بعد زيارتها الخرطوم قبل فترة قصيرة

إنترفيو.. فاتو بنسودة تؤكد «احتمال» تسليم عمر البشير لـ «المحكمة الجنائية» قريباً

بنسودة: إطلاق سراح رئيس ساحل العاج السابق لا يمثل فشلاً للمحكمة. أ.ف.ب

أكدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودة، في مقابلة أجرتها معها «فرانس 24» أن نقل الرئيس السوداني السابق عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية أمر «محتمل» في المستقبل القريب، وأن إخلاء المحكمة الجنائية الدولية سبيل رئيس ساحل العاج السابق، لوران غباغبو، الذي كان متهماً بارتكاب جرائم حرب، لا يعتبر فشلاً من جانبها، وإنما هو تحقيق للعدالة، كما أكدت أن الحرب الأخيرة على غزة ستكون ضمن مزاعم الجرائم ضد الإنسانية التي تحقق فيها المحكمة في الوقت الراهن.

وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ لقد عدتِ أخيراً من رحلتك الى السودان، بعد أن ذهبت الى دارفور بشأن ما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية، ويمثل السودان منذ عقود تحدياً أمام المحكمة الجنائية الدولية في تحقيقها بشأن المزاعم ضد الانسانية في دارفور، حيث فشلت جهودها في ضبط وإحضار الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية هناك، ولاشك في أنك قد ناقشت مع السلطات الانتقالية في السودان أمر تسليمه للمحكمة، بعد أن أصبح الآن وراء القضبان. وسؤالي هو: هل سيتم تسليم عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في وقت قريب؟

■■ أولاً، أريد أن أشير هنا الى أن هذه زيارة تاريخية بالفعل، وتعتبر مهمة جداً للمحكمة الجنائية الدولية في سعيها لتحقيق العدالة، وبالفعل فقد أصدرنا من قبل أمر اعتقال بحق البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية، والآن يوجد في السودان حكومة مختلفة، ولهذا رأيت أن ننتهز هذه الفرصة وأذهب إلى السودان بنفسي، وزرت بالفعل المجتمعات المتأثرة بالصراع في السودان، واستطعت أن أتحدث إليهم وجهاً لوجه، وأتفاعل معهم، وأكدت لهم أن العدالة ستنصفهم، وأن المحكمة الجنائية لم ولن تتخلى عنهم. أيضاً استطعت أن التقي بالسلطات السودانية، وكان من ضمن حديثنا تسليم المتهمين الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال صادرة عن المحكمة، ومن بينهم بالطبع البشير، ولكن لم نحصل حتى الآن على استجابة قاطعة بهذا الشأن، ولكن ما لا شك فيه أن السلطات في السودان ستنخرط في هذه المباحثات، وتتخذ الخطوات المناسبة لتأكيد تحقيق العدالة.

كما أشرت من قبل فهل تعتقدين أن هناك إمكانية لأن يحدث ذلك في المستقبل القريب؟

■■ نعم، أعتقد أن ذلك سيحدث في المستقبل القريب، ولكن كما قلت لم يحدث شيء في الوقت الراهن، فقبل كل ذلك يجب أن يكون هناك مباحثات وحوار في هذا الشأن، كما أن السودانيين أنفسهم يناقشون في ما بينهم ما إذا كان من الممكن محاكمته محلياً، وكل ذلك يعتبر جزءاً من هذه المباحثات.

أعلن رئيس ساحل العاج السابق لوران غباغبو، أنه سيعود إلى بلاده في 17 يونيو، بعد أشهر قليلة من إخلاء سبيله من المحكمة الجنائية الدولية، حيث يعتقد الكثيرون أن تبرئته تعتبر فشلاً ذريعاً من جانبكم.

■■ لا أرى أن ذلك يمثل فشلاً، لأن ما نقوم به كمؤسسة عدلية هو التحقيق في الاتهامات وإصدار الحكم نيابة عن الضحايا، لا أحد يستطيع أن يقول إنه لم يمت شخص خلال انتهاكات حقوق الانسان في ساحل العاج بعد أحداث العنف، ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه لم ترتكب جرائم ضد الإنسانية هناك، حتى القضاة الذين أصدروا الحكم يوافقون بأن هناك جرائم قد حدثت بالفعل، إذاً نحن لسنا هنا لمعاقبة القادة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وإنما نحن هنا لتحقيق العدالة، ولهذا لا أعتقد أنه من المنصف أن نصف ما حدث بأنه فشل. فقد أصدر القضاة قراراتهم أخيراً، ومن ضمن مسؤولياتي كمدعية عامة ان أؤكد أننا تقصينا جميع الجوانب من اجل تحقيق العدالة حتى النهاية، وهذا ما فعلناه بالضبط، وأؤكد أنني أديت واجبي بموجب قانون روما.

فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً منذ مارس الماضي في جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، والذي شهد أيضاً مزيداً من العنف في الأيام القليلة الماضية، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، ذلك التحقيق بأنه معادٍ للسامية، فهل مازلتم تحققون في تلك المزاعم؟

■■ أؤكد لكم أنني أطلقت تغريدة أدعو فيها إلى الهدوء عندما بدأت أحداث العنف الأخيرة، وشاركت المجتمع الدولي في دعوة الطرفين للهدوء وضبط النفس. ولكنني أيضاً انتهزت الفرصة لأذكر أنه بعد استشارتنا لقضاة المحكمة الجنائية فتحنا تحقيقاً في غزة، وعليه فإننا نحقق في جميع الجرائم الواقعة في نطاق اختصاص المحكمة منذ 2014 على أقل تقدير. كما أنني انتهزت الفرصة أيضاً لأؤكد أن الجرائم المرتكبة في الحرب الأخيرة التي امتدت لـ11 يوماً ستكون أيضاً ضمن الأحداث التي نحقق فيها.

• الجرائم المرتكبة في الحرب الأخيرة في غزة، التي امتدت لـ11 يوماً، ستكون ضمن الأحداث التي نحقق فيها.

تويتر