدرجة السياحية لتلك المنطقة في الفترة ما بين 2009 إلى 2014.

وعلى النهج نفسه، شهدت أعداد مسافري الدرجات الممتازة على متن رحلات شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى وشركائها بين الولايات المتحدة وشبه القارة الهندية خلال الفترة ذاتها زيادة بنسبة 27%، أو ما يعادل 33 ألف مسافر إضافي، على الرغم من تقلص الحصة السوقية لتلك الشركات بمقدار 12.5 نقطة مئوية على صعيد الدرجات الممتازة.

وبناء على التحليلات التي يتضمنها التقرير للأسعار التي تطبقها «الاتحاد للطيران» في الوجهات التي تتنافس فيها مع شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى، فقد ظهر أن أسعار «الاتحاد» كانت «تنافسية»، بما يناقض ادعاءات تلك الشركات بأن الناقلة تقوض التنافسية.

طاقة استيعابية

ويدحض التقرير الادعاءات التي تزعم بأن شركات الطيران الخليجية قدمت «طاقة استيعابية مفرطة» في الأسواق، مشيراً إلى أن تلك الادعاءات السطحية لا تصمد أمام التدقيق والفحص الدقيق من منظور اقتصادي، إذ إن الأسواق التي تعمل بها «الاتحاد» تتميز بمتوسط معدلات نمو اقتصادية أعلى من المتوسط العالمي، وهو ما يؤدي بدوره إلى وجود طلب أعلى على خدمات السفر الجوي، كما حدد التقرير كذلك اعتبارات أخرى مثل الطلب المقيد الناتج عن عدم خدمة أسواق معينة بصورة كافية من جانب شركات الطيران الأميركية.

وأظهر تقرير «إيدج ورث» وجود أخطاء جوهرية بالتقرير، الذي أعدته «كومباس ليكسيكون» لمصلحة الشركات الأميركية، وأن التقرير الأخير «يتجاهل أدلة رئيسة»، إذ يتضمن افتراضين غير مدعومين بأي أدلة أولهما أنه يتعامل مع الادعاءات التي تزعم حصول «الاتحاد للطيران» وناقلات خليجية أخرى على مساعدات مالية على أنها حقيقة مسلم بها، على الرغم من أن تلك الادعاءات لم تؤكدها سوى شركات الطيران الأميركية، ولاتزال قيد النظر والتحقيق من قبل الحكومة الأميركية، وثانيهما أن شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى «تمتلك» بصورة رئيسة حركة النقل الجوي في الوجهات القائمة، وأن شركات الطيران الخليجية مخولة بالمنافسة على حركة النقل الجوي فقط، إذا ما أثبتت أنها «حفزت» تلك الحركة.

أخطاء جوهرية

وذكر تقرير «إيدج ورث» أن تقرير «كومباس ليكسيكون» لا يؤسس لأي علاقة سببية بين أي مزاعم بحصول شركات الطيران الخليجية على مساعدات مالية، وأي ادعاءات أخرى بحدوث ضرر على شركات الطيران الأميركية.

وأوضح أن بعض البيانات التي يتضمنها تقرير «كومباس ليكسيكون» تتناقض بصورة مباشرة مع بيانات وشهادات أخرى قدمتها «كومباس ليكسيكون» نفسها بالنيابة عن شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى في السابق.

وشدد على أن تقرير «كومباس ليكسيكون» لا يثبت بالأدلة حدوث أي ضرر فعلي على شركات الطيران الأميركية بسبب شركات الطيران الخليجية، في حين أظهر تقرير «إيدج ورث» أن المنافسة أدت في واقع الأمر إلى حدوث نمو في الأسواق بصورة عامة، وإلى زيادة الخيارات المتاحة أمام المستهلكين.

وقال رئيس شؤون الاستراتيجية والتخطيط بـ«الاتحاد للطيران»، كيفن نايت: «يمكن القول إن الادعاءات التي تزعمها شركات الطيران الأميركية الثلاث الكبرى بأن (الاتحاد للطيران) والناقلات الخليجية الأخرى تسبب الضرر لأعمال تلك الشركات وتأخذ منهم مسافريهم، ليست ادعاءات خاطئة فحسب، بل إنها كذلك ادعاءات تتسم بالصلف والغرور؛ فلا ريب أن شركات الطيران تلك لا تمتلك حرية المسافرين، كما أنها ليس لها أي حقوق واجبة على المسافرين، أما (الاتحاد للطيران) فإنها تؤمن أن عليها اكتساب أعمالها بنفسها عبر تزويد ضيوفها بأفضل قيمة وأرقى المنتجات مقابل ما يدفعونه، إلى جانب توفيرها أكثر الخدمات راحة ويسراً».

وأضاف أن «(الاتحاد للطيران) خلال عام 2014 أضافت ما يصل إلى 182 ألف مسافر إلى شبكات شركات الطيران الأميركية، بما في ذلك شركة (أميركان آيرلاينز) و(دلتا آيرلاينز) و(يونايتد آيرلاينز)، مع تقديرات بأن هذه الأعداد قد تنمو بنسبة تبلغ 65%، بحيث تصل إلى 300 ألف مسافر تقريباً خلال عام 2015».

وأكد نايت أن «(الاتحاد) تعمل مع 48 شركة طيران في مختلف أنحاء العالم، تستفيد جميعاً من موقعنا الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي لتوفير قدرات الربط لمسافريهم إلى الأسواق الناشئة في مناطق الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا، وقد أسهمت (الاتحاد) كذلك في إضافة المسافرين على متن رحلاتها إلى شبكات الوجهات التابعة لشركائنا، بما في ذلك شركات طيران أميركية، ومن ثم فإننا أسهمنا في زيادة نطاق الوصول لشبكات وجهاتنا جميعاً وزيادة الخيارات المتاحة للمستهلكين».

وتابع: «حققت سياسة الأجواء المفتوحة الأميركية نجاحات كبيرة لشركات الطيران الأميركية، كما أتاحت لشركات طيران أخرى مثل (الاتحاد) أن تربط المسافرين بالولايات المتحدة من أسواق لم يكن بمقدورهم السفر منها بطريقة أخرى، كما أن سياسة الأجواء المفتوحة أجبرت الشركات الثلاث الكبرى وشركاءها في التحالفات العالمية، الذين يسيطرون معاً على أكثر من 50% من حركة المسافرين الجويين العالمية، على أن يكونوا أكثر تنافسية عن ذي قبل، ومن ثم فإن من المؤسف أن تسعى تلك الشركات نفسها في الوقت الراهن إلى إعادة الوضع إلى ما قبل العمل بسياسة الأجواء المفتوحة، وإيقاف المنافع الكبرى التي تحققها على صعيد التنافسية والمتعاملين على السواء».

وأكدت «الاتحاد للطيران» أنها ستقدم ردها الكامل إلى الحكومة الأميركية بنهاية الشهر الجاري.

الأكثر مشاركة