تخفيضات «التعاونيات» تقتصر على سلع كمالية
شكا مستهلكون من أن قوائم التخفيضات السعرية للسلع التي أعلن عن طرحها الاتحاد التعاوني الاستهلاكي في منافذ بيع الجمعيات التعاونية في مختلف أنحاء الدولة أخيرا، «تحتوي غالبيتها على سلع كمالية لا تلبي الاحتياجات الأساسية للأفراد والأسر بينما تستحوذ السلع الأساسية الغذائية على نسب ضئيلة للغاية من تلك القوائم».
وأفادوا بأن «قوائم السلع المخفضة التي أعلن الاتحاد التعاوني عن إطلاقها لخدمة المستهلكين والتي احتوت على منتجات يتجاوز حجمها 60 منتجا وتشمل ما يتجاوز 100 نوع لتلك المنتجات وفق الأحجام والعبوات المختلفة، لم تشمل العديد من السلع الأساسية المطلوب خفض أسعارها، مقابل كثافة معروضات السلع الأخرى». وذكروا أن «السلع تضمنت أنواعا عدة من المحارم الورقية، ومنتجات الذرة الحلو المعلبة، والكب كيك، وأنواعا متعددة للمنظفات والأكياس البلاستيكية».
ولفتوا إلى أن «السلع الأساسية في القوائم لم تتجاوز منتجات مثل الأرز وزيوت الطعام والشاي والقهوة والحمص والمعكرونة والحليب المجفف والمركز». وطالبوا «الاتحاد التعاوني بضرورة التركيز على توسيع نطاق توفير السلع الغذائية الأساسية في منافذ البيع، بما يلبي الاحتياجات الحقيقية للمستهلكين للتغلب على ظاهرة الغلاء في ظل متغيرات الأزمة الاقتصادية، بدلا من بيع السلع الكمالية التي قد لا تهم شريحة كبيرة من المستهلكين». وكان الاتحاد التعاوني قد أعلن طرح قوائم بخفض عدد من السلع التي تقوم بتصنيعها وتعبئتها تحت شعار «التعاون» لمواكبة مهرجان التعاونيات الرابع عشر للتسوق واحتفالات الدولة باليوم الخليجي الرابع لحماية المستهلك، بينما أعلنت عدد من منافذ بيع التعاونيات عن توسيع عدد السلع المخفضة، حيث طرحت جمعية أبوظبي التعاونية 256 سلعة بسعر الشراء، والعين التعاونية نحو 100 سلعة بجانب تخفيضات أخرى مماثلة.
ومن جانبه، رأى رئيس الاتحاد التعاوني الاستهلاكي ماجد حمد رحمة الشامسي أن «قوائم السلع المخفضة المطروحة قد تكون كمالية لبعض الأسر، ولكنها من الممكن أن تكون أساسية لأخرى». لافتا إلى أن «السلع التي يصنعها الاتحاد التعاوني أو يقوم بتعبئتها لا يتم إنتاجها لو لم تكن تلاقي طلبا كبيرا عليها من جانب المستهلكين في الأسواق». بدوره، رأى مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الدكتور هاشم النعيمي أن «قوائم السلع المطروحة من جانب الاتحاد التعاوني تلبي احتياجات المستهلك الغذائية وتعد سلة الغذاء المتنوعة التي يحتاج إليها كل المستهلكين».
احتياجات المستهلكين
وقال الموظف في إحدى الشركات التجارية في دبي، أحمد إبراهيم إن «السلع المطروحة في التعاونيات من جانب الاتحاد لا تلبي احتياجاته الأساسية بنسبة كبيرة»، موضحا أن «منتجات مثل أكياس البلاستيك، والمحارم، والكورن فليكس، والجيلي، والكاسترد، لا تهم غالبية المستهلكين، بقدر ما يهمهم توفير منتجات اللحوم، والسكر، والطحين، والأجبان، والألبان، بأسعار منخفضة».
وأكد الموظف في إحدى شركات تجارة الأغذية في الشارقة وليد علي أن «الجمعيات التعاونية تعلن في الغالب عن تخفيضات غير فعالة لتوضيح دورها في مواجهة الغلاء، ولكنها تكون غير مؤثرة في ذلك»، ملمحا إلى أنه «كان من المهم أن تشتمل تلك التخفيضات سلعا أساسية مثل الدواجن، وبيض المائدة، بشرط توافرها في منافذ البيع، وليس مجرد إعلانات في وسائل الإعلام».
وأشارت الموظفة في إحدى الشركات التجارية في الشارقة داليا محمد إلى أن «قوائم السلع المخفضة التي طرحها الاتحاد التعاوني لا تشمل إلا منتجات الأرز، والزيوت، والمعكرونة، فقط ضمن نحو 100 سلعة لا تهم احتياجات الأسرة»، مطالبة «بضرورة توسيع حجم السلع الأساسية المطروحة حتى يزيد دور التعاونيات في مواجهة الغلاء وخدمة المستهلك». وأفاد الموظف في إحدى شركات الاستيراد والتجارة إبراهيم مهدي بأنه «سعى للاستفادة من عروض تخفيضات التعاونيات أخيرا، ولكنه لم يجد سلعا كثيرة تناسبه»، عادا تلك التخفيضات «تحايلا على المستهلكين بعرض تخفيضات وهمية غير مؤثرة».
|
سلة متنوعة نفى رئيس إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الدكتور هاشم النعيمي أن «تكون معظم السلع الواردة في القائمة غير ضرورية»، موضحا ان «قائمة التعاون تضم السلة المتنوعة في الغذاء التي يحتاج إليها المستهلك». ولفت النعيمي «تضم القائمة أكثر من 15 سلعة استراتيجية أهمها الزيوت و السكر والدقيق، والوزارة يهمها توافر هذه السلع في القائمة، ولكن إذا أرادت الجهة توسيع القائمة لتشمل سلعا غير أساسية، فلا توجد مشكلة لديها في قبول ذلك، لأن كل سلعة تضاف تكون في مصلحة المستهلكين». وأشار «عرض علينا الاتحاد التعاوني الاستهلاكي القائمة التي تضم أكثر من 80 سلعة مخفضة منذ أكثر من أسبوعين، بمناسبة اليوم الخليجي الربع لحماية المستهلك ومهرجان التعاونيات، ووافقنا على القائمة ورحبنا بها، وتقوم الأجهزة الرقابية حاليا بمراقبة مختلف منافذ التوزيع للتحقق من الالتزام بالتخفيضات الواردة فيها». |
الاتحاد التعاوني
وأوضح رئيس الإتحاد التعاوني الاستهلاكي ماجد حمد رحمة الشامسي أن «قوائم التخفيضات تم إعلانها بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد وشملت سلعا يتجاوز عددها 60 تم اختيارها ضمن نحو 200 سلعة يتولى الاتحاد التعاوني عملية إنتاجها»، ملمحا إلى أن «هناك توجهات من جانب الاتحاد لزيادة حجم السلع التي يصنعها ويعبئها سواء كانت سلعا أساسية أو كمالية».
وأضاف أن «بعض السلع الكمالية يرجع الغرض من طرحها إلى توفير بدائل متعددة أمام المستهلكين، للحصول على احتياجاتهم بأسعار منخفضة عن مثيلاتها في الأسواق بنحو 30٪، إلى جانب توافر مزايا جودة التصنيع» موضحا أنه «يتم إضافة نحو 50 سلعة كل سنة لقوائم السلع التي يصنعها الإتحاد التعاوني».
وأوضح أن «الاتحاد التعاوني يختار السلع التي يتم تصنيعها وعرضها وفقا لوجود فروق سعرية في عمليات التصنيع مع مثيلاتها تمكن من طرحها بسعر منخفض، مع قبول رواجها في الأسواق من جانب المستهلكين».
وأشار إلى أن «السلع المطروحة تنخفض أسعارها حاليا بنسب تبلغ نحو 40٪، وتهدف بشكل أساسي إلى حفظ التوازن في الأسواق مع السلع التجارية الأخرى»، ملمحا إلى أنه «لو كان هناك سلع أساسية أخرى لتم طرحها في عروض التخفيضات».
بدوره، قال نائب المدير العام في جمعية الاتحاد في دبي إبراهيم عبدالله البحر إن «تخفيضات التعاونيات تعد خطوة نحو اتجاهات الأسواق للتخفيضات، وتمثل مبادرة لم تصدر من عدد كبير من المراكز التجارية الأخرى»، موضحا أن «وجود بعض السلع الكمالية لا يلغي وجود السلع الأساسية، ويصب في النهاية في مصلحة المستهلكين لتوفير كل أنواع السلع بأسعار مخفضة مع وجودها بدائل للسلع التجارية الأخرى».
ونفى أن تكون «التعاونيات تسعى إلى طرح عروض تخفيضات غير مؤثرة ولا تناسب المستهلكين»، موضحا أن «تعاونية الاتحاد تطرح تخفيضات على سلع أساسية كالدواجن والبيض، والطحين والأرز، وتسعى إلى توسيع حجم السلع الأساسية لديها بشكل مستمر».
منافذ البيع
بدوره، رأى نائب المدير العام لجمعية أبوظبي التعاونية فيصل العرشي انه «ينبغي على منافذ التوزيع تقديم خيارات متعددة للمستهلكين لاختيار ما يناسبهم». لافتا إلى أن كل فرد له احتياجات مختلفة وأن ما يعد كماليا بالنسبة إلى عائلة يعد ضروريا بالنسبة إلى أخرى».
وأوضح العرشي «أي تخفيض هو فائدة أكيدة للمستهلكين، فجمعية أبوظبي التعاونية على سبيل المثال تبيع إلى جانب سلع التعاون المخفضة نحو 253 سلعة بسعر الشراء، معظمها سلع أساسية تغطي احتياجات الأسرة مثل بعض أنواع من الأرز و السكر، والطحين و الدجاج، والخضروات المجمدة، والمسلى، والزيوت، والشاي، ومعجون الطماطم، والمياه المعدنية والكيك، والمعكرونة والمعلبات والعصائر، كما تبيع مجموعة سلع ذات قيمة مضافة، إذ يمكن شراء أكثر من عبوة من السلعة نفسها بسعر عبوة واحدة مثل بعض أنواع الأرز البسمتي، والزيوت والاجبان، وأدوات كهربائية».
وأشار العرشي إلى أن «من حق المستهلك أن نوفر له البدائل المختلفة من السلع ليختار ما يريده من دون أن نفرض عليه أنواعا بعينها». موضحا «لا استطيع أن أبيع أرزا وسكرا وطحينا فقط، لأن احتياجات الأسرة الفعلية تتجاوز هذه الأصناف، ولابد أن نلبيها دائما. كما أن عمل عروض أو تخفيضات على اي أنواع من السلع يوفر جانبا من دخل المستهلكين ينفقه على سلع أخرى، مما يحقق انتعاشة للاقتصاد كله».