ألّفت كتاباً كشفت فيه ما عانته من إذلال متعمد

عاملة تنظيف بولونية تفضح «قذارة الألمان»

بولانسكا: سلوك الأسر الألمانية وممارساتها مناقضان للواقع. أرشيفية

تعرضت سمعة الألمان، الذين اشتهروا بالتنظيم والنظافة لضربة قاصمة بعد أن ألفت سيدة بولونية (32 عاماً)، كانت تعمل في تنظيف المنازل، كتاباً فضحت فيه الألمان، الذين عملت معهم باعتبارهم «ملاك منازل حقراء، وقذرين».

ويحمل الكتاب عنواناً هو «تحت أسرة الألمان». وكتبته المؤلفة تحت اسم مستعار هو جاستينا بولانسكا، وتم اصداره حديثاً. بيد أن الوصف الذي ذكرته الكاتبة الشغالة في كتابها، الذي استقته من خلال عملها لمدة 12 عاماً في تنظيف منازل العائلات الألمانية، أعطى الكتاب شهرة كبيرة.

وكان الكتاب من ضمن أفضل 100 كتاب مبيعاً في ألمانيا بعد ست ساعات من اصداره الأربعاء الماضي. وقالت جاستينا لصحيفة «الإندبندنت»، أتمنى أن تقرأ العائلات السيئة التي عملت لديها هذا الكتاب، وتبدأ بتحسين احوالها. والفكرة من هذا الكتاب اقناع جميع الذين لديهم شغالات في المنزل «أن يفكروا كثيراً قبل معاملتها بصورة سيئة».

وتعتبر جاستينا واحدة من ضمن نصف مليون امراة بولونية يعملن في التنظيف اللواتي وصلن الى ألمانيا منذ انهيار النظام الشيوعي في بولونيا، بحثاً عن اجور أفضل مقابل أعمال غالباً ما تكون مذلة او مرهقة جسدياً.

وجاءت جاستينا الى ألمانيا لتعلم اللغة الالمانية. وتمنت لو تتمكن من ان تتدرب على مهنة تزيين النساء. ولكن نظراً لأنها لم تتمكن من تحقيق ذلك انتهى بها المطاف مثل الكثير من البولونيات الى العمل في تنظيف المنازل.

ووصفت كيف أن الأغلبية العظمى من العاملات في تنظيف المنازل الالمانية يجبرن على العمل في السوق السوداء، على الرغم من القوانين الصارمة التي تعتبر أي عمل غير معلن لإدارة الضرائب يعتبر انتهاكاً للقانون.

وكان الأشخاص الذين عملت لديهم، قضاة، ورجال شرطة، ومحامين، ولكن اياً منهم لم يكن مستعداً لقبول جاستينا كعاملة شرعية، ورفضوا منحها الزيادة في الاجر التي ينص عليها اعلان عملها لدى دائرة الضرائب. وفي احدى الحالات رفض رب عملها وهو رجل شرطة، منحها وضع العاملة الشرعي، وكان يمضي يومه في مطاردة العاملين في السوق السوداء في مواقع البناء.

وهي تروي كيف كانت تقوم بتنظيف منزل القاضي الذي كان يصر عليها ان تنظف نبات الخشخاش الذي كان يحتفظ به في منزله، والذي تمت مصادرته من قبل الشرطة بعد مباغتة منزله بحثاً عن المخدرات. ولكن اكثر اجزاء الكتاب التي تثير التقزز هي التفاصيل التي روتها الكاتبة في وصفها لنماذج القذارة التي كانت تجبر على تنظيفها خلال رحلة عملها الطويلة في تنظيف المنازل.

ولطالما وجدت تحت الأسرة بقايا الأظافر المقصوصة، وجثث متعفنة لحيوانات الهمتارو المدلل الذي يتم الاحتفاظ به في المنزل، والتي فقدت في المنزل لاسابيع عدة، وعثرت ذات مرة على ضرسي عقل. وقالت جاستينا «عندما عشت في بولونيا، اعتقدت ان ألمانيا كلها نظيفة ومرتبة، ولكني منذ ان عملت في ألمانيا اكتشفت ان ألمانيا مجرد واجهة جميلة، ولكنها من الداخل تعج بالقاذورات».

وفي حقيقة الأمر، فإن القاذورات لم تكن المشكلة الوحيدة التي واجهتها جاستينا، اذ أن أرباب عملها الذين عملت لديهم كانوا يعدون لها مواقف مذلة جداً للتأكد من امانتها. وفي احد المواقف اكتشفت وجود كمية من اليورو تحت السرير موضوعة بصورة متعمدة. وقالت جاستينا «في كل مرة كنت أضع المال فوق السرير».

وفي حادثة أخرى قامت امرأة عجوز بتلطيخ الجزء السفلي من التواليت عمداً، كي تتأكد ما اذا كانت جاستينا ستنظفه ام لا. وفي مرات عدة كان رب عملها يعاملها باحتقار ويستخدم اهانات عنصرية ضدها. وأوردت ردود بعض الالمان الذين ردوا على اعلانها في الصحيفة بأنها تبحث عن عمل التنظيف في المنازل، وقالت إنه عندما يسمعون لكنتها يسألونها «من اين جئت، فتجيبهم انها من بولونيا فيقولون لا شكراً لا نريدك، وآخرون كانوا يقولون اللعنة عليكم ايها البولونيون». وأضافت «بعض هؤلاء كانوا يعتقدون ان المرأة التي تعمل في تنظيف المنازل تحب القذارة، ولذلك فإنها تستحق ان تعامل على هذا الأساس»، وروت جاستينا كيف ان امراة طلبت منها ان تشاهد ثوبها الجديد الذي اشترته من نيويورك، وعندما جاء يوم دفع الأجرة وضعت لها نصف الأجر مع رسالة تقول «عذراً جاستينا ليس لدي ما يكفي من المال».

وأشارت جاستينا الى ان هناك من عملت لديهم وكانوا طيبين معها وكان بعضهم يناديها «جوهرتي»، وهي كلمة تظهر مدى تقديرهم لي كما قالت جاستينا، ولكن هؤلاء كانوا قلة، حسب ما أشارت اليه الكاتبة.

تويتر