شركات طيران أميركية تتلاعب بالمسافرين
حينما أخفق الكونغرس الأميركي في إقرار قانون يعيد تشكيل دائرة الطيران الفيدرالي «إف إيه إيه» الأميركية، لم يعد مطلوباً من شركات الطيران جمع الضرائب على مشتريات تذاكر السفر، لكن بدلاً من إقرار ما يراوح بين 10 و12٪ من الادخار لصالح المستهلكين، قررت معظم شركات الطيران ـ بما فيها «دلتا ايرلاينز» رفع أسعارها بمقدار قيمة الضرائب واحتفاظها بالفرق لنفسها.
ويأتي تخصيص ذكر شركة «دلتا ايرلاينز» بالإشارة إلى أن رئيس مجلس إدارتها، ريتشارد آندرسون، هو الذي انتقد فرض ضريبة اتحادية جديدة على تذاكر السفر الخاصة بها في يناير الماضي. بالاضافة إلى ذلك، تخبر شركات طيران المتعاملين بعدد من الأشياء قد تكون غير صحيحة.
تذاكر مجانية
تم إبلاغ المسافرين على متن شركة «يونايتد ايرلاينز»، الذين يأملون حجز تذكرة سفر مجانية مسبقاً من خلال برنامج «أميال يونايتد ايرلاينز» لمكافأة المسافرين الدائمين، أن الشركة الناقلة الشريكة لها لا تقدم أي مقعد كجائزة، بينما أن الواقع عكس ذلك، لكن «يونايتد ايرلاينز» أنكرت ذلك لتوفير المال، وتم الكشف عن هذه الممارسات من أحد المراسلين الصحافيين قبل أعوام، ولم تبلغ «يونايتد ايرلاينز» موظفيها بهذه السياسة، بينما استمروا هم في توجيه اللوم إلى شركات الطيران الأخرى.
السفر مع الشركاء
أدرجت شركات الطيران الأميركية العديد من الشركاء على قوائهما، مثل الخطوط الملكية الأردنية، والخطوط الجوية القطرية، وخطوط فيرجن أتلانتيك، وطيران سنغافورة، لكن لا تحاول استبدال أميالك وتحويلها مع هذه الشركات للفوز بجوائز، فقد بين الرسم البياني الارشادي للجوائز في هذه الشركات وشريكاتها، الذي نشر العام الماضي عدم وجود هذه الجوائز وتوفرها مؤقتاً لدى كل من «الخطوط القطرية» و«الملكية الأردنية»، كما أشار إلى أن هذه الجوائز لدى خطوط «فيرجن أتلانتيك» متوافرة للدرجة الاقتصادية وحسب، أما طيران سنغافورة فهي الشركة الوحيدة التي تمنح مقاعد وتذاكر سفر لشريكاتها، لكن على متن حفنة من الطائرات القديمة، ما يعني أنه ليس هناك توثيق حقيقي لهذه المهمة.
التأخر بفعل الطقس
أليس معقولاً ومقنعاً القول إن الأحوال الجوية غالباً هي التي تسبب على ما يبدو معظم حالات التأخير؟ وذلك لأن شركات الطيران تنتهز ذلك للتنصل من التزامها بتوفير الطعام والمأوى للركاب في حال كان التأخير ليلاً، طالما أن المشكلة لا تتصل بالصيانة أو جدول مواعيد استبدال الأطقم الجوية من طيارين ومضيفين ومضيفات أو أي أمور أخرى تتعلق بالسيطرة والتحكم والمراقبة الجوية، وقد ضبط بعض المسافرين وكلاء خدمة المتعاملين الذين يستخدمون الأحوال الجوية كعذر لعدم تعويض الركاب، من خلال استشارة مواقعهم الإلكترونية الخاصة بالشحـن التي يتعين عليها أيضاً الإشارة إلى مشكلات حالة الطقس المتصلة بتأخير الرحلات الجوية، وبلغ الأمر ببعض المسافرين استئجار خبراء قانونيين ومشهود لهم في الأرصاد الجوية لكشف ادعاءات شركات الطيران.
اختيار المقاعد
إنه لأمر مزعج أن تحاول اختيار مقعد من خلال الإنترنت التي تظهر أن المقاعد المميزة وذات المواقع الجيدة نفذت أو أنها ليست موجودة أصلاً، وبالنسبة لـ«يونايتد ايرلاينز» فإنها تذهب إلى أبعد من ذلك لترينا أشخاصاً يجلسون في تلك المقاعد، لتوضح لنا أنها «مشغولة»، وفي الحقيقة، فإن معظم شركات الطيران تحجز بعض المقاعد لذوي الإعاقة من الركاب، أو أنها تحجزها وتجعلها معلقة لمن هم من النخبة الذين يحجزون في اللحظات والدقائق الأخيرة، وقد تكون تلك الشركات نزيهة وصادقة لتشير إلى هذا، لكن بدلاً من التظاهر بهذا فإنها تقول إن تلك المقاعد نفدت.
رسوم الأمتعة
حينما ارتفعت أسعار البترول بشكل جنوني عامي 2007 و2008 استندت بعض شركات الطيران إلى ارتفاع أسعار النفط حينما فرضت رسوماً على الحقائب والأمتعة، ورسوماً إضافية على الوقود، وبحلول يناير 2009 كان التداول والمتاجرة في النفط بأسعار 2004 من غير أن يتم إلغاء تلك الرسوم، وعلى خلاف الرسوم الإضافية على الوقود، التي فرضها قطاع الشحن، فإن هناك علاقة تبادلية بين رسوم الأمتعة التي فرضتها شركات الطيران واستهلاك الوقود.
والخلاصة، إن صناعة شركات الطيران لنقل الركاب قطاع يصعب فيه تحقيق أرباح كبيرة، لكن ذلك ليس مبرراً لتلك الشركات لخداع زبائنها ومتعامليها.