الفنادق الصغيرة والمتوسطة تنافس «الفاخــرة» في الأسعار والخدمات
قال مديرون ومسؤولون عاملون في قطاع الضيافة، إن الفنادق المتوسطة والصغيرة (فئات نجمتين وثلاث وأربع نجوم)، باتت تنافس مثيلاتها الفاخرة في سوق الضيافة، بعد أن استطاعت تحقيق نسب إشغال قاربت الـ75٪ واستحوذت على حصة لها من السوق، الأمر الذي دفع فنادق من فئة الخمس نجوم إلى خفض أسعارها. وتوقعوا نمو حصة الفنادق الصغيرة والمتوسطة من إجمالي القطاع، والتي تقدر حالياً بنحو 40٪. وأشاروا لـ«الإمارات اليوم» إلى أن هناك مميزات في الفنادق المتوسطة كالتجهيزات الفاخرة، والمساحات الكبيرة. وأوضحوا أن السوق شهدت حرب أسعار، إذ حاولت الفنادق الفاخرة من فئة الخمس نجوم الحفاظ على عملائها بخفض أسعار الغرف، لافتين إلى أن الفنادق الاقتصادية تمثل قيمة إضافية للسوق، نظراً إلى وجود شريحة كبيرة لا تستطيع تحمل تكاليف الإقامة في الفنادق الفخمة.
شريحة واسعة
وتفصيلاً، قالت مديرة التسويق في فنادق «سيتي ماكس»، كوثر زهراوي، إن «الفنادق الصغيرة والمتوسطة استطاعت أن تجتذب شريحة واسعة من العملاء»، مشيرةً إلى أن «الفنادق من فئة الخمس نجوم خفضت أسعار غرفها بعد الأزمة المالية العالمية لإدراكها الميزة التنافسية للفنادق الاقتصادية من ناحية الأسعار». وأوضحت أن «الخدمات في الفنادق الاقتصادية ذات جودة وتقدم بأسعار معقولة، فبإمكان العميل على سبيل المثال أن يتناول وجبة رئيسة فيها بسعر يراوح بين 40 و50 درهماً، الأمر الذي يعد غير متاح في الفنادق الفاخرة». وبينت أن الأسعار تصل إلى 320 درهماً للغرفة شاملة الرسوم خلال الشتاء، ونحو 255 درهماً للغرفة خلال فترة الصيف.
مميزات تنافسية
من جانبه، قال المدير العام الإقليمي مدير تطوير الأعمال في مجموعة «إيبروتيل»، أشرف حلمي، إن «المنافسة باتت قوية بين الفنادق الصغيرة والمتوسطة والفنادق الفاخرة، إذ باتت الفروق السعرية بين الفنادق من فئة الأربع نجوم والخمس نجوم متقاربة جداً». وأوضح أن «للفنادق المتوسطة مميزات كثيرة، مثل الخدمات الجيدة، التجهيزات الفاخرة، المساحات الكبيرة، والأسعار، ونستطيع أن نقول إن العميل بات يحصل على خدمة فندق الخمس نجوم وهو موجود في فندق الأربع نجوم».
وقدر حلمي «سوق الفنادق الصغيرة والمتوسطة من فئة (الثلاث والأربع نجوم) من إجمالي حجم سوق الفنادق في الإمارات، بنحو 35٪»، متوقعاً «نمو حصتها وازدياد أعدادها خلال السنوات المقبلة». وأضاف أنه «بعد الأزمة المالية العالمية، بات الجميع يبحث عن التوفير وعن الأسعار الأقل، حتى إن بعض الشركات الكبيرة منعت موظفيها من النزول في الفنادق فئة الخمس نجوم، كما أن سوق السياحة في ارتفاع دائم، وهناك الكثير من المعارض والأعمال، ورجال الأعمال الذين يسافرون باستمرار». وعن نسب الإشغال في فنادق المجموعة، قال «حققنا خلال العام الجاري، نسبة إشغال بلغت 50٪ خلال الصيف، و75٪ في الشتاء». وعن الأسعار، أفاد بأنها «تراوح بين 650 و800 درهم لليلة بين الغرف والأجنحة».
حجم السوق
إلى ذلك، قال مساعد المدير التنفيذي لفندق «رمادا داون تاون دبي»، محمد شعير، إن «الفنادق الصغيرة والمتوسطة باتت تنافس وبقوة في السوق، لما تتمتع به من اختيارات متنوعة من حيث أنواع الغرف، والموقع، والأسعار المناسبة».
وقدر «حجم سوق الفنادق الصغيرة والمتوسطة بين 30 و40٪ من إجمالي قطاع الفندقة في الإمارات»، متوقعاً نمو حصة الفنادق الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات المقبلة، نظراً لما تلقاه من إقبال متزايد من جميع الفئات (العائلات، السياح، رجال الأعمال، والمسافرين)». وأضاف أن «هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى رواج سوق الفنادق المتوسطة، منها، الأسعار المناسبة، الخدمات المميزة، الموقع الجيد، الخصوصية، السعات الكبيرة للأجنحة والشقق الفندقية، فضلاً عن الإطلالة في بعضها». وأوضح شعير أن «متوسط الأسعار تراوح بين 800 و1500 درهم، وهي تختلف حسب مساحة الغرف والإطلالة والوقت أيضاً»، مبيناً أن «نسب الإشغال خلال الصيف راوحت بين 70 و75٪، وخلال الشتاء كانت بين 80 و85٪».
الشقق المتوسطة
بدوره، قال الرئيس التنفيذي للعمليات، في مركز ورزيدنس «البستان»، موسى الحايك، إن «الشقق الفندقية لها حيثية خاصة في السوق، لكنها لا تنافس الفنادق الكبيرة والفاخرة من فئة الخمس نجوم، إذ إن زبائن ورواد الشقق الفندقية هم من العائلات المتوسطة وكبيرة العدد، إضافة إلى شريحة كبيرة من رجال الأعمال والإداريين، ويشعر هؤلاء في الشقق المفروشة وكأنهم في المنزل، وبأسعار تقل عن الفنادق فئة أربع وخمس نجوم».
وأشار إلى أن «المميزات التي تتمتع بها الشقق الفندقية (الأربع نجوم)، التي تجعلها قادرة على المنافسة، هي حجم الجناح الذي يتكون من غرفة أو غرفتين وصالة ومطبخ، فضلاً عن أن الزبون غير مقيد من حيث الحركة واللباس».
ولفت إلى أن «حجم سوق الفنادق الصغيرة والمتوسطة والشقق الفندقية من فئة (الثلاث أو الأربع) من إجمالي حجم سوق الفنادق في الإمارات يقدر بنحو 50٪». وتوقع الحايك «نمو حصة الفنادق الصغيرة والمتوسطة والشقق الفندقية في ظل المنافسة والأزمة الاقتصادية العالمية، كما أن المطورين يلجؤون إلى إنشاء المزيد من هذه الفئة»، مشيراً إلى أن «متوسط أسعار الغرف الفندقية في مركز «البستان» تبلغ نحو 300 درهم في الليلة الواحدة، ونسب الإشغال تصل إلى 80٪ خلال الشتاء، و50٪ خلال الصيف».
من جانبه، قال المدير العام لفندق وأجنحة رمادا عجمان، شهاب لطفي، إن «الفنادق من فئة الأربع نجوم تستهدف عملاء غير الذين تستهدفهم فنادق الخمس نجوم»، وأردف «الفنادق المتوسطة توفر لرجال الأعمال بيئة مناسبة كمركز أعمال لهم، من حيث توافر غرف الاجتماعات، الخدمات المكتبية ــ مثل الإنترنت، الهاتف، الفاكس، والطباعة ــ وغيرها من الخدمات الأخرى، وبجودة عالية». وأشار إلى أن «متوسط سعر الغرفة في الفندق يبلغ 400 درهم، والجناح 600 درهم».
وكانت دراسة أجرتها إدارة بحوث فنادق «سيتي ماكس» في الإمارات أوضحت أن إجمالي الاستثمار في قطاع الفنادق الصغيرة والمتوسطة في الإمارات بلغ نحو 5.8 مليارات درهم، منها نحو 454.3 مليون درهم للفنادق من فئة نجمتين، ونحو 1.4 مليار درهم لفنادق فئة ثلاث نجوم، في حين بلغت استثمارات الفنادق من فئة أربع نجوم نحو 3.9 مليارات درهم».
وكشفت أن «المعروض الحالي من الغرف الفندقية من الفئة المتوسطة في الإمارات يبلغ 15.1 ألف غرفة، مقابل 68.3 ألف غرفة في الشرق الأوسط، أي أن الإمارات تستحوذ على نسبة 22.1٪ من إجمالي المعروض في الشرق الأوسط».