أقام المستوطنون بؤرة استيطانية في أعلى تلاله تضم 20 بيتاً متنقلاً

«جبل صبيح».. تمدّد استيطاني لعزل شمال الضفة عن جنوبها

صورة

إلى الجنوب الشرقي من محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، يخوض الفلسطينيون سكان بلدة بيتا، البالغ عددهم 13 ألف نسمة، معركة وجود، ضد أطماع المستوطنين تجاه أراضيهم وممتلكاتهم، حيث يواجهون مخططات استيطانية لقضم ما تبقى من مساحات في بلدتهم.

وأخطر هذه المشروعات هو إقامة بؤرة استعمارية على قمة جبل صبيح، الذي يتوسط بلدة بيتا، التي تبلغ مساحتها 18 ألف دونم، حيث أقدم المستوطنون في شهر مايو الماضي، على إقامة أكثر من 20 بيتاً متنقلاً (كرفان)، وإيصال خدمات الكهرباء والماء إليها، وتعبيد الطرق داخل البؤرة في غضون أيام قليلة.

عزل ومصادرة

ويقول رئيس بلدية بيتا السابق، فؤاد معالي، في لقاء خاص مع «الإمارات اليوم»: «إن بلدة بيتا لغاية شهر مايو من عام 2021 خالية تماماً من الاستيطان، إلى أن أقيمت البؤرة الاستيطانية المسماة (أفيتار)، على الرغم من أن الأراضي الجاثمة عليها البؤرة تابعة إلى (بيتا) وقريتي (تيما) و(قبلان) جنوب نابلس».

ويوضح أن المساحة المقامة عليها البؤرة تبلغ 20 دونماً، ولكنها تصادر 800 دونم من أراضي الفلسطينيين الزراعية في جبل صبيح وبلدة بيتا، مشيراً إلى أن 95% منها مزروعة بأشجار الزيتون.

ويشير معالي إلى أن البؤرة الجاثمة على أعالي تلال جبل صبيح، تسبب مآسي شديدة لسكان بلدة بيتا، حيث ستحرمهم من دخول أراضيهم الزراعية، مضيفاً «تحت البؤرة مباشرة تقع المنطقة الصناعية لبلدة بيتا، والتي تضم جميع أنواع الحرف ومصانع الحجارة، حيث يتعرض العمال في المنطقة للاعتداء بالضرب، والتهديد بالقتل من قبل المستوطنين المدججين بالسلاح».

ويلفت رئيس بلدية بيتا السابق إلى أن المستوطنين منذ لحظة استيطانهم لأراضي جبل صبيح، فتحوا قنوات الصرف الصحي، صوب المنطقة الصناعية في بلدة بيتا.

ويبين أن الهدف من البؤرة الاستيطانية فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، حيث إن بلدة بيتا تقع في الوسط، وبإقامة البؤرة سيتم ربطها بمستوطنة «كفار تفوح» غرب نابلس، والواقعة بجانب حاجز زعترة العسكري.

ويمضي معالي بالقول: «بذلك يتحكم المستوطنون في حركة تنقل السكان، كما أن هذه البؤرة تطل على قرى مجاورة عدة، ما يسهل من مراقبة السكان وتقييد حركتهم، ومنعهم من الدخول والخروج إن لزم الأمر».

مواجهات واعتداءات

نتيجة لمخطط الاستيطان فوق تلال جبل صبيح، اندفع أهالي بلدة بيتا للدفاع عنه، وحماية أراضيهم من المصادرة، رفضاً لإقامة البؤرة التي تمهد لتأسيس مستوطنة على أراضي الجبل الذي تعود ملكيته للمواطنين الفلسطينيين جنوب محافظة نابلس.

ويقول رئيس بلدية بيتا السابق: «إن سكان بلدة بيتا هبوا لحماية أرضهم، منذ لحظة إقامة البؤرة، حتى لا ينقض المستوطنون على بقية أراضيهم الزراعية التي تشكل مصدر رزقهم».

وبحسب معالي، تعرض السكان لاعتداءات الاحتلال والمستوطنين لفض التظاهرات السلمية، وعلى إثر ذلك ارتقى شهيدان من أبناء البلدة، واللذان انتفضا للدفاع عن أرضهما من أطماع المستوطنين، فقد استشهد المواطن عيسى داوود (40 عاماً)، الذي يعمل وكيل نيابة، والشاب زكريا ماهر حمايل (28 عاماً)، وهو مدرس لغة عربية.

ويشير إلى أن المواجهات التي تشهدها بلدة بيتا منذ إقامة بؤرة «أفيتار» الاستيطانية، مازالت مستمرة، وقد امتدت إلى الشارع الرئيس لبيتا، حيث أغلق الاحتلال مداخل البلدة ومخارجها بالسواتر الترابية، ومنعوا حركة السكان.

أطماع

وعلى الرغم من الأنباء المتداولة حول قرار سلطات الاحتلال، يوم الإثنين 7 يوليو 2021، إخلاء البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضي جبل صبيح في بلدة بيتا خلال ثمانية أيام، إلا أن أهالي بيتا يحذرون من أن الأحداث الجارية على الأرض لا تشير إلى إزالتها، بل إنهم يحذرون من توسعة البؤرة، من خلال توفير الاحتلال الدعم لها.

ويلفت عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في مدينة نابلس، محمود دويكات، إلى أنه منذ عام 1985 يخطط الاحتلال ومستوطنوه لبسط أطماعهم التهويدية على جبل صبيح، من خلال إقامة خيام وغرف متنقلة للسيطرة عليه، وتحويل أراضي الجبل الزراعية إلى مستوطنة.

ويمضي دويكات بالقول في حديث خاص مع «الإمارات اليوم»: «في عام 1988 نظمت أول رحلة دينية يهودية إلى أراضي جبل عرمة، المقابل لجبل صبيح، حيث أقاموا خياماً أعلى الجبل، فيما تصدى لهم أهل البلدة، ولكن مخططات الاستيطان مازالت مستمرة بوتيرة متصاعدة حتى اليوم، حيث إقامة البؤرة الاستيطانية (أفيتار)».

ويبين أن ما يجري في «جبل صبيح» هو محاولة لإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة الحيوية والمطلة على مدينة نابلس وقراها، والقريبة من حاجز زعترة العسكري، الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، لافتاً إلى أن بؤرة «أفيتار» تقع في إطار الضم الاحتلالي لتوسيع المستوطنات القائمة وإقامة مستوطنات جديدة.

ويقول عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: «نحن مستمرون في المقاومة الشعبية حتى تزال البؤرة، إلى جانب التصدي للمشروع الجديد بين بلدتي (بيتا) و(حوارة)، حيث إقامة شارع استيطاني يلتهم آلاف الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون».

ويضيف «إن الشارع الاستيطاني يعزل البلدتين عن بعضهما، وعن محيطهما الفلسطيني، كما سيمثل نقطة وصل بين حاجز زعترة، ويعزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها».

• منذ عام 1985 يخطط الاحتلال ومستوطنوه لبسط أطماعهم التهويدية على «جبل صبيح»، من خلال إقامة خيام وغرف متنقلة للسيطرة عليه، وتحويل أراضي الجبل الزراعية إلى مستوطنة.

• نتيجة لمخطط الاستيطان فوق تلال «جبل صبيح»، اندفع أهالي بلدة بيتا للدفاع عنه، وحماية أراضيهم من المصادرة، رفضاً لإقامة البؤرة التي تمهّد لتأسيس مستوطنة على أراضي الجبل الذي تعود ملكيته للمواطنين الفلسطينيين جنوب محافظة نابلس.

تويتر