تستنسخ تجربة «حزب الله» اللبناني في التعليم الخاص

ميليشيات الحوثي تسعى إلى الهيمنة على التعليم في مناطق سيطرتها

ممارسات الميليشيات الحوثية تدمر التعليم في اليمن. أرشيفية

تُسابق ميليشيات الحوثي الزمن لاستكمال الهيمنة على قطاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بشقيه الإداري والتعليمي، وبدأت بالاستحواذ على المناصب القيادية، ومن خلالها أخضعت قطاع التعليم بالكامل لسيطرتها، وتحكمت بالمعلمين وتوزيعهم على المدارس، وفصلهم وتغييرهم، فيما عملت على استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في التعليم الخاص ومدارسه الخاصة.

ومنذ انقلاب ميليشيات الحوثي وسيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014، دفعت بيحيى الحوثي (الشقيق الأكبر لزعيمها)، إلى تولي قيادة وزارة التربية والتعليم، وأوكلت إليه مهمة تسميم العملية التعليمية، بما يخدم أهدافها العنصرية على المدى القريب والمدى البعيد.

وتمكّن يحيى الحوثي، المعروف بتطرفه وتعصبه المذهبي، والمسجل على قائمة الإرهابيين المطلوبين دولياً، من تدمير وزارة التربية والتعليم، وإفراغها من الكوادر التربوية الوطنية التي لا تنتمي أسرياً أو عقدياً للميليشيات، أو من ترفض تنفيذ أجنداتها المخالفة للأنظمة واللوائح المعمول بها.

وكان آخر القرارات التي أصدرها يحيى الحوثي - وهو مسؤول ما يسمّى «القسم التربوي» في ميليشيات الحوثي - نهاية سبتمبر 2019، قراراً يقضي بفصل من تبقّى من الإداريين في ديوان عام وزارة التربية والتعليم، واستبدالهم بآخرين من القسم التربوي للميليشيات.

وأكد المسؤول الإعلامي في نقابة المعلمين اليمنيين، يحيى اليناعي، أن يحيى الحوثي أصدر قراراً بفصل 211 إدارياً من ديوان وزارة التربية والتعليم في صنعاء، وبهذا القرار تكون ميليشيات الحوثي قد استبدلت جميع الطاقم الإداري للقطاع التعليمي في المناطق الخاضعة لسيطرتها بعناصر يتبعونها.

وذكر اليناعي أن الميليشيات سبق وأن استبدلت جميع مديري مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات، إضافة إلى جميع مديري المناطق والمراكز التعليمية في المديريات الخاضعة لسيطرتها خلال الفترة الماضية.

ومع بداية العام الدراسي 2019/‏‏ 2020، شنّت ميليشيات الحوثي أكبر عملية استبدال لمديري المدارس والمعلمين المناوئين لها، وعيّنت، دفعة واحدة، 26 مديراً لإدارة مدارس في محافظة حجة فقط، فيما ذكرت إحصائية صادرة عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن الميليشيات استبدلت 122 معلماً بآخرين من أتباعها خلال الفترة من 25 أغسطس وإلى الثاني من سبتمبر 2019.

وفي الفترة ذاتها، استبعدت الميليشيات عشرات المعلمين والمعلمات ومديري مدارس والموظفين في قطاع التربية في مختلف المناطق، بينهم أكثر من 30 تربوياً في مديرية بني الحارث بأمانة العاصمة، وجميعهم استبدلتهم بعناصرها، وغالبيتهم لا يملكون مؤهلات، وليس لهم أي صلة بالتعليم، ومهمّتهم الوحيدة هي نشر الثقافة الطائفية في أوساط الطلاب.

وبحسب النقابي اليناعي، فإن القرارات الحوثية التي قضت باستبدال الكوادر التربوية تأتي ضمن خطوات ممنهجة ومتسارعة لاستكمال السيطرة على التعليم، بهدف إحداث تحوّل في نسيج المجتمع اليمني لمصلحتها، وهو ما يشكل خطراً على مستقبل اليمن، وتهديداً للهوية الوطنية الجامعة.

وأشار اليناعي إلى أن ميليشيات الحوثي قطعت مسافة كبيرة نحو إخضاع العملية التعليمية بالكامل لتصرف ميليشياتها، بعد أن وضعت يدها على الإدارة التربوية، مؤكداً أنها أصبحت على مقربة من تعميم تجربتها في محافظة صعدة التي ألغت فيها مكتب التربية والتعليم كإدارة حكومية، وحوّلته إلى قسم جديد، ألحقته بهيكل الميليشيات المسمّى «القسم التربوي».

وأوضح المسؤول النقابي أن الميليشيات فرضت، في عام 2014، على مدارس محافظة صعدة منهجاً دراسياً مختلفاً عن المنهج الدراسي الرسمي، تجاوزت فيه الأبعاد المحلية والوطنية، وعملت على استنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في التعليم الخاص ومدارسه الخاصة، وتسعى حالياً إلى تعميم هذا النموذج في المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها.

وحذّر اليناعي من خطورة الأمر، بقوله: «إذا لم تتوقف ميليشيات الحوثي عن العبث بالعملية التعليمية والتربوية، فسيصبح التعليم أهم مسببات استمرار الصراع في اليمن، وسيترك أثراً على المدى البعيد، وتأثيرات عميقة على التغييرات الاجتماعية، وسيفخخ المستقبل، ويهيئ لانفجارات وصراعات مستقبلية».


- اليناعي: إذا لم تتوقف ميليشيات الحوثي

عن العبث بالعملية التعليمية والتربوية

فسيصبح التعليم أهم مسببات استمرار

الصراع في اليمن.

تويتر