الملل أصاب متعاملين في سوق دبي جراء تكرر مشهد الهبوط اليومي. تصوير: عماد علاء الدين

تراجع الأسهم يهوي بصغار المستثمرين

عمقت أسواق الأسهم المحلية من خسائر المستثمرين بانخفاضات جديدة أمس طالت مؤشرات الأداء وأسعار الأسهم كافة.

وسيطرت حالة من التشاؤم التام على صغار المستثمرين الذين هجروا السوق تماماً، وأصبحت متابعة شاشات التداول أمراً مؤلماً لهم في ظل الانخفاضات المتواصلة التي لا تجد من يوقفها.

وأكدت بيانات «هيئة الأوراق المالية والسلع» عمق الخسائر، حيث انخفضت القيمة السوقية لسوق الإمارات المالي بمقدار 12 مليار درهم لتصل إلى 495.47 مليار درهم.

وأشارت البيانات إلى انخفاض مؤشر «سوق الإمارات المالي» بنسبة 2.36% ليغلق على مستوى 3472.83 نقطة، ولتصل نسبة التراجع في المؤشر منذ بداية العام إلى 42.28% وجاء انخفاض المؤشر نتيجة لتراجع أسهم 47 شركة مقابل ارتفاع أسهم 12 شركة فقط.

العودة للتراجع

وفي «سوق دبي المالي» لم يتمكن مؤشر السوق من الحفاظ على المكاسب الطفيفة التي حدثت في بداية جلسة التداول، حيث تراجع سريعاً وأغلق خاسراً 104 نقاط جديدة على مستوى 2527.38 نقطة منخفضاً بنسبة 3.96٪، وفي حين ارتفع سهم «إعمار العقارية» إلى مستوى 4.62 دراهم في بداية جلسة التداول عاد السهم للانخفاض سريعاً ووصل إلى ٤.٠٥4.05دراهم قبل أن يغلق على مستوى 4.15دراهم منخفضاً بنسبة 6.53 دراهم.

أمر مؤلم

وعلق المستثمر في «سوق دبي المالي»، محمد حسن، على انخفاضات الأسهم بالقول «لا فائدة، السوق دخل إلى دوامة الهبوط ولا توجد جهة ترغب في إيقاف نزيف الأسهم الذي جعل متابعة شاشات التداول أمراً مؤلماً لصغار المستثمرين».

وأكد أن «التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في الدولة، وآخرها لرئيس مجلس إدارة شركة «إعمار العقارية»، محمد العبار، كان تأثيرها سلبياً بدرجة كبيرة في أسواق الأسهم، حيث اكتفت بالتأكيد على متانة الاقتصاد الإماراتي وامتلاك دبي الملاءة لخدمة ديونها بالكامل، وتجاهلت أن أسواق الأسهم مرآة الاقتصاد تتأثر به وتعكس ما بداخله».

وأضاف «إذا كان قرار إعادة شراء الشركات لأسهمها قراراً خاطئاً من وجهه نظر الشركات المصدرة للأسهم على أساس أن الاحتفاظ بالسيولة أفضل في الوقت الحالي في ظل الأزمة المالية العالمية، فلماذا لم تتدخل الجهات المسؤولة من محافظ ومؤسسات مالية بالشراء، خصوصاً أن الأمر لن يكلفها الكثير في ظل القيمة المتدنية للأسهم؟».

وتساءل حسن «هل يجب على المستثمرين أن يحتفظوا بالأسهم لحين وصول قيمتها السوقية إلى صفر ويفرحون بأنهم يملكون أسهماً في شركات قوية في دولة اقتصادها قوي؟ وهل يجب أن يتمسكوا بالأسهم لسنوات طويلة لحين أن تعود إلى أسعار قريبة من السعر الذي اشتروها به؟ وهل يجب على المستثمر أن يجمد كل مدخراته لمدى لا يعلم منتهاه؟».

وأشار إلى أنه «إذا كان البعض يرى أنه ليس من الحكمة تدخل المؤسسات المالية المحلية بالشراء حالياً على أساس أن المضاربين يستغلون فرصة أي ارتفاع للبيع والمضاربة، فأود أن أقول لهم إن المؤسسات ذاتها أصبحت ســبباً في انخفاض الأسهم، حيث تقود المضاربــة والبيع عند أي ارتفاع كما حدث في بدايــة جــلسة تداول أمس، وأصبح الجميع ينتظر من ينتشل السوق من كبوته وربما لن يظهر في القريب العاجل».

انخفاض أبوظبي

من ناحية أخرى، فقد المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية أمس 63.09 نقطة ليغلق عند 3127.57  نقطة، أي بنسبة انخفاض بلغت 1.98% مقارنة بمؤشر أول من أمس.

وتعرضت قطاعات السوق جميعها لانخفاضات متفاوتة، باستثناء قطاع الخدمات الذي ارتفع بنسبة 3.6٪ ليكسب 52.4 نقطة ويغلق عند 1511.74 نقطة.

واحتل قطاع البناء المرتبة الأولى ضمن القطاعات الأكثر تراجعاً، حيث فقد 290.18 نقطة بنسبة بلغت 6.07٪، تلاه قطاع الصحة بتراجع بلغ 5.39% ثم قطاع الصناعة بتراجع 2.43 نقطة.

وتم تداول 104.9 ملايين سهم أمس بقيمة إجمالية بلغت 299 مليون درهم، تمت من خلال تنفيذ 2789 صفقة على أسهم 33 شركة، ارتفعت منها 8 شركات وانخفضت 25 شركة أخرى.

الأكثر مشاركة