الإمارات ترفع إنتاج البتروكيماويات إلى 7.4 ملايين طن خلال 5 سـنوات
قال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات، عبدالوهاب السعدون، إن الإمارات ستنجح في رفع حجم إنتاجها السنوي من منتجات البتروكيماويات إلى نحو 7.4 ملايين طن، خلال أقل من خمس سنوات فقط ، لافتاً إلى أن خطط التوسع في المشروعات القائمة تمضي بخطى مدروسة عبر جهات حكومية وخاصة في أبوظبي ودبي.
وأشاد بمشروعات البتروكيماويات في الإمارات، التي بدأت تحتل مكانة على الساحة العالمية، بعدما بلغ الإنتاج الإماراتي نحو 3.5 ملايين طن سنوياً، من خلال شركات وطنية، مؤكداً زيادة وتيرة المشروعات المشتركة العاملة في قطاع البتروكيماويات بين حكومات دول التعاون من ناحية، والقطاع الخاص من ناحية أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة.
وكشف السعدون في تصريحات صحافية، على هامش انعقاد المؤتمر السنوي لاتحاد البتروكيماويات الخليجي، الذي بدأ أعماله، أمس، في أبوظبي، أن دول مجلس التعاون تخطط لضخ استثمارات جديدة في قطاع البتروكيماويات خلال السنوات الخمس المقبلة، بنحو 50.3 مليار دولار، ليصل إجمالي استثمارات دول الخليج إلى 160 مليار دولار، اذ تصل استثماراتها حاليا إلى 110 مليارات دولار.
وقال إن هذه الطاقات الجديدة ستؤدي إلى رفع حصة دول الخليج الى 20٪ من الإنتاج العالمي.
وقال إن الاستثمارات الجديدة تتضمن بناء المصانع المنتجة ومرافق التصدير، فضلاً عن مشروعات البنية التحتية، مشيراً إلى أن 80٪ من إجمالي إنتاج دول التعاون تتجه للتصدير للأسواق العالمية، وان خمس الإنتاج العالمي مصدره دول الخليج.
وتحدث السعدون عن تحدي قضايا الإغراق المرفوعة على صادرات دول الخليج من دول مثل الهند والصين والاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن قضايا الإغراق المرفوعة من الهند تنظر في الوقت الراهن في منظمة التجارة العالمية للبت النهائي فيها، بعد فشل الطرفين في التوصل لحل على المستوى الثنائي، بينما نجحت البلدان الخليجية في إثبات عدم وجود أساس قانوني في القضية المرفوعة من الصين، مطالباً بضرورة العمل على إزالة كل العوائق الجمركية وغير الجمركية المفروضة على صادرات البتروكيماويات بين دول العالم.
ولفت إلى أن مشكلات الانكماش الاقتصادي العالمي أدت إلى زيادة قضايا الإغراق بين دول العالم في اطار اللجوء لإجراءات حمائية لحماية اقتصاداتها، فضلاً عن تراجع الخطط المستقبلة لإقامة المشروعات والمصانع الجديدة، إلى جانب مشكلات القرصنة التي تتعرض لها صادرات البتروكيماويات الخليجية التي تتجه نحو الشمال عبر قناه السويس، أو الشرق عبر بحر العرب. وأكد أن تقديرات خسائر صادرات العالم من مشكلة القرصنة تراوح ما بين ثمانية و12 مليار دولار سنوياً، اذ ان القرصنة رفعت من قيمة الشحن البحري بعدما فرضت شركات تأمين أساليب جديدة لتأمين السفن عبر نصب أسلاك شائكة وأدوات حديثة للإنذار المبكر.
من جانبه، توقع رئيس مجلس إدارة شركة «اي كويت» للبتروكيماويات في الكويت، حمد التركيت، أن ينمو قطاع الكيماويات في دول الخليج بنسبة تتجاوز 8٪ خلال العام الجاري، في الوقت الذي يحقق فيه القطاع عائدات جيدة في المنطقة، ما دعا شركات النفط والغاز الكبرى في المنطقة إلى دخول صناعة البتروكيماويات، نظراً إلى ان القيمة المضافة التي تحققها هذه الصناعة تتفوق على النفط والغاز.
وقال إن التوسع في صناعة البتروكيماويات في الخليج يشجع على بناء قاعدة صناعية قوية بالمنطقة في مجالات البلاستيك والبوليستر، موضحاً أن الإمارات تستورد 50 ألف طن من البلاستيك سنوياً، وتعيد تصدير نحو 80٪ من إجمالي ما تستورده للخارج بعد إعادة تصنيعه.
وذكر أن الإمارات أكثر دولة خليجية مؤهلة لاستقبال استثمارات مشتركة في مجال صناعات البتروكيماويات والصناعات الخفيفة، مثل البلاستيك والنسيج والأثاث والبلاستيك، مشيراً إلى أن الإمارات تمتلك بنية تحتية قوية، خصوصاً في ما يتعلق بالموانئ الجديدة، فضلاً عن الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به الدولة.
وأكد التركيت أن هناك تحديات تواجه صناعة البتروكيماويات الخليجية، من بينها أن معظم الموانئ الخليجية غير مؤهلة لتصديرها بشكل مناسب، لافتاً إلى أن معظم الموانئ في الخليج تمتلكها الحكومات باستثناء ميناء جبل علي في دبي.
وأشار إلى أن قضايا الإغراق المرفوعة ضد دول الخليج تمثل تحدياً مهماً، حيث تتجه بعض الدول لحماية منتجاتها، كما توجد منافسة حادة في أسواق التصدير من دول عدة أبرزها الصين.
وقال ان شركة «بي تي سي»، التي تمتلك 42٪ من شركة «اي كويت»، تخطط لإنشاء مصنع جديد للبتروكيماويات برأسمال يراوح بين 3.5 وخمسة مليارات دولار لإنتاج مادة «الاوليفينات» التي تدخل في صناعات عدة، لافتاً إلى أن شركة «اي كويت» صدرت 3.5 ملايين طن من إجمالي إنتاجها السنوي الذي يصل إلى خمسة ملايين طن العام الماضي، مقابل تصدير 1.5 ملايين طن فقط عام ،1997 وتستوعب آسيا 50٪من الصادرات، يليها الشرق الأوسط بنسبة 30٪، والباقية لأسواق أوروبا وشمال إفريقيا .
وكان مدير البتروكيماويات في شركة أبوظبي الوطنية للبترول «أدنوك»، راشد سعود الشامسي، أكد في كلمته في افتتاح المؤتمر أن شركة «بروج» التابعة لـ«أدنوك»، المتخصصة في إنتاج البتروكيماويات، تمكنت من رفع إنتاجها من 450 ألف طن من البولي ايثلين منذ 10 سنوات، إلى مليوني طن حاليا. وقال ان هناك تحديات عديدة تواجه الصناعة من بينها توافر شبكات الإمداد الفعالة والآمنة والتكامل بينها على مستوى مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن اللجوء للحلول التي تخفض من التكاليف لزيادة التنافسية.