أسواق أبوظبي تشكو الإغراق بالخضار المستوردة

أكّد مزارعون مواطنون في أبوظبي أنهم يتعرضون منذ فترة إلى ما وصفوه بسياسة إغراق السوق ببعض أصناف الخضراوات من تجار في دول مجاورة، ما ألحق بهم خسائر مالية كبيرة، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل، لإنقاذ منافذ بيع الخضراوات التي يملكها المواطنون من إغلاق محتمل مع تزايد الخسائر المالية التي يتكبدونها.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن كميات كبيرة من الخضراوات دخلت أسواق الدولة، أخيراً، وتدخل حالياً قبيل شهر رمضان، ما تسبب في تدني أسعار معظم الخضراوات، خصوصاً الخيار والطماطم ومنتجات أخرى.

في المقابل، أكد العضو المنتدب في مركز خدمات المزارعين، خليفة العلي، تلقّي شكاوى من مزارعين مواطنين في هذا الصدد، لكنه قال إن المركز غير مسؤول ولا يمتلك سلطة المراقبة على الخضراوات الواردة إلى أسواق أبوظبي، قائلاً: «تستطيع منافذ البيع تسويق 150 طناً من الخضراوات يومياً، لكننا لا نملك القدرة على التصدي للكميات الكبيرة القادمة من الخارج والمنافسة معها، خصوصاً أنها مدعومة من الدول القادمة منها».

وشدد العلي على أن المركز بذل جهوداً كبيرة لتسويق المنتج المحلي في مراكز التسوق الكبرى في إمارة أبوظبي، إلى جانب منافذ البيع، لدعم المنتج الزراعي عالي الجودة، محذراً من أن استمرار الإغراق وتدني الأسعار قد يجعل المنافسة لمصلحة الأسعار لا الجودة.

وتفصيلاً، قال المزارع عبدالله حاضر خميس العميمي، إن «أكبر كمية من الخضار التي تغرق السوق ترد من إيران وسلطنة عمان، لافتاً إلى أن منتجات هاتين الدولتين قليلة الجودة وزهيدة السعر قياساً بالمنتج المحلي»، وأوضح أن «كيلو الخيار يكلف المزارع في الصيف درهماً ويباع لمركز خدمات المزارعين بدرهمين، لكن ما يحدث حالياً هو أن الخيار يباع للمستهلكين بدرهم واحد، ما يتسبب في خسائر كبيرة للمزارع المواطن، وكذلك بالنسبة لأسعار الطماطم والفلفل»، لافتاً إلى أنه «يمتلك أكثر من مزرعة، ويورد يومياً نحو خمسة أطنان من الخضراوات، ما يعرضه لخسائر كبيرة»، مؤكداً أن منافذ بيع الخضراوات الخاصة بالمواطنين ستصبح مهددة بالإغلاق بسبب الخسائر.

ولاحظ أن معظم التجار يشجعون سياسة الإغراق للاستفادة من تدني الأسعار، واتهم مركز خدمات المزارعين بأنه يتساهل في إجراءات الفحص والتدقيق على جودة الخضراوات المستوردة، بينما يتشدد حيال الخضراوات المحلية، مطالباً الجهات المعنية بحماية المنتج المحلي، و«توحيد الإجراءات في جميع مداخل الدولة، إذ إن منافذ أبوظبي تطبق شروطاً لا تطبقها منافذ الإمارات الأخرى».

وطالب المواطن حريف راشد المرر الجهات المعنية بتقنين استيراد الخضراوات في فترات معينة من العام، لفتح المجال أمام المنتج المحلي لفرض نفسه في السوق وعلى التجار، والحصول على فرصته في المنافسة، مؤكداً أن نتائج سياسة الإغراق تعود سلباً على المزارع المواطن.

الأكثر مشاركة