كـل يــوم

«الإمارات اليوم».. 15 عاماً والمسيرة مستمرة

سامي الريامي

15 عاماً على صدور «الإمارات اليوم»، مرّت حاملة الكثير من المحطات والنجاحات والعثرات، مرّت حاملة السبق والتميز وخدمة الوطن والمجتمع، وحاملة أيضاً الصواب والخطأ والاجتهاد، والصحف بالنسبة للعاملين فيها، لا تقاس أعمارها بالسنوات والعقود، بل بالساعات والدقائق، لكثرة ما يعايشونه من تفاصيل أشبه بالمعارك اليومية مع الوقت والحدث، وما بعد الحدث وردود الأفعال.

15 عاماً عاشت فيها «الإمارات اليوم» تحولات جذرية وعميقة وغير مسبوقة في عالم الصحافة، شكّلت تحديات رافقت مسيرتها، وفرضت واقعاً لا مناص من التعاطي معه بإيجابية، لتبقى الصحيفة قائمة، وعند ثقة قرائها، فالصحيفة التي جاءت بنمط شعبي ومتفرد في طبيعة المحتوى القريب من القراء، والجَسُور في تبني قضاياهم المعيشية اليومية، بدأت بنسخة مطبوعة بحجم صغير، مختلف عن النمط السائد حينذاك، وانتهت الآن إلى حالة مختلفة في الشكل والمضمون، فإلى جانب النسخة المطبوعة، هناك موقع إلكتروني يتجدد ويتطور باستمرار، ليواكب تطلعات القراء، ومنصات رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيق للهواتف الذكية، ونسخة رقمية تصلح للشاشات بكل أحجامها.

أما المحتوى، فقصة أخرى مليئة بالتفاصيل، فقد دهمتنا التقنيات الحديثة وأدوات الاتصال والتواصل الجديدة، وكنا أمام خيارين: إما التعامل بإيجابية مع هذه التطورات، فنتطور ونواكب هذه الطفرة، أو أن نندثر ونصبح جزءاً من الماضي، فاخترنا الخيار الأول، بثقة قوية بأن النجاح سيكون حليفنا في آخر الأمر، ومن حينها لم تعد الكلمة والصورة الفوتوغرافية هما الأداتان الوحيدتان في الصحافة، بل دخل إليهما الفيديو، و«الإنفوغراف»، و«الأنيميشن»، والتسجيلات الصوتية، والبرامج، وغيرها.

ما أحدثته الطفرة التقنية في وسائل الاتصال هي أنها ألغت، أو تلغي تدريجياً، الحدود بين وسائل الإعلام، فباتت الصحيفة تنتج محتوى تلفزيونياً وإذاعياً، فيما يتعين على التلفزيون أن ينتج محتوى مقروءاً وآخر مسموعاً، على أن هذا التحول لم يكن سهلاً أمام الكوادر البشرية، التي اعتادت نمطاً معيناً لسنوات في عملها، كما لم يكن سهلاً على المؤسسات الصحافية نفسها، التي وجدت نفسها في منافسة غير متكافئة مع طارئين جديدين على المهنة، يستحوذان على اهتمام الملايين، بمحتوى لا لون له، ولا طعم، ولا رائحة، فتراجعت عائداتها، وتعرضت لهزات عنيفة، حتى انتهى الأمر ببعض تلك المؤسسات إلى هزيمة كبرى، وخروج تام من المشهد.

لكننا في «الإمارات اليوم» راهنَّا، منذ سنوات، على ذكاء قرائنا، وحصافتهم، وحسن اختياراتهم، فكانت قاعدة قرائنا تتسع يوماً بعد آخر، ونفتخر بأننا من أكثر الصحف العربية متابعة بين القراء المحليين في دولة الإمارات، بعدد من المتابعين يقرب من أربعة ملايين على منصاتنا الرقمية، وآخرين يطالعون «الإمارات اليوم» عبر الموقع الإلكتروني، والتطبيق الذكي، والنسخة الرقمية.

كما راهنَّا على ما توفره حكومة دبي، من خلال مؤسسة دبي للإعلام، من دعم متواصل، ومتعدد الأشكال، وتوفير بيئة مثالية للعمل، ضمن أجواء مريحة وشفافة تفتح الآفاق رحبةً أمام كل جديد ومفيد، وبما ينسجم مع استراتيجية المؤسسة وحكومة دبي، ويتوافق مع الثوابت الوطنية العليا لدولة الإمارات العربية المتحدة.

عام مضى.. كان استثنائياً بكل المقاييس، بأحداثه وتطوراته المختلفة والمتنوعة، عام «مسبار الأمل»، والمفاعل النووي، وهزاع المنصوري، ومعاهدة السلام، إلى جانب تحديات فيروس «كوفيد-19».. كانت فيه «الإمارات اليوم» مع قرائها لحظةً بلحظة.

وعام آخر بانتظارنا لا يقل أهمية، عام «إكسبو 2020»، وعام «خمسين الاتحاد»، وعام التعافي من تبعات «كورونا»، والكثير من المناسبات الكبيرة التي تنتظرنا، وتَعِدُنا بكثير من الأمل، وتبشرنا بغدٍ يليق بدولة عظيمة كالإمارات.. لا تتوقف عن الحلم والإنجاز!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 
 

تويتر