ارتفاعات في أسعار الخضـــراوات والفواكه في الأسواق

شهدت أسعار أصناف خضراوات وفواكه في أسواق الدولة ارتفاعات تدريجية، أخيراً، وصلت إلى 57% للخضراوات في أسواق دبي والشارقة، مقارنة بأسعارها السابقة، في وقت سجلت أسعار خضراوات وفواكه في أبوظبي ارتفاعات وصلت إلى 75%.

واعتبر مستهلكون الزيادات السعرية مبالغاً فيها، وغير مبررة، خصوصاً مع عدم وجود مواسم حالياً ترفع الطلب في الأسواق، ما يستدعي تدخل الجهات الرقابية بحملات على الأسواق.

وأرجع تجار خضراوات وفواكه الارتفاعات السعرية إلى تغيرات موسمية، ونقص إنتاج بعض المحصولات، فضلاً عن انخفاض الاستيراد المباشر، وصعوبة الاستيراد من دول المنشأ التي يشهد بعضها اضطرابات سياسية، وزيادة أسعار النقل.

أسعار الخضراوات والفواكه في أسواق أبوظبي ودبي والشارقة

رصدت «الإمارات اليوم» في أسواق دبي والشارقة زيادات متباينة في أسعار أصناف خضراوات خلال الأسبوعين الماضيين، مقارنة بأسعارها السابقة، شملت الكوسة ذات المنشأ الأردني التي ارتفعت أسعارها لتراوح بين 11 و12.5 درهماً للكيلوغرام، مقارنة بأسعار سابقة راوحت بين سبعة وثمانية دراهم، بزيادة تراوح نسبتها بين 56.25 و57%.

وراوح سعر الخيار الإماراتي المنشأ بين سبعة وثمانية دراهم، مقارنة بأسعار سابقة راوحت بين خمسة وستة دراهم، بنسبة زيادة راوحت بين 33 و40%، فيما راوح سعر الخس المحلي والأردني المنشأ بين ثمانية وتسعة دراهم، مقارنة بما يراوح بين ستة وسبعة دراهم، بنسبة ارتفاع بين 28.5 و33%.

وراوح سعر الطماطم الإماراتية المنشأ بين خمسة وستة دراهم، مقارنة بسعر سابق راوح بين أربعة وخمسة دراهم، بزيادة راوحت بين 20 و25%، كما راوح سعر الفلفل الأخضر الأردني المنشأ بين سبعة وثمانية دراهم، مقارنة بأسعار سابقة راوحت بين خمسة وستة دراهم بارتفاع راوحت نسبته بين 33 و40%.

وفي أبوظبي، رصدت جولة لـ«الإمارات اليوم» في منافذ البيع الكبرى والجمعيات التعاونية ارتفاعات سعرية كبيرة في أسعار الخضراوات والفواكه، أخيراً، بنسب وصلت إلى 75%، إذ ارتفع سعر الخيار من ستة دراهم إلى 9.75 دراهم للكيلوغرام بنسبة ارتفاع 62.5%، في وقت ارتفع سعر الطماطم من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم للكيلوغرام بنسبة ارتفاع بلغت 75%.

وارتفع سعر الكوسة في أسواق الإمارة إلى 10 دراهم مقابل سبعة دراهم بنسبة ارتفاع بلغت 42.8%، كما ارتفع سعر القرنبيط إلى 11 درهماً مقابل ثمانية دراهم بارتفاع نسبته 37.5%.

وسجل سعر الـ«بروكلي» زيادة بلغت 50%، إذ ارتفع من 16 درهماً إلى 24 درهماً في حين ارتفع سعر كيلوغرام الباذنجان بنسبة 66.6% إلى خمسة دراهم.

وسجلت أسعار الفواكه ارتفاعاً كبيراً، إذ وصل سعر الكيوي إلى 24 درهماً للكيلوغرام بارتفاع بلغ 60%، كما سجلت أسعار التفاح والكمثرى والبرتقال بأنواعه المختلفة، زيادات بلغت 20%.

وارتفعت أسعار العنب بأنواعه بنسب راوحت بين 20 و28%، في حين سجلت أسعار الدراق زيادات سعرية بلغت نسبتها 20%.

وتوقعوا ارتفاعات سعرية جديدة تصل إلى 50% في بعض الأصناف خلال الفترة المقبلة.

بدورها، أكدت وزارة الاقتصاد أنها ستعقد اعتباراً من اليوم، سلسلة اجتماعات مع كبار التجار والموردين ولجان الخضراوات والفواكه التابعة لدوائر البلديات، لبحث أسباب الارتفاعات والتصدي لها.

 شكاوى مستهلكين

وتفصيلاً، قال المستهلك عادل محمود، إن «عدداً كبيراً من منافذ البيع في أسواق دبي والشارقة رفع أسعار أصناف من الخضراوات بنسب كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين، تركزت في أصناف أساسية مثل الخيار، والطماطم، والخس، والكوسة»، مطالباً بضرورة تدخل الجهات الرقابية للحفاظ على استقرار الأسواق، وردع المخالفين من التجار.

أما المستهلك خالد حسن، فرأى أن الزيادات السعرية الأخيرة في أصناف من الخضراوات غير مبررة ومبالغ فيها، مشيراً إلى أن الفترة الحالية لا تواكب مواسم أو مناسبات معينة من الممكن أن تُعلق عليها أسباب تلك الزيادات، نتيجة ارتفاع الطلب، كما حدث بداية شهر رمضان الماضي.

من جهته، أكد المستهلك أحمد عبدالباقي، أن الارتفاعات السعرية التي تشهدها أصناف من الخضراوات حالياً لا تتعلق بمنافذ بيع معينة، وإنما تشمل أسواق الخضراوات، ومراكز تجارية، وجمعيات تعاونية، مشيراً إلى أن بعض التجار يبالغ في الزيادات السعرية بشكل يزيد من الأعباء المالية للأسر، خصوصاً مع تزامن تلك الزيادات مع بدء العام الدراسي الجديد.

تغييرات موسمية

في السياق نفسه، قال مدير عمليات التجزئة في شركة «الأهلي للتجارة العامة»، وسلاسل «الأهلي ماركت»، صلاح الدين جمال، إن «إدارة الشركة رصدت خلال الفترة الأخيرة ارتفاعات سعرية بدأت تدريجياً خلال الأسبوعين الماضيين في بعض أصناف الخضراوات من قبل موردين، وشملت الكوسة التي أصبح يصل سعرها إلى 12.5 درهماً للكيلوغرام».

وأرجع جمال أسباب زيادة أسعار بعض الأصناف إلى تغييرات موسمية، لاسيما مع قلة الواردات من سورية ولبنان، باعتبارهما دولتي منشأ، نظراً للأوضاع السياسية التي تصعب عمليات الشحن.

من جهته، قال تاجر الخضراوات محمد علي، إن «الزيادات السعرية الأخيرة في أسعار بعض أصناف الخضراوات تعد تغييرات موسمية ومؤقتة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي أدت بدورها إلى زيادات سعرية في دول المنشأ»، معتبراً تلك الارتفاعات السعرية معتادة خلال فترات التغيير الموسمي وقبيل نهاية فصل الصيف.

واتفق معه التاجر مشتاق أحمد في رد الارتفاعات السعرية إلى زيادة درجات الحرارة ودول المنشأ، متوقعاً أن تعود الأسعار إلى معدلاتها السابقة خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع نهاية موسم الصيف.

بدوره، أرجع رئيس شركة «الغدير» للخضراوات والفواكه في أبوظبي أحمد عبدالصمد، الزيادات السعرية إلى نقص إنتاج بعض المحصولات، وقلة الاستيراد، نتيجة لموسم الإجازات، مشيراً إلى أن الخضراوات والفواكه من السلع سريعة التلف.

أما تاجر الخضراوات والفواكه في أبوظبي بسام المرر، فاعتبر أن وجود اضطرابات سياسية في بعض دول الاستيراد الرئيسة أدى إلى صعوبات كبيرة في الاستيراد، وقلة الإنتاج في تلك الدول، فضلاً عن ارتفاع أجور النقل.

إلى ذلك، توقع مدير المبيعات في شركة «دار الضيافة» للخضراوات والفواكه في أبوظبي، عبدالكريم أمان، حدوث ارتفاعات سعرية تراوح بين 25 و50% خلال الفترة المقبلة في أسعار المانغو والبصل، نظراً لقلة الإنتاج في باكستان، التي تعتبر بلد الاستيراد الرئيسة لهذين الصنفين، فضلاً عن بعض الأوضاع السياسية المضطربة في آسيا.

حماية المستهلك

بدوره، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم سعيد النعيمي: «من الممكن أن ترجع ارتفاعات أسعار بعض أصناف الخضراوات، إلى تغييرات موسمية للزراعة، أو ارتفاع درجات الحرارة»، مشيراً إلى أن من الصعب تحديد أسعار الخضراوات أو التحكم في مؤشراتها، لاعتمادها على أسعار البيع من دول المنشأ، أو ظروف الأسواق والموسم الزراعي.

وتوقع أن تعود الأسعار للاستقرار خلال فترات قريبة، وفقاً لطبيعة معدلاتها المتغيرة، مؤكداً أن عودة العديد من أصناف الموسم الزراعي المحلي خلال الفترة المقبلة ستسهم في خفض الأسعار.

وشدد النعيمي على أن «الاقتصاد» لن تسمح بأي محاولات لفرض زيادات سعرية مبالغ فيها أو عشوائية، وستتابع متغيرات الأسواق وتراقبها، كما أنها ستتصدى لأية محاولات للتحايل، أو لاستغلال المستهلكين بغرامات مالية.

وكشف أنه سيعقد سلسلة اجتماعات مع تجار الخضراوات والفواكه في الدولة اعتباراً من اليوم، بحضور لجان الخضراوات والفواكه في الدوائر البلدية، لبحث أسباب ارتفاع الأسعار، وعدم حدوث ارتفاعات أخرى خلال الفترة المقبلة.

وطالب النعيمي التجار والمستوردين بتنويع مصادر الاستيراد، لتجنب أي نقص محتمل في كميات الإنتاج والاستيراد، كما طالب بضرورة تفاعل المستهلكين مع مبادرة «المستهلك المراقب»، والإبلاغ عن أية ارتفاعات مبالغ فيها في أسعار الخضراوات، حتى تتمكن الوزارة من التعامل معها بشكل سريع، للحفاظ على استقرار الأسواق، داعياً المستهلكين كذلك إلى الأخذ بأساليب التسوق السليمة، عبر انتقاء الأسعار الأقل، والمفاضلة بين منافذ البيع، لتجنب شراء أي سلع مرتفعة، خصوصاً في ظل تنافسية شديدة بين مراكز البيع، والتي تعود على المستهلك بفوائد إيجابية تتمثل في طرح العديد من العروض الترويجية.

 

الأكثر مشاركة