«ويندوز 7» يوفر نحو 25٪ من فاتورة الطاقة لدى الشركات. من المصدر

«ويندوز 7» ينقل الحوسبة إلى عصر جديد

سيصبح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أول شخص في العالم يدير جهاز كمبيوتر يعمل بنظام تشغيل «ويندوز 7» الجديد، الذي من المقرر أن تطلقه شركة «مايكروسوفت» في افتتاح الدورة الـ29 لمعرض «أسبوع جيتكس للتقنية» الذي تبدأ فعالياته اليوم، وذلك قبل خمسه أيام كاملة من الموعد الرسمي لإطلاقه عالمياً.

وتمثل عملية إطلاق «ويندوز 7» أول نقلة نوعية كبرى منذ إطلاق نظام تشغيل «اكس بي»، الذي فتح الباب أمام بحر من التغييرات في محفظة «مايكروسوفت» لنظم التشغيل، والتي تضم تسعة إصدارات حتى الآن.

ويأتي إطلاق «ويندوز 7» عقب سلسلة المشكلات والشكاوى التي فجرها نظام التشغيل السابق «فيستا»، الذي تميز بالبطء الشديد وعدم توافقه مع العديد من البرامج المساعدة.

وقال المدير العام لـ«مايكروسوفت الخليج» شربل فاخوري، إن «نظام التشغيل الجديد (ويندوز 7) ليس محاولة لتصحيح العيوب التي قد تكون موجودة في (ويندوز فيستا)، إنما هو حصيلة تجارب امتدت على مدار عامين وشملت نحو 300 مليون مستخدم من أفراد وشركات في مختلف أنحاء العالم، في إطار خطة تطوير استراتيجية تضمنت رصد ما يقرب من تسعة مليارات دولار لأعمال البحث والتطوير، وهي أكبر ميزانية للبحث ترصدها أي شركة على الإطلاق».

ويتوقع فاخوري أن يحدث نظام التشغيل ثورة حقيقية ليس فقط في تقنيات التشغيل وصناعة البرمجيات، إنما في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات أيضاً.

ويحقق إطلاق «ويندوز 7» ميزة استراتيجية لـ«مايكروسوفت» في أسواق صناعة الكمبيوتر بصورة تمكنها من المحافظة على ريادتها وتفوقها من خلال الاستجابة السريعة للتطورات التي شهدتها صناعة الكمبيوتر، سواء على صعيد القدرة على تلبية المتطلبات والاشتراطات المتعددة لشرائح وفئات أجهزة الكمبيوتر المختلفة، أم على صعيد سرعة الأجيال الجديدة من معالجات البيانات، أم من حيث عدد الملحقات الطرفية المتصلة بجهاز الكمبيوتر، مثل الهواتف النقالة، وأجهزة الطباعة والمسح الضوئي والمساعدات الشخصية الرقمية، أم على صعيد الشاشات التي تعمل باللمس، أو حتى من حيث عدد وتعقيد التطبيقات التي يحتاج إليها المستخدم.

تحفيز الاقتصاد

وإلى جانب المميزات التقنية العديدة التي يتمتع بها «ويندوز 7» مقارنة بنظم التشغيل السابقة، فإنه يتفوق عليها من خلال سلسلة من المميزات الاقتصادية المهمة التي تتمثل في الوفر الكبير في التكاليف.

وقال مدير أعمال منطقة الخليج في شركة «مايكروسوفت» الدكتور زكي خوري، «أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة (انترناشونال داتا كوربورشين) العالمية مطلع أكتوبر الجاري أن كل دولار ينفق على شراء (ويندوز 7) يحرك النشاط الاقتصادي بما قيمته 16.8 دولاراً».

وبحسب «مايكروسوفت»، فإن الأسعار ستتراوح بين 119 دولاراً إلى 319 دولاراً للنسخة الواحدة حسب نوعها وميزاتها، وهو ما يمثل وفراً كبيراً مقارنة بسعر نظم التشغيل السابقة التي كانت تتراوح أسعارها بين 500 و700 دولار للنسخة الواحدة.

وأضاف خوري أن «الفوائد الاقتصادية للنظام الجديد لا تقتصر على رخص الثمن فقط، إنما في الوفر الاقتصادي الذي يمكن أن يحققه النظام على مدار العام، والذي يتراوح بين 60 و165 دولاراً للجهاز الواحد نتيجة قلة عدد الأعطال والحاجة إلى عدد أقل من العاملين في أقسام تقنية المعلومات في الشركات والمؤسسات».

وتابع أن «هذه الفوائد ترشح نظام التشغيل الجديد لتأدية دور مهم في استراتيجية الشركات للخروج من الأزمة الاقتصادية»، مشيراً إلى أن «مايكروسوفت» أطلقت مبادرة بهذا الخصوص تحمل اسم «حقق المزيد بتكاليف أقل».

وأكد أن «قائمة المزايا الاقتصادية لـ(ويندوز 7) تتضمن أيضاً تحقيق وفر في استهلاك الطاقة، الذي يصل إلى واحد من سبعة فقط من معدل استهلاك الطاقة في نظم التشغيل السابقة للجهاز الواحد»، لافتاً إلى أن «هذه الميزة المهمة تكتسب مغزى استراتيجياً، أولاً في ظل محدودية المتاح من الطاقة الكهربائية على مستوى الكثير من البلدان، وبصفة خاصة في منطقة الخليج، وثانياً لأنها تصب في مبادرات قطاع تقنية المعلومات والاتصالات الخاصة بخفض البصمة الكربونية للقطاع التي تمثل ما يتراوح بين 2٪ و3٪ من إجمالي الانبعاثات الضارة، وثالثا لأنها يمكن أن تحقق وفراً في حدود 25٪ في فاتورة الطاقة لدى الشركات.

ترحيب الصناعة

وقال خبير البرمجيات في شركة «برووين» سانجي كومار، إن «(ويندوز 7) يتميز بالسرعة والاستقرار مقارنة ببرامج التشغيل الأخرى، سواء التي طورتها (مايكروسوفت) أم النظم المنافسة مثل (ماك) و(لينيكس)».

وأرجع سانجي السرعة في زمن تشغيل «ويندوز 7» إلى أن «النظام الجديد لن يحتوي على الكثير من المكونات التقليدية قليلة الفائدة التي كانت تحتوي عليها نظم التشغيل السابقة، مثل التقويم وقائمة جهات الاتصال ومعرض الصور وبريد (ويندوز)، وغيرها من المكونات التي يمكن للمستخدم أن يحملها من الانترنت بكل سهولة»، عازياً سرعة تشغيل النظام الجديد إلى الفلسفة التي تعتنقها «مايكروسوفت» في تصميم البرنامج التي تقوم على عدم الحاجة إلى إطلاق كل الخدمات عند بدء التشغيل، إنما حسب الطلب، ما أسهم بصورة فعالة في تحسين زمن الاستجابة.

وأشار إلى أن «ويندوز 7» يتميز بسمة أساسية هي التحسين الهائل في قدرة النظام على حفظ البيانات والمعلومات مقارنة بنظم التشغيل السابقة، ما سيصعب مهمة القراصنة «الهاكرز»، وهي ميزة تكتسب أهمية فائقة لدى الحكومات والشركات والأفراد بسبب تزايد عمليات الاختراق والقرصنة.

وأوضح كومار أن «نظام التشغيل الجديد ـ وعلى عكس نظم التشغيل القديمة ـ لا يسمح بالتشغيل الأوتوماتيكي للفلاشات عند وصلها بالجهاز على اعتبار أنها المصدر الرئيس لنقل الفيروسات والبرمجيات الخبيثة من جهاز إلى جهاز».

وأضاف أن «ويندوز 7» يختلف كثيراً عن نظامي «ويندوز فيستا» و«اكس بي» من حيث المظهر، حيث تم تجميع الوظائف التي كانت منقسمة في الماضي بين شريط المهام وقائمة الإطلاق السريع.

ولفت إلى أن «قائمة التحسينات تشمل أيضاً توسيع نطاق وفاعلية عملية البحث عن المستندات والملفات، حيث يتيح النظام الجديد البحث عن كل شيء تقريباً من الملفات إلى البرامج إلى البريد الإلكتروني إلى مواقع الانترنت والأشخاص، مع إعطاء نبذة وافية عن محتويات كل ملف، فضلاً عن سهولة الوصول إلى الملفات المنشأة حديثاً».

ويتيح نظام التشغيل الجديد للمستخدم أيضاً أن يغير لون واجهة التطبيق وشكلها، وإنشاء واجهة تطبيق خاصة به اعتماداً على قائمة طويلة من اختيارات الأوامر.

مشكلات سابقة

من ناحيته، قال مسؤول اختبار البرمجيات في شركة «سوفت وير» جيرار مارك، إن «المشكلات التي أفرزتها نظم التشغيل السابقة وبصفة خاصة «ويندوز فيستا» في التعامل مع البرمجيات الأخرى تكاد تختفي في نظام التشغيل الجديد، حيث أثبتت التجارب التي أجريت عليه أنه قادر على تشغيل نحو 90٪ من البرمجيات الموجودة في الأسواق، أما نسبة الـ10٪ الباقية فإنها ترجع في أغلب الأحيان إلى تقادم معدات جهاز المستخدم، مشيراً إلى أن «مايكروسوفت» تعمل بتعاون وتنسيق تام مع مختلف شركات البرمجيات الأخرى من أجل التغلب على أي مشكلات قد تظهر في المستقبل.


ويشير مارك إلى أن نظام «ويندوز 7» يملك خاصية التحول الذاتي إلى نظم التشغيل السابقة مثل «فيستا» و«اكس بي» حتى يتمكن من تشغيل البرمجيات والتطبيقات غير المتوافقة معه فقط بضغطة زر، وهذه الميزة لا تصب في مصلحة المستخدم فقط، إنما في مصلحة صناعة البرمجيات ككل.

 

نجح «ويندوز 7» في تقليص الزمن المطلوب لتركيب البرنامج على الكمبيوتر، الذي وصل في المتوسط إلى 30 دقيقة اعتماداً على مواصفات الجهاز المستخدم، مقارنة بما يقرب من ساعة كاملة في نظام «ويندوز اكس بي»، وذلك وفقاً لنتائج مئات الاختبارات المعيارية التي أجريت باستخدام قائمة طويلة من أجهزة الكمبيوتر المتباينة القدرات. وبالإضافة إلى نجاح «ويندوز 7» في تقليص زمن التركيب، فإنه نجح أيضاً إلى حد بعيد في تقليل عدد خطوات التدخل المطلوبة من جانب المستخدم خلال عملية التركيب قبل أن يرى شاشة الترحيب الزرقاء معلنة بدء تشغيل النظام. وعلى عكس برامج التشغيل السابقة، فإن برنامج «ويندوز 7» لا يحتاج إلى مجهود من جانب المستخدم لتحديد تعريفات كارت الشاشة والصوت والفاكس مودم وغيرها من أجزاء الحاسب التي كانت تتطلب قدراً من المعرفة والإلمام من جانب المستخدم لتحميلها، حيث يبح نظام التشغيل الجديد بمجرد توصيله بالانترنت عن التعريفات وتنزيلها تلقائياً، وحتى في حالة عدم وجود انترنت، فإن النظام الجديد يحتوي على نواة نظم تشغيل «فيستا» و«اكس بي»، ما يعني أن المستخدم الذي يُجدث جهازه من هذه النظم إلى «ويندوز 7» لن يحتاج إلى التعريفات أيضاً. والأهم من ذلك، أن النظام الجديد لا يتطلب من المستخدم القيام بعمل نسخ احتياطية من ملفاته قبل تركيب النظام الجديد، وإنما يقوم بعمل مجلد باسم «ويندوز» القديم ينقل إليه كل البيانات القديمة، ويمكن للمستخدم أن يعود إليها بمجرد تركيب النظام الجديد 

.

يتوقع خبراء تقنية المعلومات أن يحرك إطلاق «ويندوز 7» ركود مبيعات أجهزة الكمبيوتر في الأسواق، التي تشهد حالة ترقب من جانب المشترين في انتظار طرح النظام الجديد. وفضلاً عن ذلك فإن أغلب منافذ البيع التي تعاني من تراكم المخزون لديها بالأجهزة المحملة ببرامج التشغيل القديمة ليس لديها خيار الآن سوى خفض الأسعار بنسب كبيرة لجذب أكبر عدد من المشترين الذين يتخذون قرارات الشراء بناء على السعر. وتشير تقديرات خبراء التقنية إلى أن 90٪ من الأجهزة الموجودة في الأسواق حالياً ستكون قادرة على العمل مع «ويندوز 7» من دون حاجة إلى تغيير، مشيرين إلى أن شركة «مايكروسوفت» رغبة منها في مساعدة المستخدمين على تحديد ما إذا كانت أجهزتهم قادرة على التعامل مع نظام التشغيل الجديد أنشأت موقعاً لهذا الغرض يطلق عليه اسم «مستشار ويندوز 7»، ويمكنه أن يحدد بسهولة قابلية الجهاز للترقية بمجرد الدخول عليه. وسيجد مستخدمو أجهزة الكمبيوتر أنفسهم في مواجهة ثلاثة اختيارات عند تحديد موقفهم من نظام «ويندوز 7»: الأول شراء أجهزة جديدة محملة بالنظام.

والثاني ترقية نظم التشغيل الحالية لديهم إلى النظام الجديد من خلال خاصية الترقية، ما يعني عدم الحاجة إلى البحث عن تعريفات أو الحاجة إلى نقل البيانات. أما الخيار الثالث فيتمثل في تنظيف الجهاز تماماً من أنظمة التشغيل السابقة وتركيب النظام الجديد عليه، وعلى الرغم من أن هذه العملية أصعب قليلاً فإنها تضمن ثبات النظام وموثوقيته

 

 

 

 

الأكثر مشاركة