"ألتيريكس": الطلب على مهارات البيانات يفوق الإمكانات المؤهلة للعمل بها في المنطقة
قال كارل كراوثر، نائب الرئيس، منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ألتيريكس، إن الشركات والمؤسسات في كل صناعة تحتاج إلى الوصول إلى البيانات والتحليلات والعمل من منطلقها للمحافظة على ميزتها التنافسية في السوق، ومع ذلك فإن الطلب على مهارات البيانات يفوق نسبة الإمكانات المؤهلة للعمل بها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفقاً لاستبيان أجرته شركة برايس أند ووترس الشرق الأوسط مؤخراً، أفاد 46٪ من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة و 58٪ في المملكة العربية السعودية أنّ هناك نقصاً في مهارات البيانات في بلدانهم.
وأضاف كراوثر: "غالباً ما يقف النقص في مهارات البيانات المتوفرة أو محدودية عدد علماء البيانات في وجه أي شركة أو مؤسسة ترغب في استخدام بياناتها لتقديم رؤى مستنيرة ولمحاكاة النجاح الذي حققته الشركات الناضجة تحليلياً. ناهيك عن الاعتقاد الخاطئ بأن توظيف المزيد من علماء البيانات هو الحل الوحيد لتقديم هذه الأفكار. ما تنساه الشركات هنا هو أن الرؤى المستندة إلى البيانات لم يتم تقديمها من قبل علماء البيانات ولكن من قبل موظفين بخبرة عملية في إيجاد حلول فعالة وناجحة".
وتساءل: إذن، كيف ستتمكن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تغيير نهجها في توظيف المواهب وإدارتها بطريقة تقلل من تركيزها على مجرد توظيف متخصصين في البيانات؟ وكيف ستتمكّن من تعزيز إمكاناتها والاستفادة من مهارات القوى العاملة الحالية لتقديم رؤى مستنيرة قائمة على البيانات؟.
1- اكتشف ومكّن خبراء قسمك: تشير الأبحاث العالمية التي أجرتها شركة غارتنر إلى أن محو أمية البيانات رسمياً في أكثر من 80٪ من استراتيجيات البيانات والتحليلات سيصبح أمراً ضرورياً لدفع قيمة الأعمال والشركات بحلول عام 2023. من جهة، يحقق عمال المعرفة الذين تم تمكينهم رقمياً تأثيراً فورياً وإيجابياً لشركاتهم. ومن جهة أخرى، توجد البيانات في كل مكان. كي تنجح الشركات بتقديم استراتيجيات البيانات الجديدة هذه عبر جميع الأقسام، يجب أن تتضمن الاستراتيجيات التركيز على تطوير خبرات موظفي القسم وذلك بتوفير موارد تعليمية متعددة الوظائف والمشاركة لضمان "التحدث بالبيانات" وتقديم معارفهم والسياق الفريد لمجال تخصصهم في عملية اتخاذ القرار.
لتحقيق هذا الهدف وتقديم مهارات البيانات التي تحتاجها الشركات اليوم ينبغي تمكين الموظفين الحاليين من استخدام البيانات والتحليلات.
2- وضع استراتيجية جديدة تتضمن دمج خبرات هؤلاء الخبراء المخفيين: جزء من المشكلة هو أن معظم فرق تحليل البيانات تتكون بشكل كبير، إن لم يكن بشكل حصري، من علماء البيانات، مما يؤدي غالباً إلى تكوين فهم ضيق لأي مشكلة أو حل. لاستخدام خبراء البيانات بصورة أكثر كفاءة، ينبغي على المؤسسات دمج مهارات موظفيها العاملين في مجال المعرفة ومعارفهم في الرحلة التحليلية. بينما يقوم خبراء البيانات بقيادة استراتيجيات البيانات، يمكن للخبراء داخل القسم - العاملين في مجال المعرفة بوجهات نظرهم المتنوعة وفهمهم المتعمق لسياق العملل - تزويدهم بالدعم اللازم والمدخلات بشأن القرارات الاستراتيجية.
3- تطوير دورة مستمرة من التعلم والتحسين: تعتبر معالجة النقص في مهارات البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشكلة يجب التصدي لها. لبناء قوة عاملة أكثر إلماماً بالبيانات، يجب على الشركات إعطاء الأولوية لتشجيع جميع العاملين في مجال البيانات على تحسين مهاراتهم، بدلاً من توفير تقنيات متخصصة لعلماء البيانات فقط. يجب أن يقترن هذا الجهد بأنشطة ملهمة مثل منافسات "داتاثون"، والتي تقدم تحدّيات للفرق لحل المشاكل والتعلم بشكل تعاوني.
عند إعطاء الأولوية للارتقاء بالمهارات، ستتمكن الشركات معالجة النقص في مهارات البيانات والاستفادة من خبرائها الحاليين لتقديم رؤى قيّمة مستندة على البيانات وبشكل أسرع. شكلت مبادرة بيانات دبي الذكية مثالاً رائداً في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال وضع أطر حوكمة واستراتيجية محددة ومنهجية متطورة وواضحة لإدارة البيانات وتعزيز التعاون بين القطاعين الحطومي والخاص. ينبغي على أي شركة تهدف إلى معالجة نقص مهارات البيانات لديها التركيز على الاستفادة من مثل هذه المبادرات، ورفع المهارات وتمكين الخبراء الذين توظفهم بالفعل لدعم فرق علوم البيانات الحالية.