كـل يــوم

الأرقام أصدق من تقارير الكذب الإعلامي!

سامي الريامي

هي الأرقام وحدها لا تكذب أبداً، وهي التي تعرض الحقيقة الكاملة من دون زيف، وتدحض الكذب والتزييف والتزوير، وهي وحدها القادرة على إسكات الأفواه، والرد على الشائعات والمهاترات، والتلفيق الإعلامي الذي يشتهر به الحاقدون والكارهون، وآن الأوان أن يموتوا بغيظهم، لأن كذبهم وتزييفهم أصبحا مكشوفين للجميع، ما أودى بصدقية إعلامهم، الذي لم يكن يوماً صادقاً أصلاً، إلى أسفل سافلين!

دبي حصلت على المرتبة الأولى عربياً، والرابعة عالمياً، في محور «الأداء الاقتصادي»، ليس الإعلام المحلي من قال ذلك، ولا هي مؤسسة أو منظمة ضعيفة أو مشبوهة تُشترى بحفنة مال، كما يفعل غيرنا المتخصص في «رشاوى حقائب الدولارات»، بل هي تقارير دولية موثوقة وذات صدقية، وصادرة من مركز دولي هو «مركز التنافسية العالمية»، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، ومقره لوزان في سويسرا.

دبي تفوقت، في هذا التقرير الحديث، على مدن عالمية متطورة في دول عظمى، حيث تخطت سنغافورة وهونغ كونغ وجميع مدن كندا واليابان والاتحاد الأوروبي، ما عدا لوكسمبورغ، وهذا إنجاز عالمي جديد يثبت تفوق دبي وجاذبيتها وقدرتها على الاستمرارية في الريادة والنمو والتطور، بشكل مرن وعملي، تحت مختلف الضغوط والظروف.

ويعتبر تقرير «تنافسية دبي 2018»، الذي أصدره مركز التنافسية العالمية، بالتعاون مع مكتب دبي للتنافسية، هو الأول من نوعه في المنطقة، حيث يُقارن دبي مع 63 اقتصاداً من مختلف قارات العالم، اعتماداً على 346 مؤشراً تقيس مختلف مجالات التنافسية.

ويندرج تحت محور «الأداء الاقتصادي»، العديد من المؤشرات الاقتصادية الرئيسة، مثل معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي، وحصة الفرد من الناتج المحلي، والتنويع الاقتصادي، ونِسَب البطالة والتعيين، والتجارة الخارجية بشقيها الصادرات والواردات، وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الداخل والخارج، إضافة إلى مرونة الاقتصاد، ومعدلات التضخم.

وما يهمنا هُنا عدد من المؤشرات التي تُلجِم تلك التقارير السلبية المفبركة، التي نشرتها قنوات الكذب والتضليل، وعلى رأسها قناة «الجزيرة» الفاقدة لمهنيتها وصدقيتها، ففي مؤشر «نسبة الصادرات السلعية» حصلت دبي على المرتبة الثانية عالمياً، وكذلك حلّت بالمرتبة ذاتها في مؤشر «انخفاض معدلات البطالة» و«معدلات البطالة بين الشباب»، وحلّت بالمرتبة الثالثة في مؤشر «نسبة التوظيف»، ومؤشر «أسعار الصرف»، وبالمرتبة الرابعة عالمياً في كل من مؤشر «حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي» و«نسبة إيرادات السياحة من الناتج المحلي الإجمالي».

ويشير التقرير إلى أن دبي جاءت في المرتبة الأولى عربياً، والتاسعة عالمياً في تلقي الاستثمار الأجنبي المباشر (6.42% من الناتج المحلي الإجمالي) برصيد 73.8 مليار دولار، متقدمة بذلك حتى على الولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، وكندا وفرنسا والصين.

هذه لمحة سريعة لجزء بسيط من مؤشرات التقرير، وهناك مؤشرات كثيرة وعديدة حلت فيها دبي بالمراكز الثلاثة الأولى عالمياً، ما يؤكد أنها كانت ولاتزال رقماً صعباً في العالم، وهي بحق نموذج خاص بين الاقتصادات الأسرع نمواً في المنطقة والعالم، كما أثبتت أنها ذات جاذبية، وتنافسية تصعُب منافستها عليها، وذلك لما تمتلكه من تجارب تنموية عديدة، ومقومات تميز لا حدود لها، في ظل وجود قيادة ذات رؤية مستقبلية بعيدة المدى، وحكومة مبدعة مبتكرة.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر