<p align=right>نشاط نسبي في سوق السيارات والعروض الترويجية زادت الطلب. تصوير: باتريك كاستيلو</p>

صعوبة التمويل البنكي وعدم الاستقرار الوظيفي يشكلان تحدياً لسوق السيارات

قالت وكالات سيارات وموزعون إن «العروض الترويجية التي أطلقتها الشركات في مواجهة تباطؤ المبيعات أسهمت في زيادة الاهتمام والطلب نسبياً»، مبينة أن «صعوبة الحصول على تمويل بنكي، إضافة إلى عدم الاستقرار الوظيفي يشكلان التحدي الأكبر في السوق حالياً».

واتجهت شركات ووكالات سيارات محلية أخيراً، إلى التوسع في طرح عروض ترويجية مختلفة بشكل غير مسبوق في أسواق الدولة منذ عامين، وذلك بهدف جذب العملاء ومواجهة انخفاض المبيعات نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية».

وكانت بعض وكالات السيارات قد بدأت في طرح عروض محدودة خلال الفترة الماضية، إلا أن حجم العروض المقدمة من الوكالات المختلفة نما بمعدلات كبيرة، وركز بعضها على تخفيضات سعرية، وتقديم خدمات التأمين والصيانة المجانية وتقديم الهدايا الفورية للعملاء.

زيادة الاهتمام

وفي التفاصيل، قال مسؤول التسويق في شركة سويدان التجارية، الوكيل المعتمد لسيارات «بيجو» في دبي والامارات الشمالية، باسل أصفري، إن «العروض الترويجية ساعدت على زيادة الاهتمام والطلب على سوق السيارات، لكن درجة نجاحها تتفاوت من شركة الى اخرى، بحسب محتوى العروض، ومدى قيمتها الفعلية لدى العميل». وأضاف أن «الشركة بدأت عروضاً ترويجية منتصف الشهر الماضي، وستتضح النتائج في غضون هذا الشهر، حيث إن تأخر إطلاقها مقارنة مع بقية الشركات، لا يسمح لنا بتقدير نتائجها في الوقت الحالي».

وحول إمكانية تحقيق وكالات السيارات لهدف مبيعاتها بفضل هذه العروض، أوضح «يصعب التكهن بذلك في الوقت الراهن نظراً للوضع الاقتصادي المتقلب، والذي يؤثر سلباً في قطاع السيارات»، مشيراً إلى أن «تحقيق هدف البيع يتطلب المزيد من التسهيلات البنكية للسوق وللعملاء، وتأمين الضمانات الوظيفية لهم»، وشدد على أن «وجود هذه العوامل يولد الثقة لدى العميل وبالتالي يزيد الطلب بشكل تدريجي».

خطط موازية

وعن الخطوات الموازية التي تتخذها وكالات وموزعو السيارات في الدولة لمواجهة التباطؤ، أوضح أصفري أنه «نظراً للوضع الاقتصادي المتقلب، فسيتم التركيز على تقليص المصاريف، وعدم الاسراف في الحملات الدعائية أو الترويجية وترجمتها إلى فوائد فعلية لمصلحة العميل».

وقال إنه «من غير المتوقع استمرار وتيرة العروض للمدى الطويل لدى قطاع السيارات، لكنها قد تبقى ويتغير مضمونها من وقت لآخر، وغالباً ما ستحاول الشركات تغيير الفوائد المعروضة حسب ما تجده مناسباً، ويرضي عملاءها، خصوصاً في ظل تزايد حدة التنافس في العروض الترويجية بين وكلاء السيارات في الدولة للحصول على أكبر نسبة من السوق».

وفي السياق ذاته، قال مدير التسويق التنفيذي لـ«جنرال موتورز» الشرق الأوسط، فادي غصن، إن «العروض الخاصة والحملات الترويجية أسهمت في إنعاش المبيعات»، مشيراً إلى أن «الشركة أعادت النظر في هدف البيع لعام 2009 نظراً للتباطؤ العالمي، وأنها استطاعت بفضل تلك العروض تجاوز هدف البيع الجديد».

وكشف عن «اقتراب إطلاق خطوات ترويجية جديدة لـ«جنرال موتورز» في المنطقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة».

وبين أنه «إذا استمرت الشركة في تحقيق معدلات البيع الحالية خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، فستزيد من حصتها السوقية في الدولة»، موضحاً أن «الشركة على تواصل دائم مع موزعيها في جميع أنحاء المنطقة بهدف التعرف منهم الى حركة السوق، والقيام بالإجراءات اللازمة لتحفيز الطلب، عبر عروض تلائم احتياجات المشترين وتتجاوز العقبات الحالية مثل الحصول على تمويل».

عروض متنوعة

وشملت العروض التي تم إطلاقها بشكل مكثف في الأسواق المحلية، عروضاً لشركة توزيع سيارات «مرسيدس بنز»، لمنح العملاء مزايا التقسيط من دون أرباح للعام الأول عند شراء سيارات تابعة لأربع فئات لموديلات مختلفة، بينما أعلنت وكالة سيارات «سوبارو» عن إطلاق عروض ترويجية، تشمل التسجيل المجاني للمركبة، والمرونة في الحصول على خيارات تمويل مناسبة، الى جانب خدمة تأمين مجانية لمدة عام. وأعلن وكلاء سيارات «كيا موتورز» في الدولة عن عروض خاصة تشمل «منح التأمين المجاني، أو عقد صيانة إضافة للتسجيل، وسهولة منح الموافقة على التمويل دون دفعة أولى، وتمويل لغاية 72 شهراً، مع إمكانية استبدال السيارة بأفضل أسعار السوق، فضلاً عن منح العملاء خدمة المساعدة المجانية على الطريق، مع ضمان خمس سنوات دون تحديد الكيلومترات».

وطرحت الوكالة المحلية لسيارات «ميتسوبيشي» اليابانية عروضاً تشمل: سحوبات أسبوعية للعملاء، لمنحهم جوائز بقسائم نقدية، أو فرص الربح بقيمة سياراتهم، مع طرح عروض للتأمين المجاني لبعض أنواع السيارات، وإطلاق عروض عامة لكل السيارات بخدمة مجانية للعملاء لمسافة 50 ألف كيلومتر، مع فترة ضمان مجاني تصل إلى ثلاث سنوات، وتقديم خدمة المساعدة المجانية على الطريق.

أما شركة «سويدان التجارية»، وكلاء سيارات «بيجو»، فقد طرحت عروضاً على موديلات سياراتها للعام الجاري، بمنح العملاء خدمات صيانة مجانية لغاية 30 ألف كيلومتر، مع كفالة ممتدة حتى ثلاث سنوات دون تحديد الكيلومترات، إلى جانب التسجيل المجاني، وخدمة المساعدة المجانية على الطريق، بينما أطلقت الشركة العربية للسيارات، وكلاء سيارات «نيسان»، عروضاً تحت مسمى «الخمسة الكبيرة»، التي تشمل منح العملاء خمس مزايا للتأمين المجاني، وخدمة الصيانة المجانية لمدة سنتين، وخدمة مجانية للحماية ضد الصدأ مع بطاقة «سالك» مجانية، ومنح فرصة لتأجيل الدفعة الأولى لمدة 90 يوماً.

وكانت شركة الفطيم للسيارات، وكلاء سيارة «تويوتا» قد أعلنت خلال الفترة الماضية عن طرح عروض لمنح العملاء تأميناً مجانياً لمدة عام، وصيانة مجانية دورية لمدة عامين، وضمان معتمد للسيارات مدته ثلاثة أعوام، بينما كانت شركة «الرستماني التجارية»، وكلاء سيارة «سوزوكي» قد طرحت عرضاً تحت شعار «مجاناً مدى الحياة» تشمل: تغيير زيت وفلتر السيارات مدى الحياة، مع ضمان لثلاث سنوات أو 100 ألف كيلومتر، أما شركة الكندي «وكلاء سيارات شيفروليه»، فقد أعلنت عن عروض سعرية لسياراتها مع خدمات التسجيل المجاني، وخدمة المساعدة على الطريق للعملاء.

منافسة

من جانبه أشار مسؤول المبيعات في شركة «الفطيم للسيارات»، الذي فضل عدم ذكر اسمه أن «العروض الترويجية التي طرحتها الشركة خلال الفترة الأخيرة ساهمت بشكل كبير في إنعاش معدلات المبيعات بعد تأثرها بنسب محدودة بمشكلات نقص السيولة والأزمة الاقتصادية»، لافتاً إلى أن «استمرار تلك العروض، والإعلان عنها بشكل مستمر يناسب ظروف الأسواق حالياً، خصوصاً مع تخوف العملاء من صعوبة شراء السيارات في ظل تشدد عدد من البنوك في منح التمويل، ومنافسة وكالات السيارات في إطلاق العروض الترويجية لجذب العملاء.

وأضاف أن «الشركة تحقق مبيعات جيدة، وتستحوذ على حصص مرتفعة في أسواق السيارات في الدولة، لكن ظروف الأزمة الإقتصادية الأخيرة تجعل من العروض الترويجية وسيلة مناسبة للمنافسة في الأسواق ولتقديم المزيد من الحوافز للعملاء».

الأكثر مشاركة