لا تشمل البرغوثي وسعدات وقادة الحركة في الضفة

إسرائيل تقرّ صفقة تبادل الأسرى مع «حماس»

والدة الأسيرة فتـنة أبوعليش تبكي فرحاً بجانب صورة ابنتها في مخيم عسكر للاجئين قرب أريحا. رويترز

صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تشمل إطلاق سراح 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينيين، مقابل إطلاق «حماس» الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. ولم تشمل الصفقة إطلاق أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية، مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات. فيما لقيت الصفقة ترحيباً عربياً ودولياً واسعين.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية على «صفقة الأسرى» بتأييد أغلبية 26 وزيراً مقابل معارضة ثلاثة وزراء، هم وزيرا الخارجية أفيغدور ليبرمان، والبنية التحتية عوزي لانداو من حزب «إسرائيل بيتنا»، ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون من حزب الليكود الحاكم.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يورام كوهين، قوله إن صفقة التبادل لن تشمل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ومجموعة من قيادات «حماس» في الضفة الغربية، بينهم عبدالله البرغوثي وإبراهيم حامد وعباس سيد.

وأسفت الجبهة الشعبية لعدم اشتمال الصفقة على أمينها العام ، مؤكدة في الوقت نفسه أن الصفقة بمحصلتها إيجابية، وكسرت بعض القواعد الإسرائيلية.

وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة كايد الغول، إن «الصفقة بمحصلتها إيجابية لأنها ستؤدي لإطلاق سراح أكثر من 1000 أسير وأسيرة، وتعيد الأمل لبقية الأسرى وذويهم وتعزز من صمود الأسرى في مواجهة الجلاد الصهيوني».

وأكدت تقارير إسرائيلية أن الصفقة تشمل إطلاق سراح 1027 أسيراً وأسيرة فلسطينيين مقابل إطلاق «حماس» شاليط، وستنفذ على مرحلتين، بحيث يتم في المرحلة الأولى إطلاق سراح 450 أسيراً تم الاتفاق على أسمائهم مقابل شاليط، وبعد شهرين سيتم إطلاق سراح 550 أسيراً آخر، و27 أسيرة فلسطينية.

وأوضحت أنه في المرحلة الأولى سيتم إطلاق سراح 450 أسيراً بينهم 280 أسيرا حكم عليهم بأحكام مؤبدة وسيتم إطلاق سراح 110 أسرى الى بيوتهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية بينهم 55 أسيرا من «حماس»، والباقون أسرى من حركة «فتح» والمنظمات الفلسطينية الأخرى.

وتقضي الصفقة أيضاً بإطلاق سراح 131 أسيراً من سكان قطاع غزة، بينهم قياديون في «حماس»، وسيتم إبعاد 203 أسرى عن الضفة الغربية بينهم 40 أسيرا سيبعدون إلى خارج البلاد والباقون إلى غزة.

كما سيتم إطلاق سراح ستة أسرى من المواطنين العرب في إسرائيل، الذين قضوا في السجون الإسرائيلية فترة طويلة، اضافة الى 27 أسيرة فلسطينية، بحيث سيتم إبعاد أسيرتين هما أحلام التميمي وآمنة منى، والأسيرات الباقيات سيعدن إلى بيوتهن.

وفي المرحلة الثانية من الصفقة سيتم إطلاق سراح 550 أسيرا تقرر إسرائيل هويتهم.

وقال رئيس الشاباك للصحافيين الإسرائيليين إن إسرائيل لم تمنح قادة «حماس» أي تعهد بعدم المس بهم بعد إطلاق سراحهم، وأن نصف الأسرى الذين سيطلق سراحهم إلى الضفة الغربية وعددهم قرابة الـ50 أسيرا، سيخضعون لقيود أمنية بينها منع خروجهم من الضفة وحتى من المدن التي يسكنون فيها.

واضاف كوهين أن «حماس» بدأت منذ شهر يوليو الماضي، تليين مواقفها، وأكد أن «الشاباك» وافق على الصفقة، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك أية طريقة أخرى لتحرير شاليط.

وقال إن «أجهزة الأمن تواجه صعوبة كبيرة مع هذا التحرير (للأسرى الفلسطينيين). وأسهل علي أن أكون صارماً، لكن لم تكن لدينا إمكانية أو طريقة أفضل لتحرير شاليط ولذلك أيدنا الصفقة». وأضاف أن «(حماس) اضطرت إلى تليين مواقفها في موازاة تليين مواقفنا، وما يحدث في سورية أدى إلى انعدام استقرار، والحاجة إلى دعم مصري، والضغط على المحتجزين (أي الأسرى) أدى الى فعل شيء معين».

وعقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى وانعقاد اجتماع الحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليه، ساد فرح كبير في خيمة الاعتصام التي أقامها ذوو شاليط ونشطاء طالبوا بتحريره، الذين راحوا يغنون ويرقصون. وقال والد الجندي الإسرائيلي الأسير، نوعام شاليط، إن «الأمور ستكون منتهية بالنسبة لنا فقط عندما نرى جلعاد يصل إلى البيت وينزل السلم إلى داخل البيت، وعندها سنقول إن الدائرة أغلقت».

وتقدمت عائلة شاليط بالشكر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إقرار صفقة تبادل الأسرى «والقدرة القيادية التي أبداها والقرار الشجاع على الرغم من الفترة الطويلة التي مرت وعلى الرغم من أنه، عملياً، هو رئيس الوزراء الثاني منذ أن سقط جلعاد في الأسر».

ولقيت الصفقة ترحيباً واسعاً، فقد وصف وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الاتفاق «بالتطور الإيجابي» الذي سيسهم في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة ويساعد الأفراد على الاجتماع بعائلاتهم.

كما رحب وزير الخارجية وليام هيغ بالاتفاق. كما رحبت الحكومة الألمانية بصفقة تبادل الأسرى، فيما أشادت جامعة الدول العربية بالجهود التي بذلتها مصر لإنجاز صفقة الأسري، وعبرت عن دعمها التام لهذه الصفقة، التي أنجزت بفضل جهود جهاز المخابرات المصرية.

بدوره رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، بالإعلان عن إتمام صفقة الأسرى، ووصفها بأنها «انجاز للقضية الفلسطينية».

تويتر