«باركليز ويلث»: 82٪ من أثرياء الإمارات يفوّضون آخرين باتخاذ قراراتهم المالية
كشفت دراسة أصدرتها مؤسسة «باركليز ويلث» لإدارة الثروات، أن نسبة 82٪ من أصحاب الثروات في الإمارات يفضلون تفويض القرارات المالية لآخرين.
وقالت الدراسة، التي صدرت أمس، تحت عنوان «المخاطر والقواعد.. دور ضبط النفس في اتخاذ القرارات المالية»، إن نسبة 96٪ من أصحاب الثروات في الإمارات يحددون مواعيد نهائية لاستثماراتهم، في حين أن أكثر من 76٪ منهم يعتقدون أن عمليات البيع والشراء بشكل متواصل تمكنهم من تحقيق نتائج إيجابية في الأسواق المالية».
وبينت دراسة «باركليز ويلث»، التي تضمنت استطلاعاً للتوجهات والأولويات المالية للأفراد من أصحاب الثروات حول العالم، وتشمل ما يزيد على 2000 من أصحاب الثروات العالية من أكثر من 20 دولة حول العالم، أن 41٪ من أصحاب الثروات يتطلعون إلى المزيد من ضبط النفس في تعاملاتهم المالية، على الرغم من كل ما يملكونه من ثروات».
وأوضحت أن «الحاجة للانضباط المالي تكمن أكثر عند الأفراد الأكثر ثراء، الذين تزيد ثرواتهم على 10 ملايين جنيه إسترليني (60 مليون درهم) إذ أظهر أكثر من 45٪ منهم رغبة في أن يكون لديهم انضباط أكبر بشؤونهم المالية».
وذكرت الدراسة أن «المستثمرين الذين يلجؤون إلى استخدام استراتيجيات في تداولاتهم يملكون ثروات أكبر بنسبة 12٪ من أولئك الذين لا يستخدمون أية قواعد».
ونبهت «باركليز ويلث» إلى أن «التداول العاطفي» يؤدي بالمستثمرين إلى شراء الاستثمارات بسعر مرتفع وبيعها بسعر منخفض، ما يكلفهم نحو 20٪ من الخسارة في العائدات خلال 10 سنوات، وهو ما يشكل (تناقض التداول)»، مشيرة إلى أن «أكثر المستثمرين تعرضاً لخطر الوقوع في هذا النوع من التداول هم الذين لا يتمتعون بقدر عال من رباطة الجأش أو تحمل المخاطر، أو التركيز على الوقاية من الخسائر».
وأعرب 32٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن أن التداول بشكل منتظم أمر ضروري للحصول على العائدات المرتفعة، وذكر نحو 46٪ من المشاركين في الاستطلاع أنهم يعتقدون أن العواطف هي ما تدفعهم إلى كثرة التداول التي يرون أنها سبب في الأداء الجيد.
وقال عضو الجمعية الأميركية للمحللين الفنيين، حسام الحسيني، إن «منح تفويض باتخاذ القرارات المالية أمر ممكن، إذ لابد من اللجوء إلى مدير استثماري متخصص ومحترف إذا كان صاحب الثروة لا يملك الخبرة الكافية، وقد يساعد مدير الاستثمار في اتخاذ القرار».
وأضاف أن «المشكلة التي تحدث أحياناً أن رؤساء الشركات وأصحاب الثروات في الإمارات يفوضون المديرين الماليين باتخاذ القرارات الاستثمارية، على الرغم من عدم امتلاكهم التخصص لاتخاذ القرار الاستثماري الصائب».
وأكد أن «تحديد موعد نهائي للاستثمار أمر ضروري، ويجب أن يكون ضمن خطة استثمارية متكاملة تحدد موعد الدخول والخروج من الاستثمار ونوع الاستثمار والعائد المتوقع، وكيفية تنويع المحفظة».
وأشار إلى أن «اتباع استراتيجية استثمارية واحدة طوال فترة الاستثمار في أسواق الأسهم، يعد خطأ شائعاً، إذ يجب أن تكون هناك موازنة بين الاستثمار الطويل الآجل والتداول النشط بشكل متواصل، وفقاً لظروف الأسواق المالية والمتغيرات الحادثة فيها»، لافتاً إلى أن «التداول العاطفي سبّب بالفعل خسائر للكثير من المستثمرين الذين يفضلون لأسباب نفسية السير على نمط السوق، بمعنى شراء ومتابعة الأسهم والقطاعات الرائجة».
من جهته، قال مستشار التطوير والتسويق في شركة «الرمز للأوراق المالية»، محمد جمال، إن «تفويض المختصين بالقرارات المالية أمر ممكن، بشرط أن يملك من يتم تفويضه، سواء كان مدير استثمار أو شركة متخصصة، الخبرة والدراية الكافية لاتخاذ القرارات الاستثمارية السليمة وكذا الترخيص القانوني بتقديم استشارات مالية».
وأضاف أن «من أهم الأخطاء في أسواق الأسهم عدم تحديد مدى زمني للاستثمار والتعامل وفقاً لظروف السوق، من دون تحديد موعد للدخول والخروج من الاستثمار وهامش الربح المستهدف».
وأكد أن «البيع والشراء بشكل متواصل خطأ أيضاً، فيجب تقسيم المحفظة المالية بين استثمار قصير الأجل، وآخر طويل الآجل، مع تحديد نقاط خاصة بالاستثمار القصير الآجل مثل التوقيت المناسب والهدف من الاستثمار».
وذكر أن «التداول العاطفي يعني اتباع الآخرين في التعامل، أو ما يسمى (تعاملات القطيع)، ويتم وفقاً لانطباعات تكون واصلة لجموع المستثمرين، ما يؤدي إلى شراء الأسهم بعد ارتفاعها، ثم بيعها بسعر منخفض في ما بعد».