5 دقائق

التحيز في تقييم الأداء

الدكتور علاء جراد

العلاقة بين المديرين والموظفين غالباً ما تكون محل شد وجذب، وفي بعض المؤسسات تبقى العلاقة دائماً من منظور «نحن» «وهم»، فلا توجد روح الفريق الحقيقية، بل قد لا تتوافر أدنى درجات الاحترام، ولحسن الحظ هذه ليست الحالة في كل المؤسسات، ولكن يظهر مدى سوء العلاقة بين الموظف والمدير عند تقييم الأداء السنوي، حيث توجد فجوة كبيرة بين منظور الطرفين. وهناك أسباب عدة لتلك الفجوة، منها عدم وضوح الأهداف الوظيفية منذ البداية، وتغيير المهام باستمرار، وعدم تمكين الموظف بالموارد والإمكانات اللازمة لأداء وظيفته، وعدم إشراكه والاتفاق معه على معايير التقييم، أو حتى عدم معرفته بها من الأساس.

• في الشركات العالمية يتم تدريب المديرين جيداً على معرفة أنواع التحيز وكيفية تفاديها.

بجانب الأسباب سالفة الذكر يعتبر التحيز أو الانحياز «Bias» أحد العوامل الرئيسة في توتر العلاقة والشعور بعدم الرضا، والتحيز هو الحكم المسبق على الأمور، وتكوين قناعة معينة يرتكز إليها الشخص في اتخاذ قراراته، وفي الشركات العالمية يتم تدريب المديرين جيداً على معرفة أنواع التحيز وكيفية تفاديها، خصوصاً أن هناك فئتين من التحيز، هما التحيز غير المتعمد، والتحيز المتعمد، ففي النوع الأول هناك تحيز من قبل المدير في تقييم أداء الموظف سلباً أم إيجاباً، لكن المدير لا يتعمد ذلك، أما في النوع الثاني فالمدير يعي جيداً أن لديه تحيزاً، وكل من الفئتين تندرج تحتها أنواع عدة، فالتحيز غير المتعمد يتفرع منه محاباة أحد الموظفين، لأنه يشبه في عمله أو شخصيته شخصية المدير، فنجد هناك «كيمياء» بينه وبين المدير، وبغض النظر عن مستوى الأداء الفعلي لهذا الموظف، فهو دائماً في وضع جيد، وهناك أيضاً تأثير الهالة أو الانطباع الأول، أي أن الموظف يترك انطباعاً جيداً منذ البداية، ولديه «كاريزما»، فيتم دائماً تقييمه إيجابياً طوال الوقت، الخطأ الثالث هو الاعتماد على الأداء في الفترة الأخيرة، أو حتى موقف واحد سيئ في الفترة الأخيرة قبل التقييم، وبالتالي ينسى المدير ما تم طوال العام، ويتذكر الواقعة الأخيرة فقط، والعكس أيضاً، أي أن يقوم الموظف بخطأ معين، أو يفشل في مهمة ما، فتتكون صورة ذهنية سلبية عنه لدى المدير، ولا تتغير مهما تحسن أداء الموظف، وهناك نوع شائع من الأخطاء، وهو الصور النمطية عن شخص معين، أو حتى عن فئة كاملة من الناس.

أما التحيز المتعمد ففيه يكون المدير إما قاسياً جداً على الموظف أو ليناً جداً معه، ولكل موقف أسبابه التي قد تكون محل تقدير، لكن في الغالب فإن السبب الرئيس فيها هو «الهوى» وعدم الموضوعية.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر