نتنياهو يهدد «الجهاد» بالمزيد من الضربات إذا لم توقف الصواريخ

إسرائيل تلوح بـ«اجتياح غزة».. وحصيلة الغارات 24 شهيداً

حشود عسكرية إسرائيلية على حدود قطاع غزة. أ.ف.ب

استمر التصعيد، لليوم الثاني على التوالي أمس، مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، وإطلاق صواريخ على إسرائيل دون أي بوادر تهدئة، حيث قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، أمس، إن إسرائيل تجري استعدادات من أجل توسيع الهجوم العسكري على غزة «بما ذلك اجتياح القطاع»، بينما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة «الجهاد» في غزة بتسديد المزيد من الضربات لها، إذا لم تكف عن إطلاق الصواريخ، بينما بلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين 24، منذ فجر أول من أمس.

وتفصيلاً، تم إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ، أمس، على إسرائيل التي ردت بضربات جديدة أدت إلى ارتفاع حصيلة الغارات إلى 24 شهيداً، بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبوالعطا، وزوجته اللذان استشهدا في عملية محددة الهدف أول من أمس.

وأعلنت وزارة الصحة، التابعة لحركة حماس في غزة، في بيان مقتضب أمس: «وصل عدد الشهداء إلى 24، منذ فجر أول من أمس، بينهم سيدة، و72 إصابة بجروح مختلفة»، جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

ومع صباح أمس، كان سكان غزة يعاينون الأضرار، ويشيعون الشهداء.

وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، مصعب البريم: «لا حديث عن وساطات، وليس من المناسب الحديث عنها، مع احترامنا لأي جهد عربي، وعند استكمال رسالة الرد يمكن الحديث عن الهدوء». وأعلنت «سرايا القدس» مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ، قائلة إنها «رد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني».

ورداً على استشهاد أبوالعطا وزوجته، أطلق مسلحون من حركة الجهاد الإسلامي نحو 200 صاروخ على إسرائيل، أول من أمس، واستأنفوا إطلاق الصواريخ صباح أمس. ورغم المحاولات التي يقوم بها دبلوماسيون لاستعادة الهدوء، قال مسؤول في الجهاد الإسلامي، لـ«رويترز»، إن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها تعتزم مواصلة هجماتها الثأرية.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «محاولات استعادة التهدئة لم تنجح، (الجهاد الإسلامي) ترى أن الوقت حان للرد على سياسة الاغتيالات، التي أحياها العدو الصهيوني». وأضاف: «العدو سيدفع ثمن حماقته، ونحن مصرون على مواجهة هذا العدوان بكل ما أوتينا من قوة».

ومع ذلك لا تبدو في الأفق علامة على أن حركة «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة، تميل للمشاركة في هذه المعركة. وتمكنت حماس وإسرائيل من تهدئة موجات تصعيد سابقة، وتفادي صراع شامل على مدى السنوات الخمس الماضية، بعد أن خاضتا ثلاث حروب بين 2008 و2014.

في المقابل، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه جرى استهداف مصنع لإنتاج رؤوس حربية لقذائف صاروخية، في جنوب قطاع غزة.

كما جرى استهداف مقر قيادة لواء خانيونس للجهاد، ومخزن أسلحة في منزل آدم أبوحدايد، وهو قيادي بالمنظومة الصاروخية لحركة الجهاد. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية بأن مصر تدير مباحثات مكثفة مع إسرائيل، والفصائل الفلسطينية، من أجل تثبيت الهدوء في القطاع.

وقال بنيامين نتنياهو، أمس، في مستهل جلسة الحكومة: «نواصل ضرب (الجهاد الإسلامي)، بعدما قضينا على قائدها الكبير في قطاع غزة، لذا أمامهم خيار واحد إما الكف عن شن الهجمات، أو تكبد المزيد من الضربات. هذا هو الخيار أمامهم».

وأضاف: «قلت (أول من) أمس إننا لا نسعى إلى التصعيد، لكننا نرد على أي اعتداء يُشن علينا بهجمة من طرفنا وبرد عنيف جداً، وأعتقد أن من الأفضل لحركة الجهاد الإسلامي أن تدرك ذلك الآن بدل أن تدرك ذلك بعد فوات الأوان بالنسبة لها». وتابع نتنياهو «أعتقد أن هذه الرسالة باتت تستوعب لدى (الجهاد الإسلامي)، وهم يدركون أننا سنستمر في ضربهم بلا رحمة، وأن قوة إسرائيل كبيرة، وأن إرادتنا كبيرة جداً».

وقال «دمرنا، خلال الـ24 ساعة الماضية، أهدافاً مهمة تابعة لـ(الجهاد الإسلامي)، واستهدفنا خلايا خططت لإطلاق صواريخ على دولة إسرائيل، وبعضها كان على وشك الإطلاق».

وفي وقت لاحق، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، أمس، أن إسرائيل تجري استعدادات، من أجل توسيع الهجوم العسكري على غزة «بما ذلك اجتياح القطاع».

وقال شتاينتس لصحيفة «يديعوت أحرونت»، إنه «إذا لم توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فستكون العملية البرية مطروحة».

وينتظر أن يصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص، نيكولاي ملادينوف، إلى القاهرة لإجراء محادثات من أجل وقف التصعيد، كما قال مصدر دبلوماسي، لكنَّ مصدراً مقرباً من المحادثات حذر من أن مخاطر حصول تصعيد إضافي لاتزال عالية. وفي إشارة غير معتادة، كانت الأهداف الإسرائيلية محصورة بمواقع «الجهاد الإسلامي»، وليس حماس، في ما يبدو أنه تجنب لتصعيد كبير. وسارع المعلقون الإسرائيليون إلى التركيز على هذا الأمر. وكتب المعلق بن كاسبيت، في صحيفة «معاريف» اليمينية: «لأول مرة في العصر الحالي، تميز إسرائيل بين (حماس)، و(الجهاد الإسلامي)». وأضاف «بذلك تكون انحرفت إسرائيل عن مبدأها المغطى بالحديد، وهو أن حماس، بصفتها القوة الحاكمة في غزة، يجب أن تدفع ثمن أي إجراء يقوم به أي شخص في قطاع غزة. لم يعد الأمر كذلك الآن».

من جهتها، كتبت صحيفة «هآرتس» إنه «في أعقاب التصعيد، عملت مصر، وجهات دولية أخرى، على التهدئة في المنطقة». وإثر دوامة العنف، دعت جهات دولية إلى الهدوء.

تويتر