كـل يــوم

رسالة محمد بن راشد.. مرحلتان وبقيت الثالثة!

سامي الريامي

علّمنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن يُتبع الأقوال بالأفعال دائماً، فهو إن قال فعل، وعلّمنا أنه إذا وضع هدفاً أمامه، فلا يثنيه «المستحيل» عن الوصول إليه وتحقيقه، وها هو يطلق رسالته للمواطنين والمسؤولين مع بداية الموسم الجديد للعمل والإنجازات، أمس، ويبدأ فوراً بتنفيذها بعد أقل من 18 ساعة من الإعلان عنها!

سموّه أمر بتشكيل لجنة برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يثق هو، وتثق الإمارات جميعها كثيراً، بقدراته وكفاءته التي لا حدود لها، ومهمة هذه اللجنة هي تنفيذ وتطبيق ما جاء في الرسالة من توجيهات ووعود للمواطنين، ثم وجّه المجلس الوطني للإعلام بضبط وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع معايير عالية، ووجّه كذلك مكتب الاتصال الحكومي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بمتابعة كل وسائل البث المباشر، وغيرها من الوسائل، والتأكد من تجاوب كل الجهات الاتحادية مع استفسارات ومطالب المواطنين.

المسؤولية تتضاعف الآن على كل من يتولى مسؤولية حكومية في الإمارات، ومن لا يستطيع تحمّلها فليتركها، فتجاهل طلبات وملاحظات وشكاوى المواطنين أمر مرفوض بتاتاً، وعواقبه حتماً وخيمة على كل مسؤول يتجرأ بعد اليوم ويغلق أبوابه أمام المراجعين.

كذلك هي حال البقاء في الأبراج العاجية، والانفصال عن الناس وعن الموظفين، وإصدار القرارات والأوامر الفردية التي تُعقد الحياة وتُصعبها على المراجعين والموظفين، أمور مرفوضة وستكون جميعها تحت المجهر، وليتأكد جميع المسؤولين أن أي ممارسة سلبية منهم لن تدوم طويلاً، وسيتم الكشف عنها عاجلاً أو آجلاً، وستكون عواقبها عليهم سلبية بالتأكيد، لذا فجميعهم الآن أمام خيارين لا ثالث لهما، العمل والإنجاز وخدمة المواطنين وتحمّل المسؤولية بكل حذافيرها، أو تركها لمن هم أجدر بحملها!

شخصياً، أعتقد أن الإعلان عن رسالة محمد بن راشد كان مرحلة أولى، ثم جاء الإعلان عن آلية التنفيذ والتطبيق كمرحلة ثانية، فهل تعرفون ما المرحلة الثالثة؟ من يعرف محمد بن راشد سيعرف أنها حتماً ستكون مرحلة التغيير والاستغناء عن كل مسؤول لم يواكب هذه الرسالة!

والمسؤولية أيضاً تتضاعف على كل مواطن إماراتي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، فالإساءات بمختلف أشكالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مقبولة، وسمعة الإمارات والإماراتي أيضاً، خط أحمر لا يمكن تجاوزه تحت أي مفهوم أو مسمى، وهناك فرق كبير جداً بين خدمة الوطن والتعبير عن الحب والإخلاص لهذا الوطن، وبين الإساءة عن دون قصد لهذا الوطن!

«التغريد من أجل الوطن يزيده ولا ينقصه.. يبنيه ولا يهدم ما تم بناؤه.. التغريد من أجل الوطن مهمة نبيلة، نؤديها بأخلاق عالية، وبعقلانية تعكس تحضرنا، وبمنطق يخاطب العقول ويفتح القلوب»، وهذا هو الخط الفاصل بين الإخلاص للوطن، والإساءة له، كما شرحه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في تغريدة له أمس.

لا وضوح أكثر من ذلك، ولا مجال الآن لمزايدات على توجيهات وكلام قادتنا، حفظهم الله، المباشرين والواضحين، من يمتلك الحجة والثقافة والمعلومة والأسلوب العقلاني، ويمتلك المنطق والعقل فليكتب ما يشاء عن الوطن، فلا خوف على سمعة الوطن ومكانته مع وجود هذه الصفات، ومن يعتقد أن في النزول لأسفل سافلين، ويرد الشتيمة بأسوأ منها، بحجة الدفاع عن الوطن، فهو مخطئ، سيقولون غيرنا يشتمنا، وغيرنا يسفّه بنا وبمنجزاتنا، ونحن نقول كل إناء بما فيه ينضح، ودائماً هناك فرق بين الثرى والثريا، والإمارات ستبقى ثريا، وها هم قادة الوطن يعلنونها صراحة بأن الوطن ليس في حاجة للشتامين والعابثين، وصورة الإمارات والإماراتي لابد أن تبقى ناصعة كما بناها الشيخ زايد، رحمة الله عليه، فهل وصلت رسالة محمد بن راشد؟

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر