60 ألف سائح قصدوا كوريا العام الماضي للعلاج. أ.ف.ب

«السياحة الكورية»: نســــعـى إلى أن نصبح وجهة علاجية للخليجيين

أكد رئيس هيئة السياحة في كوريا الجنوبية، تشارم لي، أن «كوريا الجنوبية استقبلت نحو ثمانية ملايين سائح في العام الماضي، منهم أكثر من 60 ألفاً وفدوا للعلاج»، متوقعاً أن يرتفع عدد السائحين إلى 8.5 ملايين سائح خلال العام الجاري.

وأشار إلى أن «عدد السياح الخليجيين الذين زاروا كوريا في العام الماضي بلغ 30 ألف سائح، من بينهم 2000 وفدوا للعلاج»، لافتاً إلى أن «كوريا تسعى إلى أن تصبح واجهة سياحية رئيسة للخليجيين».

وأضاف في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، على هامش مؤتمر حول السياحة العلاجية في كوريا عقد في دبي، مساء أول من أمس، أن «كوريا الجنوبية تشهد زيادة مطردة في أعداد السائحين من الإمارات ومنطقة الخليج، حيث بلغت نسبة الزيادة في عدد السائحين خلال أبريل الماضي 40٪ مقارنة بأبريل 2009».

وأشار لي إلى أن «السياحة العلاجية في كوريا الجنوبية تمتاز عن السياحة العلاجية في الدول الأخرى بعدد من الميزات، أولها وجود أكبر عدد من أجهزة الإنسان الآلي (الروبوت) التي تجري مختلف الجراحات، ما يضمن دقة ونجاح هذه الجراحات».

وأوضح أن «بعض المستشفيات في كورية يتوافر فيها عدد من أجهزة الروبوت يزيد على العدد الموجود في كثير من الدول الغربية».

لافتاً إلى أن «ما يميز السياحة العلاجية في كوريا أيضاً تجهيز المستشفيات بأحدث أجهزة وتكنولوجيات التشخيص، خصوصاً أن التكنولوجيا المستخدمة في المستشفيات في الدول المتقدمة تم تطويرها بواسطة شركات عالمية من كورية الجنوبية».

وذكر لي أن «المستشفيات الكورية تمكنت من تحقيق أعلى معدلات للشفاء من بعض الأمراض المزمنة مثل أنواع السرطان المختلفة وجراحات القلب».

وتابع أن «تطور أساليب العلاج في المستشفيات الكورية مكنها من إجراء جراحات القلب المفتوح بأقل قدر من الفتحات الجراحية، ما أدى إلى تعافي المرضى في وقت أقل وعدم معاناتهم من آلام ما بعد الجراحة، حتى إن بعض مرضى جراحات القلب يغادرون المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط من إجراء الجراحة».

وأشار الى أن «السياحة العلاجية في كوريا توفر أساليب للعلاج الشعبي أيضاً مثل استخدام الوخز بالإبر الصينية، والأعشاب، واللدغ بالنحل».

تسهيلات

وحول التسهيلات التي توفرها كوريا للسياحة العلاجية أفاد لي بأنها تبدأ من «سهولة الحصول على التأشيرات وحجز تذاكر الطيران والإقامة، وتوفير مُرافق يتحدث العربية والإنجليزية، وتلبية المتطلبات الخاصة للسائحين الخليجيين، مثل توفير ميزة الإقامة في الشقق الفندقية التي يفضلها السائح الخليجي».

وأكمل أن «هيئة السياحة الكورية تعاونت مع شركات سياحية في دبي والإمارات من أجل ترتيب برامج متخصصة بأسعار تنافسية للإماراتيين الراغبين في زيارة كوريا الجنوبية».

واستطرد «يمكن أيضاً للراغبين في زيارة كوريا الجنوبية من أجل السياحة العلاجية مراجعة مكتب الهيئة في دبي ومكاتب التمثيل الدبلوماسية الموجودة في الإمارات المختلفة لترتيب البرامج العلاجية».

مبيناً أن «السائح الذي يفد الى كوريا من أجل العلاج يستفيد أيضاً من المقومات السياحية المتوافرة في الدولة، من أهمها الطبيعة الجذابة ووجود عناصر الجذب السياحي من فنادق ومطاعم وأماكن للتسوق، وأجواء آمنة في ظل انخفاض معدلات الجرائم بدرجة لا تذكر، فضلاً عن وجود عناصر جذب تلائم السائح الخليجي، مثل أماكن وجزر مخصصة للعائلات، ووجود عدد ملحوظ من المساجد والمطاعم الحلال التي توفر وجبات غذائية صحية تناسب الذوق العربي والاسلامي».

أسعار

وعن أسعار السياحة العلاجية في كوريا مقارنة بالدول الغربية والدول المجاورة مثل الهند، أجاب رئيس هيئة السياحة في كوريا الجنوبية بأن «الأسعار تقل كثيراً بالنظر الى جودة الخدمات والرعاية الطبية».

وقال «على سبيل المثال لو أن السائح يدفع 100 دولار تكلفة للسياحة العلاجية في كوريا الجنوبية، فإنه يدفع 338 دولاراً في أميركا، و250 دولاراً في ألمانيا و150 دولاراً في اليابان، و110 دولارات في سنغافورة، مقابل الخدمات العلاجية ذاتها؛ في حين تقل التكلفة إلى 75 دولاراً في الهند وتايلاند».

وأضاف أن «المستوى الطبي في كوريا أصبح يقارن بدول معروفة بتطورها الطبي مثل أميركا، خصوصاً في مجالات معالجة أمراض البروستات وداء السكري والسمنة، وكذا الجراحات التجميلية».

ولفت الى أنه «في إطار محاولة كوريا أن تصبح وجهة علاجية للعرب والخليجيين والمسلمين، فقد تم استحداث برامج خاصة للمرضى المسلمين لتلبية احتياجاتهم مثل تقديم الأكل الحلال الخاضع لرقابة الهيئة الشرعية للمسجد المركزي الكوري، والمساعدة في الحجوزات والمواعيد لدى الاستشاريين، وكذا المساعدة اللغوية كتوفير مترجمين يتحدثون العربية لمصاحبة المرضى».

الأكثر مشاركة