70٪ نسبة ارتفاع مشروعات المصادرة وإنشاء وحدات جديدة خلال 2019

الضفة الغربية تستقبل 2020 بتمدّد استيطاني يقلص مساحتها

صورة

مع انتهاء كل عام تتقلص مساحة الضفة الغربية، بفعل سياسة الهدم والاستيطان المتصاعدة، ولكن مع بداية عام 2020 الجديد، ستقضم إسرائيل بشكل متسارع أكبر مساحة من أراضي مدن الضفة، حيث تعتزم المصادقة على إنشاء 2000 وحدة استيطانية داخل المستوطنات المقامة في شتى مناطق الضفة، وبذلك طوت 2019 أيامها وقد زادت مشروعات الاستيطان 70٪ على عام 2018.

فمع بداية أول أسبوع في العام الجديد سيتم إيداع المخطط للمصادقة عليه من قبل المجلس الأعلى للتخطيط والبناء الاستيطاني، إذ ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها الصادر يوم الأحد 29 من شهر ديسمبر لعام 2019، أن المجلس الأعلى سيناقش أيضاً المصادقة على الخريطة الهيكلية لمستوطنة «حرشة»، وبؤرة استيطانية محاذية، وكذلك إنشاء حي جديد في مستوطنة «تالمون»، الذي يضم 258 وحدة استيطانية، سيتم تسويتها ومنحها تراخيص البناء.

كما سيناقش المجلس المصادقة على 147 وحدة استيطانية في مستوطنة «متسبي أريحا» في منطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية، إذ توجد هذه الوحدات في المرحلة الأكثر تقدماً من خطط البناء قبل المصادقة النهائية، إلى جانب مناقشة مرحلة التخطيط المتقدمة لـ100 وحدة في مستوطنة «نفيه تسوف» شمال مدينة رام الله، وإقامة 72 وحدة في مستوطنة «أرئيل»، و107 وحدات في مستوطنة «ألون موريه»، كما ستعقد جلسة مناقشات حول خطة لإنشاء 534 وحدة سكنية، و12 وحدة تجارية أخرى في مستوطنة «شيلو» جنوب مدينة نابلس.

ربط استيطاني

ولأجل ذلك، شرعت الجرافات الإسرائيلية بأعمال تجريف لتوسعة مستوطنتي «شيلو» و«شفوت راحيل»، المقامتين على أراضي قرى جالود وقريوت وقصرة جنوب نابلس، وذلك بحسب مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس.

ويقول دغلس: «إن المستوطنين باشروا بأعمال تجريف واسعة، في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر لعام 2019، لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية لتوسيع مستوطنة شفوت راحيل، في حوضي 12 و13 من أراضي قرية جالود».

ويضيف أن «هذه الأعمال هي جزء من الخطة الاستيطانية 22/‏‏‏‏205، التي تستهدف أراضي المواطنين في قريتي جالود وقريوت، لتوسعة مستوطنة شيلو، من خلال بناء 175 وحدة سكنية استيطانية جديدة.

ويوضح دغلس أن السلطات الإسرائيلية تسعى لملء مساحات الأراضي الفارغة بين مستوطنات شيلو، وشفوت راحيل، ومستوطنتي «عموخاي»، و«عاليه»، لربطهما جميعاً بالكتل الاستيطانية «شيتا، وإحيا، ويشكوداش»، وبذلك يتشكل تجمع استيطاني كبير جديد، يفصل مدينة نابلس عن مدينة رام الله.

خطوات استباقية

يشمل المشروع الاستيطاني الجديد توسعة مستوطنات «جفعات زئيف»، و«معاليه أدوميم»، و«معاليه ميخميش»، و«عالمون»، والمنطقة الصناعية في مستوطنة «إيمانويل».

ويؤكد دغلس أن أعمال التجريف، ووضع الخطط، ومصادقة المشروع الجديد لإنشاء 2000 وحدة استيطانية، يعد جزءاً من خطة إسرائيلية، لإقامة كتلة استيطانية كبيرة، تفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.

ويقول مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية: «إن عمليات تجريف أراضي الفلسطينيين، ومصادرتها لمصلحة التوسع الاستيطاني، لا يبدأ بقرار سياسي إسرائيلي معلن، بل تسبقه خطوات من قبل المستوطنين، تتمثل في قلع الأشجار المثمرة والحرجية، وإطلاق الخنازير البرية على أراضي الفلسطينيين، إلى جانب منعهم من الوصول إلى أراضيهم».

ويضيف «بعد ذلك تبدأ عمليات التجريف الإسرائيلية للأراضي ومصادرتها، تحت عنوان الذرائع الأمنية، أو إقامة موقع عسكري، لتأتي خطوة منحها قراراً سياسياً لإنشاء مستوطنة جديدة، أو توسعة مستوطنات قائمة، تماماً كما حدث مع المشروع الجديد».

ارتفاع قياسي

عمليات الاستيطان، وإقرار مشروعات مصادرة جديدة، تزايدت بشكل ملحوظ في الثلث الأخير من عام 2019، ففي الشهرين الأخيرين، أعلنت السلطات الإسرائيلية تنفيذ مخطط لتوسعة شارع الأنفاق، لربط مدينة القدس بمستوطنات غوش عتصيون على حساب أراضي بيت جالا جنوب الضفة الغربية، كما صادر الاحتلال 100 دونم من أراضي قرى جنوب نابلس وشمال رام الله، و1000 دونم أخرى لتنفيذ مخطط استيطاني واسع على أراضي بلدة «جينصافوط» شرق قلقيلية، ومخطط يستهدف أراضي واد قانا شمال سلفيت.

من جهته، يؤكد الباحث في شؤون الاستيطان في الضفة الغربية عبدالهادي حنتش، خلال حديثه لـ«الإمارات اليوم»، أن عمليات ومشروعات التوسع والتمدد الاستيطاني، وإنشاء وحدات وبؤر جديدة، ارتفعت بشكل قياسي ومتسارع في الضفة الغربية خلال عام 2019، حيث زادت نسبتها 70% على عام 2018.

ويشير حنتش إلى أن إسرائيل كثفت خلال عام 2019 طرح مشروعات الاستيطان الجديدة، إلى جانب توسعة هيكليات المستوطنات القائمة، مبيناً أن مشروعات التوغل الاستيطاني زادت وتيرتها، بعد قرار الولايات المتحدة الأميركية اعتبار أن الاستيطان لا يتعارض مع القانون الدولي.


يشمل المشروع الاستيطاني الجديد توسعة مستوطنات «جفعات زئيف»، و«معاليه أدوميم»، و«معاليه ميخميش»، و«عالمون»، والمنطقة الصناعية في مستوطنة «إيمانويل».

مشروعات التوسع والتمدّد الاستيطاني، وإنشاء وحدات وبؤر جديدة، ارتفعت بشكل قياسي ومتسارع في الضفة الغربية خلال عام 2019.

تويتر